بحث متقدم
×

خطأ

این پرسش وجود ندارد
الزيارة
7309
محدثة عن: 2011/11/20
خلاصة السؤال
لقد ورد فی الحدیث الشریف: ان المؤمنین فی علاقتهم مع الآخرین یجب علیهم أن یلاقوا الآخرین بوجوه بشّاشة، هل هذه المسألة تجری فی العلاقة الزوجیة أیضاً؟
السؤال
مع الآخذ بنظر الاعتبار ان من صفات المؤمن هی بشر الوجه، لکن ألیس من الأولی بالمؤمن عندما یکون حزنه و غمه فی قلبه، أن یخفی هذا الحزن و الغم عن زوجته أیضاً و لا یظهره إلا لله سبحانه، أو ان الأفضل أن یُشرک زوجه بهذه الأحاسیس المنطویة علی الحزن و الغم؟ أیهما أفضل و أرجح برأیکم؟
الجواب الإجمالي

من صفات المؤمن المذکورة فی الروایات إنه یقابل الآخرین بوجه بشّاش بشر و یُخفی حزنه عنهم، و هذه الصفة تؤدی إلی التقارب و المحبة فیما بینهم، و الجدیر بالذکر هنا ان هذا الأمر یکون فی الحیاة العائلیة بشکل آخر، فبما ان الزوجین شریکان فی کل شیء حتی فی الحزن و الفرح و کلما کانت العلاقة العاطفیة و المحبة بینهما مستحکمة أکثر، کان الانفتاح بینهما أکثر و یکون أحدهما أکثر اطلاعاً علی مشاکل الآخر، و لا دلیل لإخفاء المصائب و الحزن فیما بینهما، و ذلک لأن الهدف من بشر الوجه و کتمان الأحزان فیما بین المؤمنین هو إیجاد الأنس و المحبة بین الأفراد أکثر و هذا الأمر حاصل بین الزوجین، بل ان اطلاع أحدهما علی أسرار الآخر یکون سبباً للتعاون فیما بینهما فی رفع مشاکلهما. و لکن هذا لا یعنی ان الرجل أو المرأة یطلح احدهم الآخر على الجزئیات و صغار المشاکل التی لا تستحق الاهتمام الزائد و یمکن لاحدهما ان یعالجها لوحده، و ذلک لان الحیاة لا تخلو من تلک المشاکل الصغیرة اولا و ثانیا ان اثارتها فی کل یوم یؤدی الى تعکیر جو الاسرة و فقدان حالة الراحة التی یتوخاها الزوجان، فلابد هنا من الترکیز و الاشتراک فی القضایا المهمة فقط.

الجواب التفصيلي

من الامور المؤثّرة جداً فی تکامل الإنسان و رفعته هی الأخلاق الحسنة، بحیث جعلها الله سبحانه و تعالی من بین جمیع الأمور الحسنة سبباً لبعثة نبیّنا الأکرم محمد (ص) حیث یقول (ص) "بُعثت لأتمّم مکارم الأخلاق" [1] فقد أشار إلی مسألة حسن الخلق من بین جمیع الخصال و الصفات الحسنة، و لا شک أن بشر الوجه أمام المؤمنین یعد من تلک الخصال الحمیدة، و قد عبّرت الروایات عنها بتعابیر مختلفة منها:

شیمة المؤمن،[2] شیمة الأحرار و الکرام، أول البر، یطفئ نار المعاندة، حبالة المودة، مؤنس الرفاق، اسداء الصنیعة بغیر مؤنة.[3]

و من الصفات الاخری التی أکّدت التعالیم الدینیة علیها هی، إبقاء المؤمن لحزنه و مُصابه فی قلبه و کتمانه عن الآخرین، و لهذه الصفة آثار کبیرة منها: یُنقل عن الإمام الباقر (ع) إنه قال: "أربع من کنوز البرّ، کتمان الحاجة، و کتمان الصدقة و کتمان الوجع و کتمان المصیبة".[4]

الجدیر بالذکر هنا ان طرح موضوع اطلاع أحد الزوجین علی حزن و غم الآخر له ارتباط بنوع العلاقة فیما بینهما، فکلما کانا أکثر قرباً من الناحیة العقائدیة و الأخلاقیة، کانت فائدة اطّلاع أحدهما علی أسرار الآخر و حزنه أکثر، فبما إنهما شریکان فی حیاتهما العائلیة یستطیعان بمعونة أحدهما الآخر أن یرفعا نواقص حیاتهما و یجعلات حیاتهما أکثر حلاوة و طراوة.

