Please Wait
16373
تفسير الامام العسكري منسوب الى الامام العسكري (ع)، و هناك من يشكك في قطعية تلك النسبة لاسباب ذكرت في محلها[1]. و اشتمل التفسير المذكور على تفسير سورة الفاتحة و سورة البقرة الى الآية 282 معتمدا على منهج التفسير بالمأثور او التفسير الروائي.
وعلى كل حال فقد اشار في تفسير ه لقوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" الى عدة أمور منها مدح الباري تعالى و الثناء عليه و شكره على ما أنعم؛ رعاية المخلوقات و تدبير شؤونها، و فضل الشيعة لايمانهم بإمامة أمير المؤمنين (ع). و نقل كلام علي (ع) الذي قال فيه: فقال الله تعالى لهم: قولوا: «الحمد لله» على ما أنعم به علينا، و ذكرنا به من خير في كتب الأولين من قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد لما فضله و فضلهم، و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم [به على غيرهم]
الجواب التفصيلي:
تفسير الامام العسكري منسوب الى الامام العسكري (ع)، و هناك من يشكك في قطعية تلك النسبة لاسباب ذكرت في محلها[2]. و اشتمل التفسير المذكور على تفسير سورة الفاتحة و سورة البقرة الى الآية 282 معتمدا على منهج التفسير بالمأثور او التفسير الروائي.[3]
وعلى كل حال فقد جاء تفسير الآية المباركة "الحمد لله رب العالمين" بالنحو التالي: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» هو أن عرف الله عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم: قولوا: «الحمد لله» على ما أنعم به علينا.[4]
ثم اشار في تفسير قوله تعالى "رب العالمين" الى الأمور التالية:
1. (رَبِّ الْعالَمِينَ) و هم الجماعات من كل مخلوق، من الجمادات، و الحيوانات: فأما الحيوانات، فهو يقلبها في قدرته، و يغذوها من رزقه، و يحوطها بكنفه و يدبر كلا منها بمصلحته. و أما الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك ما اتصل منها أن يتهافت، و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق ( و يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)، و يمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره، إنه بعباده رءوف رحيم.[5]
2. قال (ع): و (رَبِّ الْعالَمِينَ) مالكهم و خالقهم- و سائق أرزاقهم، إليهم، من حيث يعلمون، و من حيث لا يعلمون. فالرزق مقسوم، و هو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس لتقوى متق بزائدة، و لا لفجور فاجر بناقصة، و بينه و بينه ستر و هو طالبه.[6]
3. قال [أمير المؤمنين (ع)]: فقال الله تعالى لهم: قولوا: «الحمد لله» على ما أنعم به علينا، و ذكرنا به من خير في كتب الأولين من قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد لما فضله و فضلهم، و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم [به على غيرهم].[7]
تفضيل أمة محمد على جميع الأمم و فضل الشيعة
و ذلك أن رسول الله (ص) قال: لما بعث الله عز و جل موسى بن عمران و اصطفاه نجيا- و فلق له البحر فنجى بني إسرائيل، و أعطاه التوراة و الألواح- رأى مكانه من ربه عز و جل فقال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي.
فقال الله عز و جل: يا موسى أ ما علمت أن محمدا أفضل عندي- من جميع ملائكتي و جميع خلقي؟ قال موسى: يا رب- فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟ قال الله عز و جل: يا موسى أ ما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟ فقال: يا رب فإن كان آل محمد عندك كذلك، فهل في صحابة الأنبياء أكرم [عندك] من صحابتي؟ قال الله عز و جل: يا موسى أ ما علمت أن فضل صحابة محمد (ص) على جميع صحابة المرسلين- كفضل آل محمد على جميع آل النبيين- و كفضل محمد على جميع المرسلين....
و اردف في التفسير المذكور قائلا: ثم نادى ربنا عز و جل: يا أمة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، و عفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، و أعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، صادق في أقواله، محق في أفعاله و أن علي بن أبي طالب أخوه- و وصيه من بعده و وليه، يلتزم طاعته [كما يلتزم طاعة] محمد و أن أولياءه المصطفين الأخيار المطهرين- المباينين بعجائب آيات الله و دلائل حجج الله...[8]
[1] انظر في هذا المجال: علوي مهر، حسین، آشنایي با تاریخ تفسیر و مفسران، ص 191 – 198، نشر المركز العالمي للعلوم الاسلامية، قم، الطبعة الاولی، 1384ش.
[2] انظر في هذا المجال: علوي مهر، حسین، آشنایي با تاریخ تفسیر و مفسران، ص 191 – 198، نشر المركز العالمي للعلوم الاسلامية، قم، الطبعة الاولی، 1384ش.
[3] انظر: مؤدب، سيد رضا، روشهای تفسیر قرآن= مناهج التفسیر، ص 167 – 169، نشر اشراق، قم، الطبعة الاولی، 1380ش.
[4] التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (ع)، ص 30، نشر مدرسه الإمام المهدي (عج)، قم، الطبعة الاولی، 1409ق.
[5] نفس المصدر.
[6] نفس المصدر، ص31.
[7] نفس المصدر.
[8] نفس المصدر، ص33.