بحث متقدم
الزيارة
6830
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
إذا کنت أنا فقیراً فهل تشملنی الزکاة؟ و هل یجوز لی أن أدفع مبلغ الزکاة الی صدیق فقیر؟ و هل یجوز لی دفع الزکاة تالی شخص غیر مسلم؟
السؤال
إذا کنت أنا فقیراً فهل تشملنی الزکاة؟ و هل یجوز لی أن أدفع مبلغ الزکاة الی صدیق فقیر؟ و هل یجوز لی دفع الزکاة تالی شخص غیر مسلم؟
الجواب الإجمالي

ورد فی التعریف اللغوی للفقیر: أنه الشخص الذی کسرت فقاره. و المسکین أیضاً بمعنی الفقیر، غیر أنه فی الواقع أسوأ حالاً من الفقر.[1]

و فی الاصطلاح الشرعی یطلق الفقیر علی من لا یمتلک مؤونة سنته. فالشخص الذی یملک أرضاً أو مالاً، یمکنه أن یحصل منه علی مؤونة سنته فإنه لا یعدّ فقیراً.[2]

یقول القرآن الکریم حول دفع الزکاة: "إنما الصدقات للفقراء و المساکین و العاملین علیها و المؤلفة قلوبهم و فی الرقاب و الغارمین و فی سبیل الله و ابن السبیل فریضة من الله و الله علیم حکیم".[3]

و یقول مراجع التقلید المحترمون و منهم الامام الخمینی (قدس) حول مصرف الزکاة: فی أصناف المستحقین للزکاة و مصارفها

و هی ثمانیة: الأول و الثانی- الفقراء و المساکین، و الثانی أسوأ حالا من الأول، و هم الذین لا یملکون مئونة سنتهم اللائقة بحالهم لهم و لمن یقومون به لا فعلا و لا قوة، فمن کان ذا اکتساب یمون به نفسه و عیاله على وجه یلیق بحاله لیس من الفقراء و المساکین، و لا تحل له الزکاة، و کذا صاحب الصنعة و الضیعة و غیرهما مما یحصل به مئونته، و لو کان قادرا على الاکتساب لکن لم یفعل تکاسلا فلا یترک الاحتیاط بالاجتناب عن أخذها و إعطائها إیاه، بل عدم الجواز لا یخلو من قوة.

الثالث- العاملون علیها و هم الساعون فی جبایتها المنصوبون من قبل الامام علیه السلام أو نائبه لأخذها و ضبطها و حسابها، فان لهم من الزکاة سهما لأجل عملهم و إن کانوا أغنیاء، و الامام علیه السلام أو نائبه مخیر بین أن یقدر لهم جعالة أو أجرة عن مدة مقررة و بین أن لا یجعل لهم جعلا فیعطیهم ما یراه، و الأقوى عدم سقوط هذا الصنف فی زمان الغیبة مع بسط ید الحاکم و لو فی بعض الأقطار.

الرابع- المؤلفة قلوبهم، و هم الکفار الذین یراد ألفتهم إلى الجهاد أو الإسلام، و المسلمون الذین عقائدهم ضعیفة، فیعطون لتألیف قلوبهم، و الظاهر عدم سقوطه فی هذا الزمان.

الخامس- فی الرقاب، و هم المکاتبون العاجزون عن أداء مال الکتابة و العبید تحت الشدة بل مطلق عتق العبد، سواء وجد المستحق للزکاة أم لا فهذا الصنف عام لمطلق عتق الرقبة، لکن یشترط فی المکاتب العجز المذکور.

 السادس- الغارمون، و هم الذین علتهم الدیون فی غیر معصیة و لا إسراف و لم یتمکنوا من وفائها و لو ملکوا قوت سنتهم.

السابع- فی سبیل اللَّه، و لا یبعد أن یکون هو المصالح العامة للمسلمین و الإسلام، کبناء القناطر و إیجاد الطرق و الشوارع و تعمیرها، و ما یحصل به تعظیم الشعائر و علوّ کلمة الإسلام، أو دفع الفتن و المفاسد عن حوزة الإسلام و بین القبیلتین من المسلمین و أشباه ذلک، لا مطلق القربات کالإصلاح بین الزوجین و الولد و الوالد.

الثامن- ابن السبیل، و هو المنقطع به فی الغربة و إن کان غنیا فی بلده إذا کان سفره مباحا، فلو کان فی معصیة لم یعط، و کذا لو تمکن من الاقتراض و غیره، فیدفع الیه منها ما یوصله إلى بلده على وجه یلیق بحاله و شأنه، أو إلى محل یمکنه تحصیل النفقة و لو بالاستدانة، و لو وصل إلى بلده و فضل مما أعطی شی‏ء و لو بسبب التقتیر على نفسه أعاده على الأقوى حتى فی مثل الدابة و الثیاب و نحوها، فیوصله إلى الدافع أو وکیله، و مع تعذره أو حرجیته یوصله إلى الحاکم، و علیه أیضا إیصاله إلى أحدهما أو الاستئذان من الدافع فی صرفه على الأحوط لو لم یکن الأقوى..[4]

و بناءً علی هذا فإن الإسلام اعتبر البعض مستحقاً للزکاة و من هؤلاء: الفقیر و المسکین. و المصداق الآخر من مصادیق دفع الزکاة: هو غیر المسلمین الذین یکون دفع الزکاة لهم موجباً لاستمالتهم الی الإسلام. و یقول الفقهاء أیضاً حول دفع الزکاة لغیر المسلمین: "دفع الزکاة لغیر المسلمین إذا کان موجباً لاستمالتهم الی الإسلام أو إعانتهم المسلمین فی العلاقات و فی الحروب المحتملة، فهو جائز.[5]



محمد عبد الرحمن، معجم المصطلحات و الألفاظ الفقهیة، ج3، ص50-51.[1]

الحائری الیزدی، السید محمد کاظم، العروة الوثقی(المحشی)، ج4، ص99. [2] 

التوبة، 60. [3] 

توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج2، ص141؛ وانظر تحریر الوسیلة، ج 1، ص333- 338 [4] 

 الاراکی، محمد علی، المسائل الواضحة، ج1، ص334، مکتب الإعلام الإسلامی، قم 1414 هـ.ق. [5]

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257251 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113246 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49741 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...