Please Wait
6552
ذکرت لمفردة "الصمد" عدة معان فی الکتب الروائیة و اللغویة و المعجمیة، و کلمات المفسرین، منها:
1. الصَّمَدُ الَّذِی لَا جَوْفَ لَهُ.2. وَ الصَّمَدُ الَّذِی قَدِ انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
3. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَأْکُلُ وَ لا یَشْرَبُ. 4. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَنَامُ. 5. وَ الصَّمَدُ الدَّائِمُ الَّذِی لَمْ یَزَلْ وَ لا یَزَال.
ذکرت لمفردة "الصمد" عدة معان فی الکتب الروائیة و اللغویة و المعجمیة، و کلمات المفسرین؛ من هنا نحاول فی هذا المختصر الاشارة الى ما ورد فی کتب اللغة و الحدیث و التفاسیر:
الف: قال الراغب الاصفهانی فی المفردات: الصَّمَدُ: السَّیِّدُ: الذی یُصْمَدُ إلیه فی الأمر، و صَمَدَهُ: قصد معتمدا علیه قصده، و قیل: الصَّمَدُ الذی لیس بأجوف.[1]
ب: روی عن الامام الحسین (ع) أنه ذکر للصمد خمسة معان، هی:
1. الصَّمَدُ الَّذِی لَا جَوْفَ لَهُ.
2. وَ الصَّمَدُ الَّذِی قَدِ انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
3. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَأْکُلُ وَ لا یَشْرَبُ.
4. وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یَنَامُ
5. وَ الصَّمَدُ الدَّائِمُ الَّذِی لَمْ یَزَلْ وَ لا یَزَال.[2]
و فی روایة أخرى ورد أن: الصَّمَدُ الْمُتَعَالِی عَنِ الْکَوْنِ وَ الْفَسَادِ وَ الصَّمَدُ الَّذِی لا یُوصَفُ بِالتَّغَایُرِ.[3]
و عن الإمام علی بن الحسین (ع) أن: الصَّمَدُ الَّذِی لا شَرِیکَ لَهُ وَ لا یَئُودُهُ حِفْظُ شَیْءٍ وَ لا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْءٌ.[4]
و روی أَنَّ أَهل البصرة کتبوا إِلى الحسینِ بنِ علیٍّ (ع) یسأَلونهُ عنِ الصَّمد؟ فکتب إِلیهم: بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحیم أَمَّا بعدُ فلا تخوضوا فی القرآن و لا تجادلوا فیه و لا تتکَلَّموا فیه بغیر علم فقَد سمعت جدِّی رسول اللَّه (ص) یقولُ: من قال فِی القرآن بغیر علم "فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار"ِ و إِنَّهُ سُبحانهُ قدْ فسَّر الصَّمَدَ فقال (اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ)، ثمَّ فسَّرهُ فقال (لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ)، بل هو اللَّهُ الصَّمَدُ الَّذی لا من شیءٍ و لا فی شیءٍ و لا على شیءٍ مُبدِعُ الأَشْیَاءِ و خالِقُهَا و مُنْشِئُ الأَشیاء بقدرته یَتَلاشى ما خلق لِلْفَنَاءِ بمشیئَتِهِ و یبقَى ما خلق لِلْبَقَاءِ بعلمه فذلکم اللَّهُ الصَّمد.[5]
و الجدیر بالذکر هنا؛ ان جمیع المعانی التی ذکرت للصمد تعود الى حقیقة واحدة، و هی السید المصمود إلیه أی المقصود فی الحوائج.
ج: قال العلامة الطباطبائی (ره): قوله تعالى: «اللَّهُ الصَّمَدُ» الأصل فی معنى الصمد القصد أو القصد مع الاعتماد یقال: صمده یصمده صمدا من باب نصر أی قصده أو قصده معتمدا علیه، و قد فسروا الصمد- و هو صفة- بمعانی متعددة مرجع أکثرها إلى أنه السید المصمود إلیه أی المقصود فی الحوائج، و إذا أطلق فی الآیة و لم یقید بقید فهو المقصود فی الحوائج على الإطلاق.
و إذا کان الله تعالى هو الموجد لکل ذی وجود مما سواه یحتاج إلیه فیقصده کل ما صدق علیه أنه شیء غیره، فی ذاته و صفاته و آثاره قال تعالى: «أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ»[6] و قال و أطلق: «وَ أَنَّ إِلى رَبِّکَ الْمُنْتَهى»[7] فهو الصمد فی کل حاجة فی الوجود لا یقصد شیئا إلا و هو الذی ینتهی إلیه قصده و ینجح به طلبته و یقضی به حاجته.
و من هنا یظهر وجه دخول اللام فی الصمد و أنه لإفادة الحصر فهو تعالى وحده الصمد على الإطلاق، و هذا بخلاف أحد فی قوله «اللَّهُ أَحَدٌ» فإن أحدا بما یفیده من معنى الوحدة الخاصة لا یطلق فی الإثبات على غیره تعالى فلا حاجة فیه إلى عهد أو حصر.
و أما إظهار اسم الجلالة ثانیا حیث قیل: «اللَّهُ الصَّمَدُ» و لم یقل: هو الصمد، و لم یقل: الله أحد صمد فالظاهر أن ذلک للإشارة إلى کون کل من الجملتین وحدها کافیة فی تعریفه تعالى حیث إن المقام مقام تعریفه تعالى بصفة تختص به فقیل: "الله أحد الله الصمد" إشارة إلى أن المعرفة به حاصلة سواء قیل کذا أو قیل کذا.
و الآیتان مع ذلک تصفانه تعالى بصفة الذات و صفة الفعل جمیعا فقوله: «اللَّهُ أَحَدٌ» یصفه بالأحدیة التی هی عین الذات، و قوله: «اللَّهُ الصَّمَدُ» یصفه بانتهاء کل شیء إلیه و هو من صفات الفعل.
و قیل: الصمد بمعنى المصمت الذی لیس بأجوف فلا یأکل و لا یشرب و لا ینام و لا یلد و لا یولد و على هذا یکون قوله: «لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ» تفسیراً للصمد.[8]
[1] الراغب الاصفهانی، المفردات فی غریب القرآن، ص: 492، مفردة "صمد"؛ وانظر: صحاح اللغة، مجمع البحرین، جوامع الجامع، قاموس قرآن، النهایة لابن الأثیر و....
[2]انظر: المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 3، ص 223، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1409ق.
[3]نفس المصدر.
[4]نفس المصدر.
[5]نفس المصدر. وانظر: الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج 27، ص 189، مؤسسه آل البیت (ع)، قم، 1409 ق.
[6] الاعراف، 54.
[7] النجم، 42.
[8] الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج20، ص 388- 389، دفتر النشر الاسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق.