بحث متقدم
الزيارة
4933
محدثة عن: 2014/10/04
خلاصة السؤال
هل شهد الأنبياء بولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام؟ و هل تردد البعض منهم في تحملها و الإذعان بها؟
السؤال
قرأت في بعض المصادر أنّ النبي آدم عليه السلام لم يذعن بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، و من هنا لم يدرج في عداد الأنبياء من أولي العزم. ما مدّى صحة الرواية و ما هو المصدر التي تعرض لذكرها؟
الجواب الإجمالي
توجد مجموعة من الروايات – التي صح سند البعض منها- تؤشر إلى كون الله تعالى قد أخذ من الأنبياء قبل بعثتهم عهداً بالاذعان بولاية علي بن أبي طالب (ع) و سائر الأئمة الأطهار (ع).[1]
أما فيما يخص المسألة التي ورد السؤال حولها فيمكن القول بأنّه روي  أنّ الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى أن صار محمد (ص) إلا و قد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم و تخلص و من توقف عنها و تتعتع في حملها لقي‏ ما لقي آدم من المعصية و ما لقي نوح من الغرق و ما لقي إبراهيم من النار و ما لقي يوسف من الجبّ و ما لقي أيوب من البلاء و ما لقي داود من الخطيئة....[2]
و الرواية قابلة للمناقشة من عدّة زاويا:
الف: لا يمكن الاعتمادعلى الرواية سنداً لإرسالها  أوّلاً، و عدم وضوح سندها و الرجال الناقلين لها، و من بناحة المحتوى ثانياً.
ب:  لم تتطرق الرواية إلى إنكار آدم عليه السلام لولاية علي (ع) و عدم الإيمان بها، و إنما أشارت -كما يظهر منها- إلى تعلله و توقفه قليلا  و تتعتع في حملها فقط.
ج: لم تتعرض الرواية الى قضية أولى العزم وعلاقة ذلك بالإذعان بالولاية، بل العكس صحيح حيث ذكر الى جنب آدم عليه السلام انبياء من أولي العزم كإبراهيم عليه السلام.
د. لم تصرّح الرواية بصدور ذلك من آدم و غيره من الأنبياء، بل يظهر ذلك من متنها و ذلك فيما اذا حملنا ما حلّ بهم على توقفهم في تحمل ولاية أهل البيت عليهم السلام، واما إذا حملنا ذلك على نوع البلاء فتكون الرواية غير دالة على ذلك.
هـ. إن الرواية لو قلنا بدلالتها على ذلك تخالف القرآن؛ و ذلك لأنم إبراهيم عليه السلام كان قد دعا الله سبحانه و تعالى بقوله "رَبَّنا وَ ابْعَثْ فيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ".[3] و استجاب اللّه هذه الدعوة بخاتم النبيين و سيد المرسلين، فلقد جاء في أحاديث السنة و الشيعة ان النبي قال: «انا دعوة إبراهيم، و بشارة عيسى».[4] و من الواضح أن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام تعد من محوريات رسالة النبي الأكرم (ص) و أنّها الامتداد الشرعي الثابت بالدليل القطعي للرسالة، فمن البعيد أن يدعو إبراهيم عليه السلام ببعثة النبي (ص) و يرفض أو يتوقف في الشطر الثاني المكمل لها.
 

[2]. ابن شهر آشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب(ع)، ج ‏4، ص 138 – 139، قم، انتشارات علامه، الطبعة الأولى، 1379ق.
[3]. البقرة، 129.
[4]. محمد جواد مغنية، تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 205،  دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الأولى، 1424 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...