Please Wait
6113
یجب أن یتم اختیار الدین و العقائد عن طریق العقل و المنطق و البحث عن الحقیقة و یجب أن یکون بانتخاب الشخص نفسه. فلابد للإنسان من أن یحقق فی الأصول العقائدیة و یختار الحق بعد ما ینکشف إلیه. و لا یجوز أن یصبح الدین و المذهب وراثیا. و علیه فلا یجوز التقلید فی أصول الدین. [1] لأن الدین و المذهب و العقیدة من المسائل القلبیة فیجب أن یختارها الإنسان بنفسه و لا یمکن أن تکون وراثیة بحال من الاحوال. و لکن أیة زلة و انحراف فی هذا المجال تؤدی إلى الهلاک الأبدی، فیجب على الإنسان أن یختار إمامه و معتقده الدینی بکل دقة و تأمل و امعان و أن یسأل الله التسدید و التوفیق فی هذا الطریق. یقول الله سبحانه: "یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم" [2] إذن ستقف کل أمة یوم القیامة خلف من اقتدت به فی الدنیا و جعلته إماماً و قائداً لها.
ولاریب انه ستنعکس العلاقة بین القائد و أتباعه فی الآخرة تماما و سیمتاز أهل النجاة عن أهل العذاب هناک. فأولئک الذین آمنوا بولایة الأنبیاء و أوصیائهم فی کل زمان، سیحشرون مع أئمتهم، و أما أولئک الذین اختاروا قیادة الشیطان و الأئمة الغاصبین و الظالمین فسیحشرون معهم. إن القرآن قد قسم الأئمة إلى فئتین: فئة أئمة النور و الهدى حیث قال عنهم "أئمة یهدون بأمرنا" [3] فهؤلاء یدعون الناس إلى الله سبحانه، و بالتالی سیأخذون بأیدی أتباعهم إلى الجنة و رضوان الله. و أما الفئة الأخرى فهم أئمة النار حیث عرفهم القرآن "أئمة یدعون إلى النار" [4] فهؤلاء یسوقون الناس و أتباعهم إلى جهنم. فیجب على الإنسان العاقل أن یفکر و یبذل کل جهده لمعرفة أئمة الحقّ و أن لا ینقاد عن جهل إلى أشخاص یسوقون أنفسهم و أتباعهم إلى جهنم، إذ قد نقلت الشیعة و السنة عن النبی (ص) أنه قال: "مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً" [5]
فعلى أساس ما سبق، نحن نعتقد أن من خرج بنتیجة قطعیة على أفضلیة أی مذهب إسلامی أو غیر إسلامی على مذهب التشیع من خلال المطالعة و التحقیق، فهو سوف یؤمن فی قرار قلبه و ضمیره بذلک المذهب بشکل تلقائی من دون حاجة إلى سؤال، حتى و إن لم یظهر ذلک، و لکن نحن نؤمن بأنه إذا حقق و بحث بشکل جید و وفقا لاصول البحث العلمی الموضوعی الذی یعتمد على المقدمات و الخطوات الصحیحة فانه سوف لن یعرض عن التشیع أبداً بل سیزداد ایماناً و رسوخاً و ذلک بسبب أن مبادئ التشیع فی غایة الإحکام و الإتقان.
علما ان الخارج عن التشیع و المنتقل الى مذهب آخر من المذاهب الاسلامیة یبقى فی دائرة المسلمین و لکنه یخرج عن دائرة التشیع و القول بامامة أهل البیت (ع).
للحصول على المزید من المعلومات راجع المواضیع التالیة:
أسباب أفضلیة التشیع، 1107 (الموقع: 1670)
سؤال 1270 (الموقع: 2480) (مواصفات الشیعة) .
سؤال 487 (الموقع: 528) (أسباب تکون الفرق الإسلامیة).