بحث متقدم
الزيارة
7763
محدثة عن: 2010/06/30
خلاصة السؤال
ما المراد من جملة: “لاتجعل عنقک جسراً لعبور الناس” في حدیث “عنوان البصري” ؟
السؤال
ما المراد من جملة: “لاتجعل عنقک جسراً لعبور الناس” في حدیث “عنوان البصري” ؟
الجواب الإجمالي

يفهم من العبارة المذكورة اكثر من معنى، منها: ان الانسان قد يبذل جهودا كبيرة في طلب العلم و تحصيل المعارف الا انه لم يستفد منها في مقام العمل بل ينصب همه على ايصالها للناس ليحصل على ثناء عابر و مديح زائل، فحينئذ ينتفع الناس بعلمه و يعبرون الصراط من خلال تسمكهم بما نقله اليهم من المعارف، اما هو فلا يعود اليه من علمه الا ذلك المديح الزائل في عالم الدنيا. و قد يكون معناها: ان الانسان قد یضع نفسه –احیاناً- موضع العالم و المفتي دون ان یکون له علم حقیقي، فیقع تدریجاً تحت تأثیر العوامل الجانبیة و الاهواء و رغبات الناس، و یستخدم علمه في تلبیة رغبات مخاطبیه، و یعطف همته علی جلب رضاهم فینحرف عن طریق الحق، و بذلک یتحول هذا الشخص الی وسیلة یستخدمها أهل الاهواء في الوصول الی اهدافهم.

الجواب التفصيلي

وردت هذه العبارة في روایة “عنوان البصري" مقرونة بهذه الکلمة: "اهرب من الفتیا هَرْبَكَ من الأَسد و لا تجعل رقبتك للناس جسراً"؛ والتي تعني أن علیک في مقام طلب العلم ان تکون بصدد العمل بما تعلم لکي تصل الی الهدف و الغایة الاصلیة من العلم و الدین و المعارف، و لایکن هدفک هو ان تکون واسطة فقط في انتقال العلم الی الآخرین، و لا تظنن ان دور العالم ينحصر بنقل الفتيا و الرأي و العلومة الاخرين من دون أن يكون مسؤولا عنها  و تطبيقها في سلوكه العلمي، و بذلک سوف یستفید أهل العمل من علمک و تکون بمنزلة الجسر الذي يتجاوزه الناس الى الضفة الاخرى من دون ان ينتفع هو بشيء إن لم يتضرر بكثرة العابرين، فلا تصل الى الهدف الذي رسمه الله تعالى لك مع ما تتوفر عليه من علم و معارف مخزونة في عقلك و قلبك، و الحال ان الهدف الاصلي من العلم هو العمل به و الارتقاء من خلاله الى الغاية العظمى التي رسمتها السماء للصالحين و الخيرين، و لا يتحقق ذلك بنقله للآخرین فقط، بل قد يكون ذلک ذا مردود سلبي و مبعداً عن الله ایضاً حیث إن مثل هذا الشخص یکون قد اهمل نفسه و لم يفكر بمصيره في الوقت الذي صب جل اهتمامه على تعلم العلوم و بذل الجهود في تحصيلها لا لغاية اصلاح النفس بل لنقلها الى الاخرین فقط، و لا يحصل من وراء ذلك الجهد الكبير الا على بعد الثناء و المديح العابر الذي يكيله الاخرون له و اعجابهم به، الامر الذي قد يؤدي به الى الغفلته عن الهدف الاصلي، و سوف یبتلی رويداً رويداً بنسیان النفس و توهم الکمال من دون ان یحصل علی علم حقیقي مع کثرة علومه النظرية، والحال ان العلم الحقیقي و فق النظرية الاسلامية یستلزم الانقطاع الی الله والعزم والارادة و السعي الحثیث للفوز برضاه و تطبيق رسالته في الارض، و هو مقام أرفع من التعلیم و التعلم الظاهري کما ورد في صدر نفس هذه الروایة حیث صرحت بانه " ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه"، و هذا هو محور هذه الروایة.

والمعنی الآخر الذي یمکن استفادته من هذه العبارة هو ان الانسان قد یضع نفسه –احیاناً- موضع العالم و المفتي دون ان یکون له علم حقیقي، فیقع تدریجاً تحت تأثیر العوامل الجانبیة و الاهواء و رغبات الناس، و یستخدم علمه في تلبیة رغبات مخاطبیه، و یعطف همته علی جلب رضاهم فینحرف عن طریق الحق، و بذلک یتحول هذا الشخص الی وسیلة یستخدمها أهل الاهواء في الوصول الی اهدافهم.

