Please Wait
8782
إن الاستغفار و طلب المغفرة من الله تعالى عمل حسن جدا و یحکی عن خضوع الإنسان و خشوعه لخالق الکون و قد أوصینا به فی روایات عدیدة. أما عدد المرات التی یجب أن یکرر ذکر الاستغفار، فقد أشارت بعض الروایات على أن یکرر مئة مرة[1] و فی بعضها الآخر سبعین مرة[2]، لکن یبدو أنه غیر محدود بعدد خاص و مهما ازداد الإنسان فی التکرار فهو الأرجح.
و یجب بالتأکید أن یلتفت الإنسان أثناء الذکر إلى حقیقة الذکر و عمق الدعاء و الى ما علیه الانسان الداعی و المستغفر، کما هو المطلوب فی باقی الأذکار.
و لهذا قد جعل أمیر المؤمنین (ع) ستة شروط لذکر الاستغفار و الوصول إلى درجاته العالیة: 1ـ الندم على ما أسلف. 2ـ العزم على عدم تکرار الذنب. 3ـ أداء ما ضیّع من حقوق الناس. 4ـ أن یؤدی و یقضی ما فاته من الواجبات. 5ـ أن یذیب لحمه النابت من الحرام بالحزن. 6ـ أن یذیق الجسم ألم الطاعة کما أذاقه لذة المعصیة. [3]
[1]. الکلینی، أبو جعفر محمد بن یعقوب الکافی،ج2 ص 440،حدیث1. مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی کُلِّ یَوْمٍ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ سَبْعَمِائَةِ ذَنْبٍ وَ لَا خَیْرَ فِی عَبْدٍ یُذْنِبُ فِی کُلِّ یَوْمٍ سَبْعَمِائَةِ ذَنْبٍ. دارالکتب الاسلامیه، طهران، 1365ش.
[2]. الصدوق ، من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 489، حدیث 1405. وَ رَوَى عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (ع) أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ فِی وَتْرِهِ إِذَا أَوْتَرَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ سَبْعِینَ مَرَّةً وَ وَاظَبَ عَلَى ذَلِکَ حَتَّى تَمْضِیَ سَنَةٌ کَتَبَهُ اللَّهُ عِنْدَهُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِینَ بِالْأَسْحَارِ وَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ". انتشارات جامعه مدرسین حوزه علمیه قم،1413ق.
[3] العاملی، الشیخ الحر، وسائلالشیعة ج 16 ص78 ،حدیث 21028، مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الرَّضِیُّ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) أَنَّ قَائِلًا قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَقَالَ: ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ أَ تَدْرِی مَا الِاسْتِغْفَارُ الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّیِّینَ وَ هُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ أَوَّلُهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى وَ الثَّانِی الْعَزْمُ عَلَى تَرْکِ الْعَوْدِ إِلَیْهِ أَبَداً وَ الثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّیَ إِلَى الْمَخْلُوقِینَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْلَسَ لَیْسَ عَلَیْکَ تَبِعَةٌ وَ الرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى کُلِّ فَرِیضَةٍ عَلَیْکَ ضَیَّعْتَهَا فَتُؤَدِّیَ حَقَّهَا وَ الْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِی نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِیبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى یَلْصَقَ الْجِلْدُ بِالْعَظْمِ وَ یَنْشَأَ بَیْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِیدٌ وَ السَّادِسُ أَنْ تُذِیقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ کَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِیَةِ فَعِنْدَ ذَلِکَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ".انتشارات آل البیت.