Please Wait
5981
هناک مجموعة من الامور لو التفتنا الیها لساعدتنا فی الوصول الى الاجابة الصحیحة:
1- ورد فی الروایات التی تتحدث عن هذه القضیة العبارة التالیة " یملأ الارض قسطا و عدلا کما ملئت ظلماً و جوراً"[1] والذی یظهر من هذه العبارة أن ظهوره (عج) یکون بعد أن تملأ الارض بالظلم و الجور؛ لکن قد یتأخر ظهورة (عج) سنین طویلة بعد شیوع الظلم. وبعبارة اخرى: الروایات لیست بصدد بیان علامات الظهور بل هی تبین أن اشاعة العدل والقضاء على الظلم وقلع جذوره لایتحقق الا على ید الامام (عج) فلا دلالة فی الروایات على أنه اذا شاع الظلم والجور فی العالم ظهر الامام مباشرةً.
2- أن شیوع الظلم والجور فی الارض من الامور النسبیة فالظلم ملازم للانسان منذ أن وطأت قدماه الارض؛ فلایمکن القول أن الظلم والجور قد شاع و انتشر فی هذه البرهة الزمنیة فقط ولم یکن من قبل ظلم ولا جور.
3- لو کان شیوع الظلم وانتشار الجور علامة من علامات الظهور فلایعنی ذلک أنها العلة التامة للظهور بل هی بنحو المقتضی و هناک علامات وعلل اخرى لها مدخلیة فی تحقیق ظهوره (عج) فلا بد أن تجتمع کل تلک العلامات والعلل لیتحقق الظهور انشاء الله تعالى[2].
انطلاقاً مما ذکرنا تکون النتیجة أن مجرد وجود الظلم و شیوع الجور فی کثیر من بقاع الارض لا یعتبر هو العامل الوحید لظهور الامام بحیث بمجرد تحقق ذلک نتوقع ظهوره قطعاً؛ وان کانت الروایات قد حثت على الانتظار وتوقع الظهور دائماً ومع تحقق مقدمات الظهور ندعو بکل وجودنا لقرب فجر نور ظهوره(عج).