بحث متقدم
الزيارة
5920
محدثة عن: 2011/01/18
خلاصة السؤال
ما هو الموقف عندما تقترن مناسبتان احداهما تقتضی الفرح و السرور و الأخرى تقتضی الحزن و الغم؟
السؤال
بعض المناسبات الدینیة تصادف فی یوم واحد اکثر من مناسبة ففی یوم السابع من صفر الخیر ذکرى شهادة الإمام الحسن-ع- و ولادة الإمام موسى الکاظم-ع-فکیف یمکن الجمع بین المناسبتین؟
الجواب الإجمالي

الجدیر بالذکر أنه لاوجود لمثل تلک المناسبات التی یقتضی بعضها السرور و الآخر الحزن الا بناء على بعض الرویات الضعیفة، لکن على فرض وقوع التقارن بین السرور و الفرح من جهة و بین الحزن و الغم من جهة اخرى و فی یوم واحد، لا بد من دراسة القضیة لنرى أیهما هی الاهم فنقدمها، و مع عدم امکان تشخیص المناسبة الأهم لابد من الرجوع الى عرف المتدینین فی هذه القضیة و الذی یبدو من خلال بعض الروایات المؤیدة و من خلال السلوک المتعارف بین الناس أنهم یقدمون مناسبات العزاء على الفرح لانهم یرون فی السرور و الاحتفاء بتلک المناسبة إهانة لصاحب المناسبة المحزنة، فتراهم یؤجلون مناسبات الفرح الى مناسبة أخرى او الغاء الاحتفاء بها.

الجواب التفصيلي

الجدیر بالذکر أنه لا وجود لمثل تلک المناسبات التی یقتضی بعضها السرور و الآخر الحزن الا بناءً على بعض الرویات الضعیفة التی تعرضت للحدیث عن موالید الائمة و شهادتهم. و ما جاء فی متن السؤال یدخل ضمن تلک الدائرة؛ و ذلک لان السابع من صفر یصادف ولادة الامام الکاظم (ع) و أما شهادة الامام الحسن (ع) فکانت فی الثامن و العشرین من شهر صفر فلا تقارن بین الحدثین.

لکن على فرض وقوع التقارن بین السرور و الفرح من جهة و بین الحزن و العزاء من جهة اخرى و فی یوم واحد، فلا بد من دراسة القضیة ضمن الفرضیات التالیة:

1. تقدیم المناسبة الأهم. من الضروری عند اقتران المناسبات لابد من معرفة المناسبة الأهم، و العمل وفقا لها، فعلى سبیل المثال لو تقارنت اعیاد النوروز مع عاشوراء، فهنا لابد من تقدیم الحدث الأهم و هذا لا یعنی بحال من الاحوال عدم الاکتراث و الاحترام للمناسبات المقابلة.

2. فی حال عدم ترجیح احد المناسبات على الاخرى، ففی مثل هذه الحالة لابد اعمال جانب الاعتدال بنحو لا یؤدی الى هتک حرمة المناسبة الثانیة.

3. مع تساوی المناسبتان فی الاهمیة، هنا نشیر الى الحدیث المروی عن الامام جعفر الصادق عن أَبِیه (ع): أَنَّ النَّبِیَّ (ص) سئِلَ عن رجل یدعى إِلى ولیمةٍ و إِلى جنازةٍ فَأَیُّهُمَا أَفْضَلُ و أَیَّهُمَا یُجِیبُ؟ فقَال: یُجِیبُ الجنازةَ فإِنَها تذکِرُ الآخرةَ و لیدَعِ الولیمةَ فَإِنَّهَا تُذَکِّرُ الدُّنْیَا.[i]

و هذا الحدیث و ان لم توجد فیه موضوعیة کلیة و لکن ممن الممکن أن یکون شاهداً على تقدیم المناسبات الحزینة على مناسبات الفرح و السرور.

و هذا الحکم تؤیده العقلانیة فان العقلاء یرون الفرح فی المناسبات المقارنة لما هو محزن من مصادیق الاهانة لاصحاب تلک المناسبات الحزینة حتى اذا کان الفرح بالحد المتعارف، و من هنا یرون ضرورة تقدیم المناسبات الحزینة. فعندما تقترن لدى الاسرة مناسبة فرح کالزواج مع مناسبة حزن کوفاة انسان یحترمونه یقدمون على الغاء حفلة الفرح أو تأجیلها الى مناسبة اخرى بالرغم من اهمیة الزواج و الاحتفاء به، وفالعرف الشائع یقدم المناسبات الحزینة على ذات السرور و الفرح.