و هذا الامر اي الکون جسراً یعبر علیه الناس، سوف یؤدي حتی في جانبه الایجابي الی ان ینسی طالب العلم نفسه و ربّه، و في الوقت الذي یستفید أهل العمل من علمه و یدخلون الجنة فانه سیتوقف خلف أبواب الجنة، لعدم انتفاعه بعلمه و انزاله الى حيز الواقع.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل ان ابقاء العلکة تحت اللسان فی اثناء الصلاة فیه اشکال؟
    5131 الحقوق والاحکام 2009/11/11
    یقول الإمام الخمینی(قد) و باقی المراجع العظام:ابتلاع اجزاء الطعام المتبقّیة فیما بین الأسنان لایوجب بطلان الصلاة، و لکن إذا بقی القند أو السکّر و ما شابه ذلک فی الفم و ذاب بالتدریج اثناء الصلاة فابتلعه فإن فی صلاته اشکالاً.[1]
  • ما هی الوظائف القانونیة للمرأة تجاه زوجها؟
    11733 الحقوق والاحکام 2008/08/21
    ان الحیاة الزوجیة قوامها و استمراریتها تکمن فی الحب و التفاهم و الاحترام المتبادل بین الزوجین و الاعتراف بحقوق کل من الطرفین. و الدین الاسلامی من أجل تدعیم و تحکیم الاسرة التی هی النواة الاولى للمجتمع حدد لکل من الزوجین مجموعة من الحقوق و الواجبات، لانه تعالى أینما جعل حقا ...
  • ما هو حكم النفساء؟
    6108 الحقوق والاحکام 2012/08/27
    النفاس: هو دم الولادة معها أو بعدها قبل انقضاء عشرة أيام من حينها و لو كان سقط و لم تلج فيه الروح، بل و لو كان مضغة أو علقة إذا علم كونها مبدأ نشوء الولد، و يقال للمرأة نفساء.[1] و من ...
  • ما هی قصة ذبح عبد الله والد النبی (ص)؟
    5824 تاريخ بزرگان 2011/10/16
    الواقعة هی: إن عبد المطلب کان قد دعا الله عز و جل أن یرزقه عشرة بنین و نذر لله عز و جل أن یذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة أولاد قال: قد وفى الله لی فلأفین لله عز و جل. فأدخل ولده الکعبة و أسهم بینهم ...
  • ما هو حدّ العلاقة الجنسیة فی عقد المحرمیة فی فترة الخطوبة؟
    5774 الحقوق والاحکام 2009/11/24
    أن عقد المحرمیة هو فی الحقیقة نفس العقد المؤقت، فهو مثل العقد الدائم فی جواز الاستمتاعات الجنسیة. و لکن یجوز للطرفین أن یشترطا فی ضمن هذا العقد (الزواج المؤقت) أن لا یکون فیه بعض الاستمتاعات الجنسیة، کأن یشترطا عدم الدخول أو ... ففی مثل ذلک یکون العقد صحیحاً ...
  • من هو عبد الله بن مسعود؟ و هل کان یقول بإمامة أمیر المؤمنین (ع)؟
    6870 تاريخ بزرگان 2009/03/02
    یعد عبد الله بن مسعود من صحابة النبی (ص) و قد اشترک فی الکثیر من المعارک فی صدر الاسلام و کان من المقربین من النبی (ص) و من القراء صاحب المصحف المعروف باسمه. و قد اثنى علیه کل من النبی الاکرم (ص) و الامام علی (ع)؛ و هذا یکشف بنحو ...
  • ما هی حدود العُرف و بعُهدة مَنْ تشخیص هذه الحدود؟ و هل هی قابلة للتغییر؟
    6387 الحقوق والاحکام 2008/03/12
    للعُرف أصلان لغویّان:أ ـ الأمر المقبول أو المرغرب فیه.ب ـ المعرفة و التعرف.و فی إصطلاح الفقهاء یطلق على "العادات و التصرفات و النظرة العامة للناس"، أما تعیین حدوده و سعة و ضیق دائرته منوطة بشکل إستعماله و الموارد التی یستعمل فیها، لأن للعُرف معانی مختلفة حسب موارد ...
  • هل من الثابت تاريخياً تخويف هبّار لزينب بنت النبي (ص) و إهدار النبي الاكرم (ص) لدمه؟
    6208 تاريخ بزرگان 2012/04/17
    وردت الروايات المذكورة في المصادر التاريخية بالنحو التالي: كان رسول الله (ص) بعث الى زينب ابنته من يقدم بها من مكة، فعرض لها نفر من قريش فيهم هبار، فنخس بها، و قرع ظهرها بالرمح، و كانت حاملا فاسقطت فردت الى بيوت بنى عبد مناف و كان هبار ...
  • هل یرفض الملاصدرا عملیة التقلید؟
    5390 الفلسفة الاسلامیة 2011/10/31
    یرى هنری کربن بان الملاصدرا من المخالفین للتقلید سواء على مستوى الفقهی أو العرفانی، و یرى کفایة العقل و الشریعة لنیل المقصود و الوصول الى الغایة، و یعد هذا الموقف منه من العوامل المؤثرة التی أدّت الى إخراجه من اصفهان بأمر من الشاه عباس الأول و فرض الاقامة الجبریة علیه ...
  • کیف نجمع بین معذوریة الحائض عن الصیام و بین الزامها –احیانا- بالصیام مدة شهرین متتابعین فی بعض الکفارات؟
    5486 الحقوق والاحکام 2012/02/15
    یکفی فی حصول التتابع فی الشهرین صوم الشهر الأول و یوم من الشهر الثانی، و یجوز له التفریق فی البقیة و لو اختیارا، و لو أفطر فی أثناء ما یعتبر فیه التتابع لغیر عذر وجب استئنافه، و إن کان للعذر کالمرض و الحیض و النفاس و السفر الاضطراری لم یجب ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280423 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259067 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129789 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116110 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89677 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61272 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60526 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57450 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52031 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48044 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...