بحث متقدم
الزيارة
5161
محدثة عن: 2009/08/08
خلاصة السؤال
ما هی الحکمة ـ بالمنظار الفقهی ـ فی التفاوت بین قیمة النقد و النسیئة؟
السؤال
ما هی الحکمة ـ بالمنظار الفقهی ـ فی التفاوت بین قیمة النقد و النسیئة؟ و هل أن عبارة «للأجل قسط من الثمن» یمثل مبنىً فقهیاً؟ فهل یرى الإسلام قیمة مستقلة لعامل الزمن؟
الجواب الإجمالي

البیع و الشراء یقسم إلى اربعة أقسام: الکالی بالکالی، النقد، النسیئة، و السلم (السلف). اما بیع الکالی بالکالی فهو أن یکون کل من الثمن و المثمن مؤجلا، کبیع الدین بالدین‏، و هذا القسم باطل بلا خلاف. و اما المعاملة النقدیة: فهی التی یدفع فیها الثمن و المثمن دون فاصلة زمنیة، أما النسیئة فیکون فیها المثمن (المتاع) موجوداً و یسلم إلى المشتری فی الحال، فی حین یبقى الثمن فی ذمة المشتری لفترة زمنیة یتفق علیها الطرفان. و اما السلم (السلف) فعلی العکس من النسیئة حیث یقدم الثمن ویوجل المثمن.

و على أساس قاعدة «للأجل قسط من الثمن» و هی قاعدة عرفیة یقرها الشرع، ففی معاملة النسیئة و السلم یبقى مقدار من الثمن او المثمن مقابل مهلة تعین، و لهذا السبب إذا کانت قیمة البضائع فی بیع النسیئة أعلى منها فی حالة النقد فلا إشکال فی البیع. و کذلک یصح اذا کانت قیمة البضائع فی السلم (السلف) اقل من قیمتها فی المعاملة النقدیة.

الجواب التفصيلي

البیع و الشراء یقسم إلى أربعة أقسام: بیع الکالی بالکالی(بیع الدین بالدین)، النقد، النسیئة و السلم (السلف). اما بیع الکالی بالکالی فهو أن یکون کل من الثمن و المثمن مؤجلا، کبیع الدین بالدین‏، و هذا القسم باطل بلاخلاف[1] و المعاملة النقدیة: یدفع فیها الثمن و المثمن دون فاصلة زمنیة[2]، أما النسیئة فیکون فیها المثمن (المتاع) موجوداً و یسلم إلى المشتری فی الحال، فی حین یبقى الثمن فی ذمة المشتری لفترة زمنیة یتفق علیها الطرفان[3]. و اما السلم (السلف) فعلی العکس من النسیئة حیث یقدم الثمن ویوجل المثمن.

و على أساس قاعدة «للأجل قسط من الثمن» و هی قاعدة عرفیة یقرها الشرع، ففی معاملة النسیئة و السلم یبقى مقدار من الثمن او المثمن مقابل مهلة تعین، و لهذا السبب إذا کانت قیمة البضائع فی بیع النسیئة أعلى منها فی حالة النقد فلا إشکال فی البیع. و کذلک یصح اذا کانت قیمة البضائع فی السلم (السلف) اقل من قیمتها فی المعاملة النقدیة.

و لذلک فإن الاختلاف بین النقد و النسیئة یکمن فی المدة الزمنیة التی یتأخر فیها الثمن بید المشتری و لا یصل بید البائع إلا بعد زمن و لذلک نجد أن البعض یبیع الحاجة بعشرة دنانیر فی حال النقد و لکنه یبیعها بعشرین دیناراً فی حال النسیئة و أن المشتری یشتری البضاعة نسیئة «مؤجلاً» و هذا البیع صحیح[4]. و دلیل صحة هذه المعاملة القاعدة التی تقول «للاجل قسطٌ من الثمن» و هی قاعدة عرفیة یستند علیها فی الکتب الفقهیة و معناها: بما أن للزمان دخلا فی بیع النسیئة، فإن ثمن المبیع یکون مقدار منه مقابل الثمن، و مقدار آخر مقابل الزمن، و شروط صحة هذه المعاملة أن یکون الاجل معلوماً عرفاً؛ بحیث یخرج عن الغرر بنظر العرف، کشهر، أو سنة[5]. و علیه ففی بیع النسیئة یکون للزمان الذی یبقى به الثمن فی ید المشتری قیمة إضافیة لا بد أن یدفعها المشتری إلى البائع، و لعل الحکمة فی ذلک هو حمایة البائع من أن یصاب بالضرر، و لذلک وضع مقدار من الثمن مقابل فترة تأجیل دفعه.



[1] جامع الشتات فی أجویة السؤالات(للمیرزا القمی)، ج‏2، ص: 145.

[2]الإمام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج1، ص507، مؤسسة تنظیم و نشر آثار الإمام الخمینی، قم، 1412 قمری.

[3]الأنصاری، محمد علی، موسوعة الفقیه، ج7، ص416، مجمع الفکر الإسلامی،......

[4]الإمام الخمینی، کتاب البیع، ج5، ص503، مؤسسة تنظیم و نشر آثار الخمینی، الطبعة الثانیة، 1384 شمسی.

[5]الأنصاری، محمد علی، موسوعة الفقیه، ج7، ص416 و417؛ الطباطبائی، السید علی، ریاض المسالک، ج8، ص213، مؤسسة النشر الإسلامی، الطبعة الأولى، 1419 قمری؛ الإمام الخمینین کتاب البیع، ج5، ص493 إلى 503.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...