الزوج المتدیّن العارف بوظائفه الإسلامیة، إذا اطلع زوجه علی مشاکله و مشاکل حیاتهما یکون سبباً لاستحکام أواصر المحبة فی العائلة و لا یجنی منه إلا ثمرة رضا الله سبحانه و دخول الجنة. نُشیر إلی هذه الروایة فی هذا المجال. جاء رجل إلی رسول الله (ص) فقال: "أن لی زوجة إذا دخلت تلقّتنی و إذا خرجت شیّعتنی و إذا رأتنی مهموماً قالت: ما یهمک، إن کنت تهتم لرزقک فقد تکفل به غیرک و إن کنت تهتم بأمر آخرتک فزادک الله همّاً، فقال رسول الله (ص): بشّرها بالجنة و قل لها: إنّک عاملة من عمّال الله و لکِ فی کل یوم أجر سبعین شهیداً.[5]

و لکن هذا لا یعنی ان الرجل أو المرأة یطلح احدهم الآخر على الجزئیات و صغار المشاکل التی لا تستحق الاهتمام الزائد و یمکن لاحدهما ان یعالجها لوحده، و ذلک لان الحیاة لا تخلو من تلک المشاکل الصغیرة اولا و ثانیا ان اثارتها فی کل یوم یؤدی الى تعکیر جو الاسرة و فقدان حالة الراحة التی یتوخاها الزوجان، فلابد هنا من الترکیز و الاشتراک فی القضایا المهمة فقط.



[1]  المجلسی، بحار الأنوار، محمد باقر، ج27، ص371، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 هـ.ق.

[2]  نفس المصدر، ج64، ص305.

[3]  الآمدی، عبد الواحد، غرر الحکم، ج1، ص434، إنتشارات مکتب التبلیغات، قم، 1366 هخـ.ش.

[4]  بحار الأنوار، ج75، ص175.

