Please Wait
10304
الحمد و المدح و الشکر لغة و اصطلاحا، هی:
1. الحمد: نقیض الذم و هو الثناء[1]، و فی الاصطلاح تعنی: الثناء على الجمیل الاختیاری و المدح أعم منه.[2]
2. مفردة "مدح"، المَدْح: نقیض الهجاءِ و هو حُسْنُ الثناء.[3] قال الزمخشری: الحمد و المدح أخوان، و هو الثناء و النداء على الجمیل من نعمة و غیرها. تقول: حمدت الرجل على إنعامه، و حمدته على حسبه و شجاعته.[4] و قال صاحب المیزان: الحمد على ما قیل هو الثناء على الجمیل الاختیاری و المدح أعم منه، یقال: حمدت فلانا أو مدحته لکرمه، و یقال: مدحت اللؤلؤ على صفائه و لا یقال: حمدته على صفائه.[5] و قال الراغب الاصفهانی: الحَمْدُ للّه تعالى: الثناء علیه بالفضیلة، و هو أخصّ من المدح و أعمّ من الشکر، فإنّ المدح یقال فیما یکون من الإنسان باختیاره، و مما یقال منه و فیه بالتسخیر، فقد یمدح الإنسان بطول قامته و صباحة وجهه، کما یمدح ببذل ماله و سخائه و علمه، و الحمد یکون فی الثانی دون الأول، و الشّکر لا یقال إلا فی مقابلة نعمة، فکلّ شکر حمد، و لیس کل حمد شکرا، و کل حمد مدح و لیس کل مدح حمداً.[6]
3. مفردة "الشکر"، قال فی اللسان: الشُّکْرُ: عِرْفانُ الإِحسان و نَشْرُه، و هو الشُّکُورُ أَیضاً. و قال ثعلب: الشُّکْرُ لا یکون إِلَّا عن یَدٍ، و الحَمْدُ یکون عن ید و عن غیر ید، فهذا الفرق بینهما.[7] و الشُّکْرُ من الله: المجازاة و الثناء الجمیل.[8] و من هنا وصف الله تعالى بالشاکر و الشکور.[9]
و أما بالنسبة للفرق بین الشکر و الحمد فقد ذکرت عدة نظریات، نذکر اثنتین منها:
الف: الحمد هو الثناء و النداء على الجمیل من نعمة و غیرها. و أمّا الشکر فعلى النعمة خاصة، و هو بالقلب و اللسان و الجوارح، و الحمد باللسان وحده، فهو إحدى شعب الشکر.[10]
ب: " الحمد" هو الثناء بالجمیل على قصد التعظیم و التبجیل للممدوح سواء النعمة و غیرها، و الشکر فعل ینبىء عن تعظیم المنعم لکونه منعما سواء کان باللسان أو بالجنان أو بالأرکان، و علیه قول القائل:
أفادتکم النعماء منی ثلاثة یدی و لسانی و الضمیر المحجبا
فالحمد أعم من جهة المتعلق و أخص من جهة المورد، و الشکر بالعکس.[11]
[1] لسان العرب، ج 3، ص 155؛ کتاب العین، ج 3، ص 188و 189، مفردة «الحمد».
[2] الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 1، ص 19، دفتر النشر الاسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق؛ حسینى همدانى، سید محمد حسین، انوار درخشان، تحقیق، البهبودی، محمد باقر، ج 1، ص 15، مکتبة لطفی، طهران، الطبعة الاولی، 1404ق.
[3] لسان العرب، ج 2، ص 589، مفردة «المَدح».
[4] الزمخشری، محمود، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، ج 1، ص 8، دار الکتاب العربی، بیروت، 1407ق.
[5] المیزان فی تفسیر القرآن، ج 1، ص 19؛ انوار درخشان، ج 1، ص 15.
[6] المفردات فی غریب القرآن، ص 256.
[7] لسان العرب، ج 4، ص 423؛ المفردات فی غریب القرآن، 461؛ التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، ج 6، ص 99 و 100، مفردة «الشّکر».
[8] لسان العرب، ج 4، ص 423.
[9] البقرة، 158 و فاطر، 30.
[10] الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، ج 1، ص 8 و 9.
[11] مجمع البحرین، ج 3، ص 39، مفردة «الحمد».