Please Wait
7665
یمکن تقسیم حیاة إبراهیم و بحثها فی ثلاث مراحل، هی: 1. مرحلة ما قبل النبوة؛ 2. مرحلة النبوة والصراع مع الوثنیة و مواجهتها؛ 3. مرحلة الهجرة من بابل و السعی و المثابرة فی کل من مصر و فلسطین و مکة المکرمة.
1. ولادة إبراهیم (ع)
ولد إبراهیم (ع) فی ارض بابل فی عصر الطاغیة نمرود، و قد قیل لنمرود أنه یولد فی بلده هذه السنة مولود یکون هلاکه و زوال ملکه على یده. فعند ذلک أمر بقتل کل ولد یولد تلک السنة و أمر بأن یعزل الرجال عن النساء و بأن یتفحص عن أحوال النساء فمن وجدت حبلى تحبس حتى تلد فإن کان غلاما قتل و إن کانت جاریة خلیت حتى حبلت أم إبراهیم فلما دنت ولادة إبراهیم خرجت أمّه هاربة فذهبت به إلى غار و لفته فی خرقة ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت و کانت تختلف إلیه أمّه حتى کبر.
2. نبوته علیه السلام
لم یتضح لنا بدقة العمر الذی بعث فیه إبراهیم (ع) نبیّاً، و لکن یحتمل أنه کان قد نال مقام النبوة فی ذلک الوقت الذی حاور فیه عمّه آذر حول عدم جدوائیة و بطلان عبادة الاصنام.
وکان المجتمع البابلی یعبد بالاضافة الى الاصنام بعض الالهیة المبتدعة کالموجودات السماویة، الشمس و القمر و الکواکب. من هنا حاول إبراهیم (ع) الدخول معهم فی حوار عقلی و علمی رصین و من خلال البراهین الواضحة لیوقظ ضمائرهم النائمة و یزیل عن عیونهم غشاوة الجهل.
و کان علیه السلام کثیر التأمل فی السموات و الارض و النظام الحاکم على الکون حتى شع فی قبله نور الیقین و شاهد ملکوت السماوات و الارض: "وَ کَذلِکَ نُری إبراهیم مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنین".
ثم إن موقفه من الاصنام و من الوثنیة أخذ یشتد یوما بعد یوم حتى وصل الى المرحلة العملیة التی تصدى فیها بنفسه لتحطیم تلک الاصنام الموجودة فی بیت الاصنام فی بابل.
3. هجرته علیه السلام
بعد أن قام إبراهیم بدوره فی هذا المجتمع، حیث جعل القلوب المستعدّة تمیل الیه و تؤمن بدعوته، رأى من الأفضل ترک ارض بابل هو و التابعون له، و لأجل نشر دعوته سافر الى بلاد الشام و فلسطین و مصر، و استطاع هناک ان یدعو کثیرا من الناس الى التوحید و عبادة الواحد القهّار.
قبل الشروع فی بیان حیاة النبی إبراهیم (ع) نرى من الضروری الاشارة الى بعض الامور:
الف: بسبب عظمة إبراهیم و منزلته الکبیرة نرى أتباع الادیان الالهیة الثلاثة الکبرى تنتسب الیه و تعتبر نفسها من اتباع ذلک النبی الکبیر، حیث اکدت کل من الیهودیة و النصرانیة ذلک الانتساب و اصرت علیه، و قد اشار القرآن الکریم الى هذه القضیة و الرد علیها فی قوله تعالى:" ما کانَ إبراهیم یَهُودِیًّا وَ لا نَصْرانِیًّا وَ لکِنْ کانَ حَنیفاً مُسْلِماً وَ ما کانَ مِنَ الْمُشْرِکین".[1]
ب: من المعروف ان الشخصیات العظیمة مع تعرضها لانواع الامتحان و الاختبار و المشاکل التی تعترض طریقها على مر الایام تجد ولادتهم تقترن أیضا ببعض المحن و المشاکل غیر الطبیعیة، فهذه حیاة موسى (ع)[2] و عیسى (ع)[3] و النبی الاکرم (ص)[4] و کذلک النبی إبراهیم، کلها تشهد على ما ندعیة.
ثم إن حیاة إبراهیم یمکن بحثها فی ثلاث مراحل، هی: 1. مرحلة ما قبل النبوة؛ 2. مرحلة النبوة والصراع مع الوثنیة و مواجهتها؛ 3. مرحلة الهجرة من بابل و السعی و المثابرة فی کل من مصر و فلسطین و مکة المکرمة.