[i]  الشیخ الطوسی، التهذیب، ج 1، ص 462، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • لماذا عندما نخاطب الانبياء نستعمل ضمير المخاطب الغائب، و عندما نخاطب الائمة نستعمل ضمير المخاطب الحاضر؟
    6050 الکلام القدیم 2012/07/07
    ورد في بعض الزيارات السلام على الانبياء السابقين ثم العروج على الائمة (ع). و في هذا الزيارات يخاطب الانبياء و يسلم عليهم باسمائهم و بطريقة مخاطبة الغائب و لكن عندما تصل النوبة الى النبي الاكرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) يتغير لحن الخطاب و نخاطبه (ص) بصورة ...
  • ما هی فلسفة خطبة العقد؟
    7100 الاخلاق 2008/11/09
    یری الاسلام ان الزواج میثاق مقدس من أجل تکوین الاسرة و المجتمع، و له آثار و نتائج کثیرة منها: تلبیة نداء الغریزة الجنسیة و التولید و بقاء النسل، و تکامل الانسان و الاطمئنان و السکینة و الطهر و العفاف و تنمیة العواطف و کثیر من المواهب الاخری. و ان عقد ...
  • هناک بعض الروایات فی کتب الشیعة الإثنی عشریة تستند إلیها الفرقة الإسماعیلیة لإثبات مدعاها. فما هو تقییمکم تجاه هذه الروایات؟
    5909 الکلام القدیم 2011/04/17
    باعتبار أن إسماعیل کان الابن الأکبر للإمام الصادق (ع)، فکان یعتقد أکثر الشیعة أنه سوف ینال مقام الإمامة فی المستقبل، و لم یقم الإمام الصادق (ع) بتکذیب هذه العقیدة بصراحة بسبب مقتضى الظروف السائدة على المجتمع آنذاک و بغیة الحفاظ على حیاة الإمام الآخر، أما بعد ...
  • ما هی أفضل الاسماء التی یمکن انتخابها للولد؟
    9376 درایة الحدیث 2011/05/19
    من المعروف أن الإسم حاک عن المسمّی و صاحبه، و کلما سمعنا إسماً یسبق الی ذهن الإنسان صاحبه، لذا یجب أن نختار للأفراد و لأی شیء نرید تسمیته إسماً جیداً. و قد جاء فی الروایات أن خیر الأسماء ما عُبّد أی ما یدل علی العبودیة و کذلک جاء ...
  • هل إن عدم النفع یعد ضرراً؟
    5848 الکلام الجدید 2009/12/16
     إن رأی آیة الله هادوی فی هذا الموضوع یتلخص بالآتی:إن عدم النفع لا یعد ضرراً، إلا فی المواطن التی یعده العرف و العقلاء کذلک.للإطلاع یراجع:1ـ عدم النفع فی حقوق الإسلام و ...
  • ما هی الطریقة التی تؤدى بها الصلوات المستحبة و النوافل؟
    5466 الحقوق والاحکام 2011/10/16
    مکتب آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله العالی):ج1: إذا کنت قد صلیت أربع رکعات من نافلة اللیل فبإمکانک إتمام المتبقی بعد طلوع الفجر بشکلٍ سریع و بعد ذلک تصلی نافلة الصبح و صلاة الصبح، و إلا فالأولویة لصلاة الصبح، و لکن بإمکانک أن تصلی صلاة اللیل بعد صلاة ...
  • من هم الاخباریون و الاصولیون؟
    9043 الفلسفة التاریخ 2010/11/09
    الاخباریة اتجاه فکری ظهر فی اوساط الشیعة یتبنى فکرة مخالفة للمنهج الذی یعتمده الاصولیون فی الاجتهاد و استنباط الاحکام الشرعیة من مصادرها الاساسیة حیث وقفت الاخباریون فی وجه الاجتهاد و اعتبروه امراً باطلاً، اما الاصولیة فهی اتجاه معاکس للاخباریة یمثل هذا الاتجاه طائفة کبیرة من علماء و ...
  • هل یحق للمرأة الامتناع عن تلبیة رغبات الزوج الجنسیة و عدم التمکین من ذلک؟
    9216 الحقوق والاحکام 2010/11/09
    تؤکد الروایات الورادة عن النبی الأکرم (ص) و أهل بیته (ع) على الزوجین أن یراعیا الحقوق الزوجة لکل منهما.[1] و هذه العلاقة متبادلة بمعنى أنه یجب على کل منهما مراعاة حقوق الآخر، و منها حق اشباع الغریزة الجنسیة، فقد ورد هذا ...
  • الرجاء بیان النظرة الغربیة للمرأة و ما هی حدود حریتها فی المجتمعات الغربیة؟
    7219 الحقوق والاحکام 2012/01/28
    تعتبر مسالة حریة المرأة من المسائل التی تحظى باهمیة کبیرة فی الفکر الاجتماعی و السیاسی الغرب، فقد عاشت المرأة حالة خطرة من سحق حقوقها و بقیت تعیش تحت هیمنة الرجال فی مجتمعات تسحق حقوقها الفردیة و الاجتماعیة، بل هناک من ینظر الى الیها کمخلوق حقیر ما خلقت الا لخدمة الرجل. ...
  • بأی معنی وردت لفظة الامام فی الروایات؟
    5375 درایة الحدیث 2011/02/24
    قیل فی تعریف الامام لغة: ان من یقتدی به و یقدم فی الامور یقال له الامام[1].و قد اطلق الامام فی القرآن الکریم علی أئمة الباطل و علی أئمة الحق ایضاً

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281729 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    262708 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130665 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119630 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90577 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62316 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62164 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58086 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53855 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50285 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...