ان رغبتک فی تقویة ایمانک و تعمیقه هی ثروة قیمة یجب استثمارها جیداً و تقویة ایمانک بالمعرفة و الوعی. و للتعرف الحقیقی علی الله لیس امامک طریق طویل لان الله یقول(نحن اقرب الیه من حبل الورید) [1] و یقول نبی الاسلام الاکرم (ص): "من عرف نفسه فقد عرف ربه" [2] و علی هذا الاساس یکفی الانسان ان یخلو بنفسه قلیلاً و یفکر بوجوده و ضعفه و حاجاته و انه لم یکن یوما ما موجوداً فی هذا العالم ثم جیئ به الی هنا و قضیت حاجاته، و له فی کل لحظة احتیاجات کثیرة من الماء والهواء.و...و انه لا یمکنه ان یوفر أیاً منها بل لا یمکنه صنع ذرة من الهواء فمن هو الذی یقوم بتلبیة احتیاجاته؟

وکذلک اذا فکر قلیلاً بفناء الکون و موجوداته فانه سوف یدرک ان الکون و کل ما هو فیه کلها موجودات ضعیفة عاجزة مؤقتة و محکوم علیها بالموت و الفناء و مفارقة هذا العالم. و ان کل هذه الموجودات تحتاج الی خالق ومدبر یکون وجوده دائمیاً ویکون غنیاً لیقوم بتلبیة الاحتیاجات. نعم اذا فکر الانسان قلیلاً بالجمال فی ما حوله من الموجودات فانه سوف یعلم انها لم توجد من قبل نفسها، وانها بحاجة الی خالق مقتدر، وسوف یدرک وجود الله بکل وجوده.

حقاً: من هو الذی یعیننا فی المشاکل والصعاب؟ ومن یفتح ابواب الامل بوجه الانسان الحائر عند یأسه من جمیع القوی والوسائل؟ قَال رَجُلٌ لِلصَّادِقِ (ع): یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دُلَّنِی عَلَى اللَّهِ مَا هُوَ فَقَدْ أَکْثَرَ عَلَیَّ الْمُجَادِلُونَ وَ حَیَّرُونِی؟ فَقَالَ لَهُ: یَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ رَکِبْتَ سَفِینَةً قَطُّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ کُسِرَ بِکَ حَیْثُ لَا سَفِینَةَ تُنْجِیکَ وَ لَا سِبَاحَةَ تُغْنِیکَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ تَعَلَّقَ قَلْبُکَ هُنَالِکَ أَنَّ شَیْئاً مِنَ الْأَشْیَاءِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ یُخَلِّصَکَ مِنْ وَرْطَتِکَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الصَّادِقُ (ع): فَذَلِکَ الشَّیْ‏ءُ هُوَ اللَّهُ الْقَادِرُ عَلَى الْإِنْجَاءِ حَیْثُ لَا مُنْجِیَ وَ عَلَى الْإِغَاثَةِ حَیْثُ لَا مُغِیثَ. [3]

نعم ان الانسان اذا تخلی عن التعلقات الدنیویة و قطع امله من الوسائل و القوی المادیة و الدنیویة فانه سوف یصل سریعاً الی الله و رحمته و قدرته و عظمته.

ثم اننا لم نعلم أی احکام الاسلام و تعالیمه تشق علیک. فنرجو ان توضح ذلک لکی نجیب عنها.

وبمطالعة الکتب المؤلفة فی هذا المجال یمکنک الحصول علی مزید من المعرفة بالله و تقویة ایمانک.

وللاطلاع اکثر راجع المواضیع التالیة:

1 -السؤال 716 (الموقع   758 ) موضوع: امکان معرفة الله

2-السؤال   3471 (الموقع   3694) موضوع: تطورات العلم و المعرفة التامة بالله.

3 -السؤال   6291 (الموقع   6494) موضوع: طرق تقویة الایمان بالله.

4 -السؤال   1055 (الموقع   1218) موضوع: معرفة الله.