بحث متقدم
الزيارة
6273
محدثة عن: 2008/12/14
خلاصة السؤال
ما المراد من تغییر الجنس؟
السؤال
ما المراد من الجنس و کیف عرّفه فقهاء الاسلام؟
الجواب الإجمالي

رغم انه لم یرد فی کتب اللغة تعریف (لتغییر الجنس) و لکن المراد به: کلّ تبدیل و تحول فی جنس الذکر او الأنثی او الخنثی بحیث یکون الوضع الفعلی مختلفاً عن الوضع السابق.

و من الناحیة الطبیعیة یختلف تغییر الجنس عن (التغییر الوراثی) او (تغییر الکروموسومات).

و بعبارةٍ اخری: ان تغییر الجنس فی اصطلاح الأطباء هو ما یکون مصاحباً (لعملیة جراحیة فی العضو التناسلی) و ینطبق هذا علی تغییر جنس الخناثی (ذوی الجنسین) و علی تغییر جنس التراجنسیین (الخنثی النفسی = Transsexualim ) ایضاً.

و لفقهاء الشیعة تعاریف متنوعة حول هذا الموضوع، و لکن یمکن القول فی تعریف تغییر الجنس: "تغییر الجنس عبارة عن تبدیل و تغییر جنس الشخص من المذکر الی المؤنث، او من المؤنث الی المذکر او من الخنثی الی الأنثی او من الذکر الی الخنثی او من الأنثی الی الخنثی".

الجواب التفصيلي

نجیب عن السؤال المتقدم من خلال النقاط الثلاثة الآتیة:

1. تغییر الجنس لغة:

"التغییر" فی اللغة عبارة عن أی نوع من التحویل و التبدیل یجعل الوضع الفعلی مختلفاً عن الوضع السابق. و "الجنس" فی اللغة ایضاً – سواء الفارسیة او العربیة – هو بمعنی الماهیة التی تشمل انواعاً متعددة من الانسان و الحیوان. و ورد ایضاً بمعنی السلعة المتاع (الشیء).

و الجنس بمعنی (الذکر و الأنثی) معنی ظهر متأخرا، و الاّ فالمعنی الأصلی و الاولی للجنس لیس هو (الذکر و الأنثی).

و (الجنسیة) تعنی الحالة او ماهیة الجنس.

و رغم انه لم یعرف (تغییر الجنس) فی الکتب اللغة، و لکن المراد به کل تبدیل و تحول فی جنس الذکر أو الأنثی أو الخنثی بحیث یکون الوضع الفعلی مغایراً للوضع السابق.

2. تغییر الجنس فی الاصطلاح الطبی:

یبدو ان اصطلاح تغییر الجنس فی الاصطلاح الطبی لا یختلف کثیراً عن المعنی اللغوی و ما هو الشائع بین الناس، و ان المراد به: تبدیل او اصلاح العضو التناسلی بحیث ان تتحول المرأة الی رجل او بالعکس و کذلک تحویل الخنثی او ذی الجنسین (هرمافرودیت) الی احد الجنسین الرجل او المرأة.

و یمکننا القول بکلمة: ان کل تبدیل او اصلاح او تغییر یحصل فی جنس الشخص بحیث ان وضعه الفعلی - من ناحیة کونه رجلاً او امرأة –  یکون مغایرا و مختلفاٌ عن حالته السابقة فإنه یصدق علیه عنوان (تغییر الجنس).

و بناء علی هذا فإن تغییر الجنس یختلف عن (التغییر الوراثی) او (تغییر الکروموسومات)حیث انه لا یتغییر جنس الشخص فی هذه العملیات، بل تجری بعض التغییرات او الاصلاحات (لجینات) او (کروموسومات) الاشخاص. و من البدیهی انه مع اصلاح الجینات سوف یحصل تغییرات فی سلوک و اخلاق الشخص و لکن لا یطلق علی الوضع الجدید الحاصل اسم (تغییر الجنس).

و بعبارة اخری: ان تغییر الجنس فی اصطلاح الاطباء هو ما یکون مصاحباً (لعملیة جراحیة فی العضو التناسلی) و هذا ینطبق علی تغییر جنس الخناثی (ذوی الجنسین) و علی تغییر جنس التراجنسیین (الخنثی النفسی = Transsexualim  ) ایضاً. بحیث انه یحصل تغییر الجنس فی هؤلاء الأشخاص بواسطة (العملیة الجراحیة للعضو التناسلی) فقط.

و فی الواقع الخارجی ایضاً فقد ارتبط تغییر الجنس (بمسیر العملیات الجراحیة الحدیثة) فبینهما علاقة قریبة، فحینما انتشرت جراحة القلب و الکلیة و العیون و الجهازالهضمی و امثال ذلک، حصل مثل ذلک فی العملیات الجراحیة للعضو التناسلی، و لکن جراحة العضو التناسلی للمریض مصحوبة بنوع من الحساسیة و الشعور الخاص حیث ان هذا العمل سیغیر جنس الشخص من کونه رجلاً او امرأة الی جنس مخالف.