1. و لادة إبراهیم (ع) و طفولته
قارنت ولادة النبی إبراهیم (ع) عصر الطاغیة نمرود بن کنعان فی منطقة بابل، حیث کان یدعی نفسه الاله الاکبر. و لم تکن الصنمیة فی اوساط المجتمع البابلی منحصر بنمرود فقط بل کان هناک الکثیر من الاصنام و الاوثان التی خضع لها الشعب البابلی و استسلم أمامها.[5]
وقد ولد إبراهیم (ع) فی ارض بابل التی کانت تعرف بارض العجائب[6]، و قیل لنمرود أنه یولد فی بلده هذه السنة مولود یکون هلاکه و زوال ملکه على یده.[7] فعند ذلک أمر بقتل کل ولد یولد تلک السنة و أمر بأن یعزل الرجال عن النساء و بأن یتفحص عن أحوال النساء فمن وجدت حبلى تحبس حتى تلد فإن کان غلاما قتل و إن کانت جاریة خلیت حتى حبلت أم إبراهیم فلما دنت ولادة إبراهیم خرجت أمه هاربة فذهبت به إلى غار و لفته فی خرقة ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت ... و قیل کانت تختلف إلیه أمه. و لما خرج من السرب نظر إلى النجم و کان آخر الشهر فرأى الکوکب قبل القمر ثم رأى القمر ثم رأى الشمس فقال ما قال. و لما رأى قومه یعبدون الأصنام خالفهم و کان یعیب آلهتهم حتى فشا أمره و جرت المناظرات بینه و بینهم.[8]
2. إبراهیم (ع) و مواجهة الوثنیة
لم یتضح لنا بدقة العمر الذی بعث فیه إبراهیم (ع) نبیّاً، و لکن یحتمل أنه کان قد نال مقال النبوة فی ذلک الوقت الذی حاور فیه عمّه آذر حول عدم جدوائیة و بطلان عبادة الاصنام؛ و هذا ما اشارت الیه الآیات المبارکة من سورة مریم: "وَ اذْکُرْ فِی الْکِتابِ إبراهیم إِنَّهُ کانَ صِدِّیقاً نَبِیًّا * إِذْ قالَ لِأَبیهِ یا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا یَسْمَعُ وَ لا یُبْصِرُ وَ لا یُغْنی عَنْکَ شَیْئاً * یا أَبَتِ إِنِّی قَدْ جاءَنی مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ یَأْتِکَ فَاتَّبِعْنی أَهْدِکَ صِراطاً سَوِیًّا".[9]
وکان المجتمع البابلی یعبد بالاضافة الى الاصنام بعض الالهیة المبتدعة کالموجودات السماویة، الشمس و القمر و الکواکب. من هنا حاول إبراهیم (ع) الدخول معهم فی حوار عقلی و علمی رصین و من خلال البراهین الواضحة لیوقظ ضمائرهم النائمة و یزیل عن عیونهم غشاوة الجهل و ستار التعصب الاعمى ولنیر فی فطرتهم أجهزة الاستقبال و التلقی و التأثر و الاستجابة للهدى و یعیدها الى مسارها الطبیعی مسار التوحید و الوحدانیة.[10]
فهو علیه السلام و کما تصفه الآیة عاش حالة من التأمل و التفکیر فی خلق السموات والارض و السلطان الحاکم على الکون و النظام الدقیق الذی یسیره و ما شع فی قلبه من نور الیقین "وَ کَذلِکَ نُری إبراهیم مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنین".[11] و قوله تعالى: " فَلَمَّا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ رَأى کَوْکَباً قالَ هذا رَبِّی فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلینَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّی فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ یَهْدِنی رَبِّی لَأَکُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّینَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّی هذا أَکْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ یا قَوْمِ إِنِّی بَریءٌ مِمَّا تُشْرِکُونَ * إِنِّی وَجَّهْتُ وَجْهِیَ لِلَّذی فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنیفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِکین".[12]
المواجهة العلمیة مع الوثنیة
و الملاحظ من تاریخ النبی إبراهیم (ع) یرى أن موقفه من الاصنام و من الوثنیة أخذ یشتد یوما بعد یوم حتى وصل الى المرحلة العملیة التی تصدى فیها بنفسه لتحطیم تلک الاصنام الموجودة فی بیت الاصنام فی بابل، و هذا ما اشارت الیه الآیات الکریمة "وَ تَاللَّهِ لَأَکیدَنَّ أَصْنامَکُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرین* فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ کَبیراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَیْهِ یَرْجِعُون..... قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ فاعِلین".[13]
3. هجرة إبراهیم (ع)
لقد احسّت حکومة نمرود الجبّارة بخطر هذا الشاب على دولته و انّ من الممکن ان یسبّب یقظة الشعب الرازح تحت ظلمه، و ان یحطّم القیود الاستعماریة المتسلّطة على رقاب الشعب، فصمّم على الإیقاع بإبراهیم من خلال إحراقه بالنّار التی اجّجها جهل الناس و إرهاب النظام الحاکم.
