بحث متقدم
الزيارة
5927
محدثة عن: 2011/01/31
خلاصة السؤال
هل وقع غصب فدک قبل إحراق البیت أم بعده؟
السؤال
متى وقع غصب فدک هل وقع قبل إحراق بیت فاطمة (ع) أو قبل؟ و ما هی الفترة الزمنیة التی تفصل بینه و بین رحیل النبی الاکرم (ص)؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

من اقدم الحرکات التی قام بها عمر بن الخطاب و الخلیفة الاول الاقدام على غصب فدک و احراق بیت فاطمة (ع) و قد وقع هذا الفعل بعد رحیل الرسول الاکرم (ص) بفترة قصیرة جداً، لکن التأریخ لم یذکر لنا أی الواقعتین هی الاولى؛ لکن یمکن القول بالنسبة الى احراق بیت فاطمة (ع) أنه جاء فی المصادر التاریخیة لاهل السنة بالنحو التالی: "... ثم إن أبا بکر بعث عمر بن الخطاب إِلى علی و من معه لیخرجهم من بیت فاطمة رضی الله عنها، وقال: إِن أبوا علیک فقاتلهم. فأقبل عمر بشیء من نار على أن یضرم الدار، فلقیته فاطمة رضی الله عنها و قالت: إِلى أین یا ابن الخطاب؟ أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا فیما دخل فیه الأمة...."[1]

و کذلک ورد عن الامام الصادق (ع) الحدیث عن غصب فدک بالنحو التالی: "عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا بُویِعَ أَبُو بَکْرٍ وَ اسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ عَلَى جَمِیعِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ، بَعَثَ إِلَى فَدَکَ مَنْ أَخْرَجَ وَکِیلَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّه مِنْهَا."[2]

هذه قرینة تکشف عن تقدم الغصب على إحراق البیت، و هناک قرینتان اخرییان یمکن الاشارة الیهما هنا بنحو مختصر.

الاولى: یحدثنا التاریخ بانه لما منع الخلیفة الاول فاطمة (س) حقها وغصب فدکا و اخرج عمالها منها تقدمت الزهراء (ع) بالشکوى من هذا الامر و اعترضت على هذا العمل کما فی خطبتها المعروفة و التی تقول فیها: "لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکْرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَکَ، لاثَتْ خِمَارَهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیُولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیَتُهَا مِشْیَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکْر...".[3] و قد رد علیها ابو بکر بالعبارة التی نسبها الى النبی (ص) "نحن معاشر الانبیاء لانورث ما ترکناه صدقة" و هذا یکشف عن کون القضیة ما زالت لم تتأزم بعد الى حد التجاسر المعروف باحراق الدار.

الثانیة: من المتعارف فی الاوساط السیاسیة أن رجال السیاسة یحاولون التدرج فی المواجهة مع المعارضة خشیة ردة فعل الجماهیر، و بما أن للزهراء (س) منزلة کبیرة فی اوساط المسلمین من هنا یکون الاقدام على احراق بیتها مباشرة أمراً لایستسیغه الشارع و الجماهیر و لایوجد مبرر له، کما لا یمکن التعتیم علیه بحدیث موضوع کما فی قضیة غصب فدک فهل یستطیعون القول بان النبی الاکرم (ص) امر باحراق بیتها مثلا!!!؛ من هنا نرى ان طبیعة الامور تقتضی تقدم الغصب على الاحراق.

اما بالنسبة الى تحدید ذلک بالایام فغیر ممکن لان المصادر التی تعرضت لذلک لم تذکره و انما یمکن القول انه لایتجاوز الشهر او الشهرین مقارنة بالفترة التی عاشتها فاطمتها سلام الله بعد ابیها.

لمزید الاطلاع على غصب فدک انظر السؤال رقم 3425 (الرقم فی الموقع: 4214).

 



[1] ابو الفداء،المختصر فی اخبار البشر(تایخ ابوالفداء)،ج1،ص107، باب اخبار ابی بکر الصدیق وخلافته؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید،ج2،ص73 (برنامج المکتبه الشامله)

[2] بحارالانوار، ج‏29، ص 127، حدیث 27 (نسخه معجم موضوعی بحار الانوار).

[3] العلامة المجلسی، بحار الانوار، ج29، ص216، نشر مؤسسة الوفاء بیروت. و قد نقلت خطبة الزهراء (س) فی کثیر من المصادر السنیة منها: بلاغات النسأ، تألیف   أبی الفضل أحمد بن أبی طاهر، المعروف بابن طیفور، (204 - 280هـ)؛ ـ السقیفة و فدک، تألیف أحمد بن عبدالعزیز الجوهری، من محدثی أهل السنة فی القرن الثانی الهجری؛ ـ مقاتل الطالبیین، تألیف أبی الفرج الاصفهانی و غیر ذلک من المصادر.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279422 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257170 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128118 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113186 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88976 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59797 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56845 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49697 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...