و یمکننا القول باختصار: ان تغییر الجنس فی الاصطلاح الطبی مغایر لتغییر الجینات و هو عبارة عن عملیة جراحیة فی العضو التناسلی بحیث یتحول الرجل الی امرأة او المرأة الی رجل او الشخص الخنثی (ذو الجنسین = هرما فرودیت) الی جنس الرجل او المرأة.

3. تغییر الجنس فی الاصطلاح الفقهی:

ان تغییر الجنس لیس (حقیقة شرعیة) و بعبارة اخری: ان فقهاء الاسلام لم یضعوا لهذه الکلمة معنی فقهیاً خاصاً یختلف عن معناها اللغوی و العرفی، و فی الحقیقة فان مراد هؤلاء الاعلام من تغییر الجنس هو نفس المعنی اللغوی و العرفی لتغییر الجنس. و علی هذا یقول آیة الله علی المشکینی (ره) فی هذا المجال:

عنوان تغییر الجنس واضح فی مفهومه اللغوی و الغرض منه هو بیان الحکم الشرعی للرجل الذی تغیر و تحول الی امرأة و کذلک بیان الحکم الشرعی للمرأة التی تحولت الی رجل.[1]

و قد تحدث عدد قلیل فقط من فقهاء الشیعه حول معنی تغییر الجنس و نشیر فیما یلی الی عدة موارد من ذلک:

یقول آیة الله محمد آصف المحسنی حول هذا الموضوع: تغییر الجنس عبارة عن تبدیل الرجل الی امرأة او بالعکس. و فی المورد الأول ای تغییر جنس الرجل الی امرأة یتم بان یرفع العضو التناسلی للرجل و یوضع فی محله مهبلاً و تکبر الأثداء أیضاً.

و فی المورد الثانی ای تغییر جنس المرأة الی رجل یتم بان تزال الأثداء بواسطة عملیة جراحیة و یرفع الجهاز التناسلی الانثوی و یوضع العضو التناسلی الذکری.

و یصاحب العملیة الجراحیة فی کل من الموردین المتقدمین علاج نفسی و علاج هرمونی ایضاً.[2]

و یعبر بعض فقهاء الشیعة عن تغییر الجنس (بتبدیل الجنس)، یقول آیة الله محمد الصدر حول هذا الموضوع: تبدیل الجنس یحصل احیاناً عن طریق العمل الجراحی للطب الحدیث حیث یتحول الرجل الی امرأة او المرأة الی رجل و عبرنا عنه (بتبدیل الجنس).[3]

و یعرّف سماحته ایضاً فی موضع آخر (تبدیل الجنس) هکذا:

مرادنا من تبدیل الجنس هو ان یحول الشخص نفسه من کونه رجلاً الی امرأة او العکس.[4]

و بملاحظة ما تقدم ذکره، فقد اشیر فی تعریف تغییر الجنس او تبدیل الجنس الی تبدیل الرجل الی امرأة او تبدیل المرأة الی رجل فقط. و بعبارة اخری: لم یتحدث عن تبدیل او تغییر الخنثی الی رجل او امرأة.

و رغم ان آیة الله الأمام الخمینی (ره) لم یعرّف تغییر الجنس بصراحة ، و لکن بملاحظة کلامه یتضح انه یری شمول تغییر الجنس (لتبدیل الخنثی الی رجل او امرأة) ایضاً یقول الامام الخمینی (ره):

الظاهر عدم حرمة تغییر جنس الرجل الی المرأة او المرأة الی رجل و کذلک تغییر جنس الخنثی الی رجل او امرأة.[5]

مضافاً الی انه لا ینبغی استبعاد احتمال ان یقوم اشخاص أسویاء احیاناً بتحویل جنسهم الی الخنثی، و بالطبع فان هذا النوع من تغییر الجنس ای (تبدیل الذکر الی خنثی او تبدیل الانثی الی خنثی) نادر الوقوع و لیس هناک ای دافع عقلائی نحو هذا العمل.[6] و لکن الاحتمال الآخر موجود و هو ان یتغیر شخص سلیم الی خنثی علی اثر خطأ طبی.

و بهذا التوضیح یمکننا ان نقول فی تعریف تغییر الجنس بان: تغییر الجنس عبارة عن تبدیل او تحویل جنس شخص من الذکر الی الانثی او من الانثی الی الذکر او من الخنثی الی الذکر او من الخنثی الی الانثی او من الذکر الی الخنثی او من الانثی الی الخنثی.



[1] علی المشکینی، مصطلحات الفقه، ص 153.

[2] محمد آصف المحسنی، الفقه و المسائل الطبیة، ج 1، ص 111.

[3] محمد الصدر، ماوراء الفقه، ج 6، ص 133.

[4] محمد الصدر، منهج الصادقین، ج 3 ، ص 642 .

[5] الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج 2، ص 588.

[6] لاحظ: السید محمد الصدر، منهج الصادقین، ج 3، 642.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279426 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257205 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128128 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113210 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88982 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59817 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59533 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56847 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49712 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47155 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...