و حینما أصبحت النّار بردا و سلاما بأمر من اللّه تعالى و خرج إبراهیم سالما منها، أصابت نمرود و حکومته الدهشة، و فقدوا معنویاتهم لانّهم کانوا یصوّرون إبراهیم على انّه شاب مغامر یرید تفرقة الناس، لکنّه ظهر قائدا الهیّا و بطلا شجاعا یستطیع ان یقارع الجبّارین لوحده.
و لهذا السبب صمّم نمرود و أعوانه- الذین کانوا یمتصّون قوّتهم من دماء الناس البؤساء- على ان یقفوا بوجه إبراهیم بکلّ قواهم.
و من جهة اخرى فإنّ إبراهیم قد ادّى دوره فی هذا المجتمع، حیث جعل القلوب المستعدّة تمیل الیه و تؤمن بدعوته، و لذلک راى من الأفضل ان یترک ارض بابل هو و التابعون له، و لأجل نشر دعوته سافر الى بلاد الشام و فلسطین و مصر، و استطاع هناک ان یدعو کثیرا من الناس الى التوحید و عبادة الواحد القهّار.[14]
المرحلة الاخیرة لرسالة إبراهیم (ع)
امضى إبراهیم (ع) عمره فی جهاد الوثنیین و خصوصا صنمیة الإنسان، و استطاع ان ینیر قلوب المؤمنین بنور التوحید، و یبعث فیهم روحا جدیدة، و یحرّر مجامیع أخرى من قیود المتسلّطین.
و الآن یجب ان یصل الى ذروة عبودیته للّه و یبذل کلّ ما عنده فی هذا الطریق بإخلاص، و یصل الى مرحلة الامامة بقفزة روحیة کبیرة من خلال الامتحانات الالهیّة الکثیرة، و فی نفس الوقت یقوم ببناء القواعد للکعبة حتّى تکون اکبر قاعدة للعبادة التوحیدیّة، و یدعو جمیع المؤمنین لهذا المؤتمر العظیم الى جانب هذا البیت الکریم.
و قد ادّى حسد سارة زوجته الاولى لهاجر التی کانت جاریة و اختارها زوجة له و ولدت له إسماعیل الى أن یأتی بها من فلسطین بأمر اللّه الى مکّة و یترکها و ابنها بین الصحاری و الجبال الیابسة، بدون مأوى و لا قطرة ماء، و یعود ثانیة الى فلسطین.
انّ ظهور عین زمزم و مجیء قبیلة جرهم و السّماح لها بالسکن کلّ ذلک ادّى لان تعمّر هذه الأرض. "رَبَّنا إِنِّی أَسْکَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِیُقِیمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ".[15]
و من الطریف ان یقول بعض المؤرّخین: حینما وضع إبراهیم زوجته هاجر و ابنه الرضیع إسماعیل فی مکّة و أراد الرجوع، نادته: یا إبراهیم، من أمرک ان تضعنا فی ارض قاحلة لا نبات فیها و لا ماء و لا انسان؟ فأجابها بجملة قصیرة:
ربّی امرنی بذلک، قالت: ما دام کذلک فإنّ اللّه لا یترکنا.[16]
و قد سافر إبراهیم (ع) مرارا الى مکّة بقصد زیارة ابنه إسماعیل، و فی واحدة من هذه السفرات ادّى مراسم الحجّ، و جاء بإسماعیل الذی کان شابّا قویا و مؤمنا صادقا الى المذبح لیفتدی به بأمر من اللّه و عند ما لبّى أمر ربّه و خرج من هذا الامتحان العظیم بأفضل صورة، قبل اللّه سبحانه و تعالى فدیته، و حفظ له إسماعیل، و بعث له کبشا لیفتدی به.[17]
و فی النهایة و بعد أن أبلى بلاء حسنا نال کبیر درجة من المقامات التی یمکن للإنسان أن یصل إلیها حیث یقول القرآن الکریم: "وَ إِذِ ابْتَلى إبراهیم رَبُّهُ بِکَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ".[18] و [19]
منزلته علیه السّلام فی القرآن
توضّح الآیات القرآنیة أنّ اللّه سبحانه و تعالى أعطى لإبراهیم مقاما لم یعطه لأحد من الأنبیاء من قبله، و یمکن ترتیب الآیات کما یلی:
1- انّ اللّه تعالى ذکره بعنوان انّه «أمّة»: "إِنَّ إبراهیم کانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِیفاً وَ لَمْ یَکُ مِنَ الْمُشْرِکِینَ"[20].
