Please Wait
5184
إنک دمرت مستقبل إنسانا حینما أخلفت عهودک و لم تفِ بها! و من الممکن أن تصاب هذه الفتاة بصدمات روحیة مدمرة نتیجة لما قمت به من عدم الوفاء لها، و إنک المسؤول عن کل ما یجری لها، و على هذا الأساس فأنت مدین لها، و تعلق بذمتک حق عظیم للناس. و إضافة إلى ما کنت مدان به من حق واجهتها بالکلام الفاحش و البذیء، ثم أقمت ضدها دعوى کان فیها اساءة لسمعة العائلة و إراقة ماء وجهها، و لذلک فإنک مدان لها من عدة جهات، و إذا أردت أن یکون الله راضیاً عنک ففی مثل هذه الموارد تکون البدایة من إرضاء هذه الفتاة و عائلتها بالطرق الشرعیة الصحیحة، ثم تتوب إلى الله من عملک توبة واقعیة، و تعاهد ربک بأنک لن ترتکب مثل هذه الذنوب الکبیرة أبداً.
کما جاء فی کلامک، أنک وعدت هذه الفتاة بالزواج الدائم، فکانت لک معها علاقة شرعیة کما تقول من خلال الزواج المؤقت، و لأنها اعتمدت على وعدک لها بالزواج الدائم قبلت أن ترتبط معک مؤقتاً فإنک ملزم شرعاً و أخلاقاً بالوفاء لها بما وعدتها من خلال الثبات بروجولة على العهد الذی قطعته على نفسک.
و لکنک للأسف نقضت عهدک، و وضعت کلامک و قرارک تحت قدمیک و دمرت مستقبل إنسان بریئ، فمن الممکن أن تتعرض هذه الفتاة إلى صدمات روحیة مدمرة بسبب ما فعلت من عدم الوفاء لها بما وعدتها، و أنت المسؤول عن کل ما تتعرض له، و على هذا الأساس فأنت مدیون لها و قد تعلق فی عنقک حق الناس.
و حتى لو کان لدیک دلیل مقبول للانفصال عنها، و لکنک أعطیتها وعوداً و تعهدات یجب علیک أن تفی لها و أن تعوضها عما لحق بها من خسائر جراء نکثک و عدم التزامک، لأنه من المسلّم أن حق الناس لا یسقط بالتوبة وحدها، و إنما یستلزم تعویض الخسارة و إرجاع الحقوق حتى یمکنک استحصال رضا المقابل الذی تسببت بإضاعة حقه.
و مما یزید الأمر سوءاً، أنک أضفت إلى خلف العهد و إضاعة الحق مواجهتها بالکلام الفاحش و البذیء و بذلک أرقت ماء وجهها مضافاً إلى تقدیم شکوى ضدها و إهانتها و تخویفها بعد أن کسرت قلبها!! و علیه فأنت مدیون لها من عدة جهات.
فالأمر متعلق بسمعة شخص و عائلة و ناموسه، و حتى تنال رضا الله فی هذه القضیة علیک أن تسلک الطریق الصحیح و الشرعی لإرضاء هذه الفتاة و عائلتها، ثم تتوب إلى الله توبة واقعیة و صادقة، و تعاهد ربک بأنک لا ترتکب مثل هذه الذنوب الکبیرة.