[5]  الطبرسی، حسن بن الفضل، مکارم الأخلاق، ج1، ص200، إنتشارات الشریف الرضی، قم، 1412 هـ.ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أرید التعرّف –بشکل کامل- علی دین البهائیة. و ما حکم تردد المسلمین معهم و ارتباطهم بهم بمقتضی العمل و غیره.
    5643 الحقوق والاحکام 2011/06/09
    الیکم الاجوبة التی حصلنا علیها من مکاتب المراجع العظام –حفظهم الله-:مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی(مد ظله العالی):یجب الاجتناب عن کل ارتباط و معاشرة مع هذه الفرقة الضالّة و المضلّة.مکتب آیة الله العظمی الشیخ مکارم الشیرازی (مد ظله العالی):لا یوجد أی شک فی أن هؤلاء أفراد ...
  • أی فئة من النساء یرفع عنهن عذاب القبر و یحشرن مع السیدة الزهراء (س)؟
    8315 درایة الحدیث 2010/12/07
    الحدیث الذی أشرتم إلیه، هو روایة وردت فی کتاب "وسائل الشیعة" نقلا عن "مجموعة ورام"[1] هی: "قال (ع): ثلاثٌ من النِّساءِ یرفعُ اللَّهُ عنهُنَّ عذاب القبرِ و یکونُ محشرُهنَّ مع فاطمة بنت محمد (ص)، امرأَةٌ صبرتْ على غیرة ...
  • ما معنى التوحید الصفاتی؟
    6377 الکلام القدیم 2011/01/20
    المقصود من التوحید الصفاتی هو أن صفات الله عین ذاته؛ یعنی عندما نقول: إن الله عالم، لیس هذا بمعنى انفصال ذات الله عن علمه، بل یعنی أن الله عین العلم. و کذلک عندما یقال إن الله حی و قادر، لیس هذا بمعنى أن الحیاة و القدرة ...
  • هل یعتقد الشیخ مغنیة بافضلیة السید الخمینی (ره) على موسى (ع)؟
    6495 تاريخ بزرگان 2010/03/16
    المراجع لکتاب الخمینی و الدولة الاسلامیة یکتشف أن القوم یکذبون على الشیخ؛ فانه لم یفضل السید الخمینی (ره) على موسى أبداً و لیس هو فی مقام التفضیل بینها، بل هو یصرح فی نفس کتابه بانه لایمکن المقارنة بین المجتهد و المعصوم حتى فی العمل فضلا عن المنزلة؛ و انما کان ...
  • هل صحیح ان من زنى زنی به و لو فی عقبه؟
    8507 العملیة 2010/11/15
    هذه الرویة موجودة فی بعض المصادر الشیعیة و لکنها اما مرویة بسند واحد ضعیف او من دون سند، من هنا یمکن البحث عنها من زوایتین، الاولى من ناحیة السند و من الواضح أن سند الروایة غیر معتبر کما اوضحناه فی الجواب التفصیلی، و على فرض صحة السند یمکن ...
  • ما حکم ریاضة الایروبیک؟
    6317 الحقوق والاحکام 2012/01/19
    مکتب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (مد ظله العالی):بنحو عام اذا کانت تلک الریاضة مقترنة بالموسیقى اللهویة المناسب لمجالس أهل الفجور و المعصیة او کانت بنحو یثیر الشهوة او یستلزم الحرام او المفسدة ففی ...
  • هل یحرم أکل المادة السوداء داخل عظام الدجاج و الغنم التی تُطبخ مع الغذاء؟
    5006 الحقوق والاحکام 2011/12/18
    مکتب سماحة آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):لیس بحرام.مکتب سماحة آیة الله العظمی السید السیستانی (مد ظله العالی):لا إشکال فی أکل نِقیُ العظام.مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ المکارم الشیرازی (مد ظله العالی):لا إشکال فی أکله، أما النخاع فأکله حرام.مکتب سماحة آیة ...
  • نقباء بنی إسرائیل من هم و هل یوشع بن نون(ع) منهم و هل کلهم جاءوا فی و قت و احد؟
    6034 تاريخ بزرگان 2013/01/14
    ما یستنبط من المصادر الإسلامیة، هو أن کل و احد من نقباء بنی إسرائیل کانوا رؤساء عشائرهم و کان أحدهم یوشع بن نون حیث أصبح خلیفة موسى (ع) و إمام بنی إسرائیل. و کانوا کلهم فی زمن و احد. ...
  • هل أن جمیع الأحادیث الواردة فی مسألة المتعة مقبولة؟
    9362 درایة الحدیث 2009/08/06
    الزواج المؤقت سنة من سنن الإسلام التی ورد جوازها فی القرآن الکریم، و قد جرت هذه السنة فی عهد رسول الله (ص) و عهد الخلیفة الأول و شطر من عهد الخلیفة الثانی إلى أن منع الخلیفة الثانی عنها، و کان الأئمة المعصومون (ع) یشجعون الناس على هذا الزواج. و ذلک ...
  • کیف یمکن حل التناقض بین مدلولی الآیة 21 من السورة 57 و الآیة 133 فی السورة رقم3 فیما یخص السماء؟
    6310 التفسیر 2010/07/15
    إن ترجمة لفظ «السماء» هو الذی یوهم بوجود تناقض بین الآیات القرآنیة حیث اعتبر لفظ «السماء» یدل على سماء واحدة فی حین أن المعنى الحقیقی «للسماء» لا یدل على أنها سماءٌ واحدة وحتى فی الترجمة الفارسیة فإنه ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    282521 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    264521 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    131420 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    120908 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    91377 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    63066 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    63008 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58539 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54664 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    51150 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...