2- مقام الخلّة "وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إبراهیم خَلِیلا".[21]
و قد جاء فی بعض الرّوایات: (انّما اتّخذ اللّه إبراهیم خلیلا لانّه لم یردّ أحدا و لم یسأل أحدا قطّ غیر اللّه تعالى).[22]
3- و کان من "الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ"[23]، و "لَمِنَ الصَّالِحِینَ"[24]، و "الْقانِتِینَ"[25]، و "الصِّدِّیقِینَ"[26]، و" کان لَأَوَّاهٌ حَلِیمٌ"[27]، و من "الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ".[28]
4- انّ إبراهیم کان محبّا للضیوف،[29] و قد ورد فی بعض الرّوایات انّه کان یلقّب بـ «أبی الأضیاف».[30]
5- و کان من المتوکّلین على اللّه، و لا یطلب حاجة الّا منه و لایطرق باب غیره.[31]
6- و کان شجاعا مقداما حیث وقف وحیدا بوجه التعصّبات الوثنیّة، و لم یظهر أی خوف فی مقابلتهم، کسّر أصنامهم و جعلها رکاما، و تحدّث مع نمرود و أعوانه بکلّ شجاعة.[32]
7- کان لإبراهیم (ع) منطق قوی و استطاع من خلال عباراته و جمله القصیرة المحکمة أن یبطل اقوال المضلّین. و لم یثنه بأسهم عن مواصلة الطریق، بل کان یواجه الأمور بالصبر و الحلم المعبّرین عن روحه الکبیرة، کما جاء فی محاجته مع نمرود و مع عمّه آزر و مع القضاة أثناء محاکمته.[33]
8- لقد عدّ القرآن الکریم الحنیفیّة الإبراهیمیّة واحدة من مفاخر المسلمین و انه هو الذی سَمَّاکُمُ الْمُسْلِمِینَ [34].
9- وضع مناسک الحجّ بأمر من اللّه، و لذلک امتزج اسمه فی جمیع مراسیم الحجّ، حیث یتذکّر کلّ مسلم أثناء ادائه للفرائض هذه الشخصیّة العظیمة و یحسّ بعظمة نبوّته فی قلبه، انّ أداء فریضة الحجّ بدون ذکر إبراهیم تصبح خاویة المعنى.[35]
10- ذبح الطیور الاربعة واحیاؤها بإذن ربّه[36]، عن صالح بن سهل عن أبی عبد الله (ع) فی قول الله عز و جل "فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً" الآیة قال: أخذ الهدهد و الصرد و الطاوس و الغراب فذبحهن و عزل رءوسهن ثم نحز أبدانهم فی المنحاز بریشهن و لحومهن و عظامهن حتى اختلطت ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ثم وضع عنده حبا و ماء ثم جعل مناقیرهن بین أصابعه. ثم قال: ائتین سعیا بإذن الله عز و جل! فتطایر بعضها إلى بعض اللحوم و الریش و العظام حتى استوت الأبدان کما کانت و جاء کل بدن حتى التزق برقبته التی فیها رأسه و المنقار فخلى إبراهیم عن مناقیرهن فوقعن و شربن من ذلک الماء و التقطن من ذلک الحب، ثم قلن: یا نبی الله أحییتنا أحیاک الله فقال إبراهیم: بل الله یحیی و یمیت.[37] و[38]
11. و المنزلة الاخرى التی حظی بها إبراهیم (ع) ما جاء فی قوله تعالى: "وَ کَذلِکَ نُری إبراهیم مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنین".[39]
[1]آل عمران، 67.
[2] طه، 38- 39، " إِذْ أَوْحَیْنا إِلى أُمِّکَ ما یُوحى * أَنِ اقْذِفیهِ فِی التَّابُوتِ فَاقْذِفیهِ فِی الْیَمِّ فَلْیُلْقِهِ الْیَمُّ بِالسَّاحِلِ یَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لی وَ عَدُوٌّ لَهُ وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْکَ مَحَبَّةً مِنِّی وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَیْنی".
