Please Wait
21811
النجم و الكوكب في اللغة بمعنى واحد.[1] فهي إذن من الألفاظ المترادفة، و إذا أريد منها معنىً آخر في مكان ما فلابد من وجود قرينة تدل على ذلك.
ولقد ذكرت كلمة النجم و النجوم في القرآن المجيد 12 مرة،[2] 11 مرة منها جاءت بمعنى الكواكب المعروفة، كما يعتقد المفسرون في كتبهم و لا نرى مبررا للاطناب بذكر الآيات التي اشتملت على تلك الكلمات خوفاً من الإطالة.[3]
نعم وقع البحث في الآية "وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدَان"،[4] حيث ذهب أكثر المفسرين الى ان كلمة "النجم" تعني الزرع "و النبات من غير ساق".[5] و يفهم هذا المعنى من قرينة "الشجر" الذي هو بمعنى الزرع ذي الساق كما في اللغة.[6] و مع وجود هذه القرينة يعتقد بعض المفسرين أن النجم هنا تأتي بنفسه معناها الحقيقي.[7]
كما ذكرت كلمة الكوكب و الكواكب في القرآن خمس مرات،[8] كلها بمعنى النجم كما عليه المفسرون. و يمكن مراجعة كتب التفاسير لتحصيل مزيد من الإطلاع في هذا المجال.
يحسن الإشارة هنا إلى أن النجم و الكوكب من الألفاظ المترادفة تقريبا كما عليه سائر أهل اللغة و المفسرين، و لكن – انطلاقا مما روي عن الإمام الصادق (ع) من "إن للقرآن ظاهراً و باطناً".[9]- ذكر بعض المفسرين[10] في بعض المجالات[11] معانٍ أخرى[12] لهاتين الكلمتين غير معناهما الظاهري، و هذا لا ينافي كلامنا المبتني على أصل الترادف بين الكلمتين و أصل وحدة معناهما. و لربما كان لهما معانٍ أخرى يمكن استخراجها من باطن هاتين الكلمتين.
[1] راغب الإصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق، الداودي، صفوان عدنان، ج 1، ص 791، دار العلم الدار الشامية، دمشق بيروت، الطبعة الأولى، 1412 ق، ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج 1، ص 721، دار الصادر، بيروت، 1414 ق، الفراهيدي، خليل بن احمد، كتاب العين، ج 5، ص 433، نشر الهجرة، قم، الطبعة الثانية، 1410 ق، المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 10، ص 135، دارالترجمة و نشر الكتب، طهران، 1360 ش، الطريحي فخر الدين، مجمع البحرين، ج 6، ص 174، مكتبة المرتضوي، طهران، 1375 ش.
[2] النجم، 1 " وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى". الرحمن، 6 "و النجم و الشجر يسجدان". الطارق، 3 "النَّجْمُ الثَّاقِب". الأنعام،97 "وَ هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتهَتَدُواْ بهِا فىِ ظُلُمَاتِ الْبرَّ وَ الْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون". الأعراف، 54 "وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرَاتِ بِأَمْرِه". الصافات، 88 "فَنَظَرَ نَظْرَةً فىِ النُّجُوم". الطور، 49 "وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَارَ النُّجُوم". النحل، 12 "وَ سَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّرَاتُ بِأَمْرِهِ". الحج، 18 "أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فىِ السَّمَاوَاتِ وَ مَن فىِ الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ". التکویر، 2 "وَ إِذَا النُّجُومُ انكَدَرَت".
[3] راجعوا التفاسير القرآنية لتحصيل مزيد من الإطلاع.
[4] الرحمن، 6.
[5] المكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، ج 23، ص 103، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1374 ش، السبزواري النجفي، محمد بن حبيب الله، ارشاد الإذهان إلى تفسير القرآن، ص 536، الطبعة الأولى، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1419 ق، الزمخشري، محمود، الكاشف عن حقائق غوامض التنزيل، ج 4، ص 443، دار الكتاب العربي، بيروت، 1407 ق، الطباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 96، مكتب النشر الإسلامي لجامعة المدرسين في قم، 1417 ق، الطبرسي، فضل بن حسن، تفسير جوامع الجامع، ج 4، ص 217، نشر جامعة طهران و مديرية الحوزة العلمية في قم، طهران، الطبعة الأولى، 1377 ش.
[6] المفردات في غريب القرآن، ج 1، ص 446.
[7] المصطفوي، حسن، تفسير روشن، ج16، ص 71، مركز نشر الكتاب، طهران، الطبعة الأولى، 1380 ش، المترجمين، تفسير الهداية، ج 14، ص 290، مؤسسة التحقيق الإسلامية للعتبة الرضوية المقدسة، مشهد، الطبعة الأولى، 1377 ش.
[8] النور، 35 " كَأَنهَّا كَوْكَبٌ دُرِّى". الأنعام، 76 " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا". یوسف، 4 " إِنىِّ رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا". الصافات، 6 " إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب". الانفطار، 2 " وَ إِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثرَت".
[9] الكليني، محمد بن يعقوب بن اسحاق، الكافي، المحقق، الغفاري، علي أكبر، الآخوندي، محمد، ج 4، ص 549، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق.
[10] الحسيني الأستر آبادي، سيد شرف الدين، علي، تأويل الآيات الظاهرة، ص 613، مكتب النشر الإسلامي لجامعة المدرسين في قم، الطبعة الأولى، 1409 ق.
[11] "و النجم و الشجر يسجدان".
[12] فقد بينوا أن المراد من النجم هو رسول الله (ص).