Please Wait
6936
إن نظریة ولایة الفقیه نظریة قدیمة و أصیلة فی عقائد الشیعة. فقد طرحت مباشرة بعد عصر انتهاء الغیبة الصغرى و بدء الغیبة الکبرى فی سنة 326 هـ. حیث تصدى بعض العلماء الکبار کالشیخ الصدوق (م 381 هـ.) و الشیخ المفید (م 413 هـ.) و السید المرتضى (م 436 هـ) و الشیخ الطوسی (م 460 هـ) لتحمل أعباء المجتمع الإسلامی فی أمر تعلیم المعارف الإسلامیة حسب ما یقتضیه الزمان و المکان. فقد دافعوا عن الحقائق النورانیة للإسلام أمام هجمات الأعداء بشکل رائع. أما لماذا کان الفقهاء یمارسون الولایة قبل الثورة الإسلامیة فی إیران بشکل محدود، فالسبب فی ذلک هو أنه قبل الثورة الإسلامیة و فی کل المقاطع التاریخیة التی لم تقم فیها حکومة إسلامیة، کان الفقهاء و علماء الدین یمارسون ولایتهم فی دائرة وسعهم و قدرتهم فقط. و من المسلم أن ظروف المرحوم المیرزا الشیرازی لم تبلغ الدرجة التی تسمح له أن یمارس الولایة على نطاق واسع و یؤسس حکومة إسلامیة.
إن نظریة ولایة الفقیه منبثقة من صلب تعالیم أئمة أهل البیت (ع). مباشرة بعد انتهاء عصر الغیبة الصغرى و حلول عصر الغیبة الکبرى فی سنة 326 هـ. تصدى بعض العلماء الکبار من کالشیخ الصدوق (م 381 هـ.) و الشیخ المفید (م 413 هـ.) و السید المرتضى (م 436 هـ) و الشیخ الطوسی (م 460 هـ) لتحمل أعباء المجتمع الإسلامی فی أمر تعلیم المعارف الإسلامیة حسب ما یقتضیه الزمان و المکان. فقد دافعوا عن الحقائق النورانیة للإسلام أمام هجمات الأعداء بشکل رائع. و کان من أهمّ نشاطات هؤلاء العلماء الاجتهاد فی الفقه، تبیین أصول العقائد والأخلاق والتاریخ، تفسیر القرآن، تدریس العلوم الإسلامیة، تبلیغ الدّین، تربیة المجتمع الدینی، تهذیب أخلاق الناس و مقاومة الظلم و الاستبداد. فی زمن الغیبة الکبرى تصدى العلماء و الفقهاء الکبار لتولی إدارة شؤون المجتمع الشیعی و من أقدم هؤلاء العلماء هو المرحوم الشیخ المفید (413 هـ ) الذی لازالت نظریاته موجودة فی هذا المجال. إنه من کبار فقهاء الشیعة فی القرنین الرابع و الخامس الهجریین، فان جمیع نظریاته و آلرائه تدل على قبوله مبدأ ولایة الفقیه و أن الفقهاء ینوبون عن الأئمة (علیهم السلام) فی زعامة المجتمع الإسلامی فی عصر الغیبة، و لا تزال کلماته هذه تتألق رغم مرور أکثر من ألف سنة علیها، و بالرغم من أن البعض لا یرون ألقها هذا أو لا یریدون رؤیته.[1]
ثم قام علماء آخرون بعد الشیخ المفید ببحث ولایة الفقیه واحداً تلو الآخر و تعیین حدودها و صلاحیاتها. و یمکن الإشارة الی بعض منهم ، و هم: الشیخ أبو الصلاح الحلبی (ت: 447 هـ)، ابن ادریس الحلی (ت: 598 هـ)، المولی أحمد المقدس الاردبیلی (ت: 990 هـ)، جواد بن محمد الحسینی العاملی (ت: 1226 هـ)، الملا أحمد النراقی (ت: 1245 هـ)، میر فتاح عبد الفتاح بن الحسینی المراغی (ت: 1266، 1274، هـ)، الشیخ محمد حسن النجفی، صاحب الجواهر (ت: 1266 هـ)، الشیخ مرتضی الأنصاری (ت: 1281 هـ)، الحاج رضا الهمدانی (ت: 1322 هـ)، السید محمد بحر العلوم (ت: 1326 هـ)، آیة الله البروجردی (ت: 1382 هـ.ق)، آیة الله الشیخ مرتضی الحائری (ت: 1362 هـ.ش)، الإمام الخمینی (ت: 1368 هـ.ش)[2].