[3]مریم، 20-21، " قالَتْ أَنَّى یَکُونُ لی غُلامٌ وَ لَمْ یَمْسَسْنی بَشَرٌ وَ لَمْ أَکُ بَغِیًّا * قالَ کَذلِکِ قالَ رَبُّکِ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ لِنَجْعَلَهُ آیَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَّا وَ کانَ أَمْراً مَقْضِیًّا".
[4] الضحى، 6-8، " أَ لَمْ یَجِدْکَ یَتیماً فَآوى * وَ وَجَدَکَ ضَالاًّ فَهَدى * وَ وَجَدَکَ عائِلاً فَأَغْنى ".
[5] النجفی خمینی، محمد جواد، تفسیر آسان، ج 9، ص 7، انتشارات اسلامیة، طهران، الطبعة الاولى، 1398 ق.
[6] عن سعید بن جبیرٍ قال: سَمِعْتُ سَیِّدَ الْعَابِدِینَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ (ع) یَقُولُ: فِی الْقَائِمِ مِنَّا سُنَنٌ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِیَاءِ (ع) سُنَّةٌ مِنْ آدَمَ وَ سُنَّةٌ مِنْ نُوحٍ وَ سُنَّةٌ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَى وَ سُنَّةٌ مِنْ عِیسَى وَ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ (ص) فَأَمَّا مِنْ آدَمَ وَ مِنْ نُوحٍ فَطُولُ الْعُمُرِ وَ أَمَّا مِنْ إِبْرَاهِیمَ فَخَفَاءُ الْوِلَادَةِ وَ اعْتِزَالُ النَّاس.....( العلامة المجلسی، ج 51، ص 217، مؤسسه الوفا، بیروت، لبنان، 1404 هـ ق)
[7]ثم اختلفوا فقال بعضهم إنما قالوا ذلک من طریق التنجیم و التکهن و قال آخرون بل وجد ذلک فی کتب الأنبیاء و قال آخرون رأى نمرود کان کوکبا طلع فذهب بضوء الشمس و القمر فسأل عنه فعبر بأنه غلام یذهب ملکه على یده .
[8] الطبرسی، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، ج 4، ص 503، انتشارات ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، طهران، 1372 ش.
[9]مریم، 41-43.
[10] انظر: تفسیر آسان، ج 9، ص 8.
[11] الانعام، 75.
[12] الانعام، 76-79.
[13] الانبیاء، 57-68.
[14] مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج7، ص: 548، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.
[15] ابراهیم، 37.
[16] الکلینی، الکافی، ج 4، ص 201، دار الکتب الإسلامیة طهران، 1365 هـ ش باختلاف یسیر.
[17] لمزید الاطلاع انظر: سورة الصافات الایات 100-107.
[18] البقرة، 124.
[19] انظر: الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج7، ص: 548- 550.
[20] النحل،120.
[21] النساء،125.
[22] الشیخ الصدوق، عیونأخبارالرضا(ع)، ج 2، ص 76، انتشارات جهان، 1378 هـ ق.
[23] ص،47.
[24] النحل، 122.
[25] النحل، 120.
[26] مریم، 41.
[27] التوبة، 114.
[28] النجم، 37.
[29] انظر: الذاریات، 24-27.
[30]ابوالفتوح الرازی، حسین بن علی، روض الجنان و روح الجنان فی تفسیرالقرآن، ج 18، ص 191، مرکز الدراسات الاسلامیة التابع لآستان قدس رضوى، مشهد، 1408 ق.
[31] الشعراء، 78-82.
[32] الانبیاء، 57- 63.
[33] انظر: الآیات 63-67 من سورة الانبیاء.
[34]الحج، 78.
[35] الحج، 27.
[36] البقرة، 260.
[37] الصدوق، الخصال، ج1، ص: 265، نشر جامعة المدرسین قم، 1403 هـ ق.
[38] انظر: الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج7، ص: 550- 552.
[39] الانعام، 75.روی أن أبا بصیر سأل الامام الصادق( ع): هل رأى محمد (ص) ملکوت السماوات و الأرض کما رأى ذلک إبراهیم؟ قال: نعم، و صاحبکم و الأئمة من بعده.
و قال أبو جعفر الباقر (ع) فی قوله تعالى (وَ کَذلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ): کشطت له السماوات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة و ما فیها و الأرضین السبع حتى نظر إلیهن و ما فیهن و فعل بمحمد (ص) کما فعل بإبراهیم (ع)، و إنی لأرى صاحبکم قد فعل به مثل ذلک و الأئمة من بعده مثل ذلک. ( انظر: الراوندی، قطب الدین، الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 867، مؤسسة الامام المهدی (عج) قم، 1409 هـ ق)