بحث متقدم
الزيارة
6465
محدثة عن: 2010/12/12
خلاصة السؤال
ما المراد بختم الصلوات التی یقیمها بعض الناس؟ و ما هو مستندها الشرعی؟
السؤال
ما المراد بختم الصلوات التی یقیمها بعض الناس؟ و ما هو مستندها الشرعی؟
الجواب الإجمالي

ختم الشیء بمعنى نهایته، و ختم الصلوات یعنی نفس المعنى اللغوی، کما أن ختم القرآن یعنی تلاوة القرآن من أوله الى نهایته ( من سورة الفاتحة الى سورة الناس).

الجواب التفصيلي

 من المسائل التی یهتم بها الاسلام هی مسالة الدعاء التی قد تقام تارة للوصول الى غایة ما.

لکن الجدیر بالذکر أن الوصول الى الهدف عن طریق الدعاء یستلزم توفر مجموعة من الشروط، قد یکون من تلک الشروط کون الدعاء أو الذکر محدداً بمقدار خاص حتى یعطی ثماره وهذا ما یعبر عنه بالاوامر و التوصیات العددیة. کذلک ینبغی الالتفات الى قضیة مهمة و هی: صحیح أن هذه الامور من القضایا المستحبة لکن لو أردنا الحصو ل على ثمرة الدعاء فلا ینبغی التساهل فی العدد المحدد لنا؛ فقد روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال ما معناه: " اعلموا أن اسماء الله تعالى بمثابة الکنز و العدد بمثابة الحد فمن تجاوز الحد لم یصل الى الکنز.[1]

و لاریب أن للصلاة على محمد و آل محمد فضیلة عظیمة. و یکفی فی ذلک قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلیما"[2] حیث تصرح الآیة المبارکة بان ذلک من عمل الله تعالى و الملائکة و تأمر المؤمنین أیضاً به.

و من الثمرات المترتبة على الصلوات استجابة الدعاء فقد روی عن ائمة اهل البیت (ع) انهم قالوا: " مَنْ کَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَاجَةٌ فَلْیَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ یَسْأَلُ حَاجَتَهُ ثُمَّ یَخْتِمُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَکْرَمُ مِنْ أَنْ یَقْبَلَ الطَّرَفَیْنِ وَ یَدَعَ الْوَسَطَ إِذَا کَانَتِ الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَا تُحْجَبُ عَنْهُ".[3]

و عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَیَکُونُ لَهُ الْحَاجَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَبْدَأُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى یَنْسَى حَاجَتَهُ فَیَقْضِیهَا اللَّهُ لَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَسْأَلَهُ إِیَّاهَا [4]

و أنه "مَا فِی الْمِیزَانِ شَیْ‏ءٌ أَثْقَلَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَتُوضَعُ أَعْمَالُهُ فِی الْمِیزَانِ فَتَمِیلُ بِهِ فَیُخْرِجُ (ص) الصَّلَاةَ عَلَیْهِ فَیَضَعُهَا فِی مِیزَانِهِ فَتَرْجَحُ.[5]

و قد یحتاج تأثیر الصلاة فی استجابة الدعاء الى الامور التالیة:

1. ان تؤدى الصلوات بصیغة خاصة و شکل معین: فلو تمنى الانسان مثلا لقاء الامام الحجة قبل أن یدرکه الموت فیصلی بالنحو التالی: «اللهم صل علی محمد و آل محمد و عجل فرجهم».[6]

2. تارة أخرى یکون المؤثر عدد خاص:" مَنْ صَلَّى عَلَیَّ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ صَلَاةٍ قَضَى اللَّهُ لَهُ سِتِّینَ حَاجَةً ثَلَاثُونَ لِلدُّنْیَا وَ ثَلَاثُونَ لِلْآخِرَةِ ".[7]

من هنا یتضح لنا الغایة من ختم الصلوات، و یعنی ختمها الاتیان بعدد معین و بطریقة معینه کما حددت ذلک الروایات، نعم، هناک الکثیر من الروایات لم تحدد لنا عدداً معیناً و انما ترکت الامر للانسان نفسه إذ بامکانه أن ینذر عدداً معیناً او یحلف کذلک، أو یلزم نفسه استحبابا بالاتیان بعدد معین من الصلوات فی اوقات خاصة مثلا للحصول على حاجة معینة، بل قد یقوم بذلک من اجل اشاعة ثقافة الصلاة على محمد و آل محمد فی المجتمع.

لکن الأمر المهم و الجدیر بالاهتمام هنا هو أن یکون تحرکه و مقترحاته بنحو لا یؤدی الى تسفیه الصلاة و التقلیل من شأنها أو یؤدی الى ظهور البدع والخرافات فی المجتمع، أی یجب أن تجرى بنحو لا یؤدی الى نسیان الواجبات و الاستخفاف بها أو یؤدی الى هدر أموال طائلة فی هذا المجال.



[1] حسن زاده، حسن، نورعلی نور در ذکر وذاکر و مذکور، ص 52، ناشر: دار تشیع، الطبعة السادسة، 1376 ش.

[2] الاحزاب، 56.

[3] الکافی، ج2، ص494.

[4] الکلینی، الکافی، ج2، ص501.

[5] الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج7، ص192، الباب 34.

[6] القمی عباس، مفاتیح الجنان، ص 35، نشر: دار اسوه، بدون تاریخ.

[7] نفس المصدر؛ وانظر: الحر العاملی، و سائل الشیعة، ج7، ص387، الباب 43، باب استحباب

لاکثار من الصلاة على محمد و آل محمد.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280302 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258903 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129708 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115833 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89601 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61150 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60423 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57402 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51776 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47754 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...