کما أن آراء الشهید الأول و الشهید الثانی[3] و العلامة المجلسی[4] فی باب ولایة الفقیه موجودة أیضا.
إذن نظریة ولایة الفقیه نظریة قدیمة و أصیلة فی عقائد الشیعة.
أما أنه هل یمکن تعدد ولایة الفقیه أم لا، فراجع سؤال 1439 (الموقع: 1445).
بالنسبة إلى ضیق نطاق الولایة التی کان یمارسها الفقهاء قبل الثورة الإسلامیة فی إیران، فالسبب فی ذلک هو أنه قبل الثورة الإسلامیة وفی کل المقاطع الزمنیة التی لم تقم فیها حکومة إسلامیة، کان الفقهاء و علماء الدین یمارسون ولایتهم فی دائرة وسعهم و قدرتهم فقط. و هذا ما یصدق حتى على شخص النبی (ص) و الأئمة المعصومین (ع). إن أئمة أهل البیت (ع) و إن کانت لهم ولایة باطنیة على جمیع العالم و لکن بالنسبة إلى ممارسة الولایة بین الناس فکانت تحکمهم الظروف و التحولات و مدى عدم تعرّض الحکّام لهم.
من جملة فقهاء تاریخ الإسلام الذین مارسوا ولایتهم، هو المرحوم المیرزا الشیرازی الذی استخدم صلاحیته و ولایته و أصدر فتواه المشهورة فی تحریم استعمال التنباک.
من المسلم أن ظروف المرحوم المیرزا الشیرازی لم تبلغ الدرجة التی تسمح له أن یمارس الولایة على نطاق واسع و یؤسس حکومة إسلامیة.
إذن قبل الثورة الإسلامیة وفی تاریخ الشیعة کان الکثیر من الفقهاء من أمثال الشیخ الصدوق و الشیخ المفید و السید المرتضى و الشهید الأول و الشهید الثانی و العلامة المجلسی یؤمنون بنظریة ولایة الفقیه و یمارسونها. و بما أنه کان یعمل بفتاواهم فی مناطق مختلفة و کانت متفقة فی الغالب، قد کان یصادف لعدة فقهاء فی بدل واحد مثل إیران أن یمارسوا و لایتهم معا و یصدروا أحکاماً ولائیة.
[1]- الموضوع: ولایة الفقیه و الشیخ المفید، سؤال 244.
[2]- الموضوع: ولایة الفقیه و العلماء(1و 2)، سؤال 245 و 246.
[3] لقد ذکر الشهید الثانی آرائه الفقهیة و السیاسیة فی شرح "اللمعة الدمشقیة" بشکل مفصل. و إلیک نموذجین من هذه الموارد:
ألف. یرى الشهید الثانی تبعا للشهید الأول أن القضاء فی زمن الغیبة من وظائف الفقیه الجامع للشرائط. حیث یعتقدان أن من حق الفقهاء أن ینفذوا حدود الله إن لم یتضمن التنفیذ ضررا و بشرط أن تتوفر لهم شروط الإفتاء من الإیمان و العدالة و العلم بأحکام الشریعة. و کذلک یعتقد الشهید الثانی أن مبادرة الفقیه بتسلّم القضاء و تنفیذ الحدود الشرعیة، لم توقعه فی عمل محرم و کانت له القدرة على الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر فهی واجبة. و عند ذلک یجب على الناس أن یراجعوه و یخضعوا لرأیه و یتبعوا فتاواه. و قد شجعت هذه النظریة الفقهاء على تسلّم مناصب القضاء من قبل الحکومة الصفویة.
ب. الشهید الثانی هو أول مرجع لم یفت بحرمة صلاة الجمعة فی زمن الغیبة و لم یفت بوجوبها التخییری، بل أفتى بوجوبها العینی. راجع: شیرودی، مرتضی، اندیشه سیاسی مسلمانان، ص 145.
[4] شیرودی، مرتضی، اندیشه سیاسی مسلمانان، ص 148.