بحث متقدم
الزيارة
4859
محدثة عن: 2011/08/20
خلاصة السؤال
ما هی الشرائط المذکورة فی الکتب الفقهیة لاعتبار وثیقة المکاتبة؟
السؤال
1- وثیقة المکاتبة المذکورة فی المعاملات، الی أی حد تکون ملزمة شرعاً؟
2- إذا کان مکتوباً فی ضمن وثیقة المکاتبة (إذا نکل أحد الطرفین عن المعاملة یکون ملزماً بدفع مبلغاً معیّناً للطرف الآخر) فإذا نکل البائع مثلاً و کان مستعداً لدفع المبلغ المذکور ضمن المکاتبة، فهل للمشتری حق فی عدم القبول و ارادة تمام المعاملة أم لا؟ و بتعبیر آخر، هل أن قبول هذا الشرط الموجود فی ذیل المکاتبة من قبل الطرفین، متوقف علی رضا الطرف المقابل أم لا؟
الجواب الإجمالي

فی رأی الإسلام، ایجاب المعاملة و لزومها لا یحتاج الی کتابة عقد أو سند أو أی شیء آخر من هذا القبیل، بل یکفی قراءة صیغة العقد فی إحدی العقود الشرعیة، أو یحصل تبادل بعض الکلمات بینهم الدالة علی رضا الطرفین بهذا العقد، فهذا یکفی فی دلالته علی انعقاد العقد و لزومه (إذا کان من العقود اللازمة) و یجب علی الطرفین أن یلتزموا بمفاده، فإذا زید علی هذا التعهد الشفهی بمکاتبة، فستکون تأکیداً علیه لیس أکثر.

و هذه الشروط التی تکون ضمن العقد سواء أکانت (شفهیة أم کتبیة) تکون ملزمة و واجبة إذا لم تکن مخالفة للشرع، و لم تکن مخالفة لمقتضی هذا العقد و المعاملة، و کان الطرفان راضیین بها.

یقول الإمام الخمینی فی جوابه عن هذا السؤال: "توجد اتفاقیة متداولة بین المراجعین و الدلالین بإسم (القولنامة) و علی أساسها یُعیّن المبلغ بحیث لو فسخ أحد الطرفین المعاملة و لم یکن مستعداً لدفع هذا المبلغ، هل یجب الالتزام بهذه الاتفاقیة؟

أجاب(ره): لا یجب ذلک، إلّا إذا حصلت المعاملة حین المکاتبة و قُیّدت بالشرط المذکور.[1]

لذلک فلا اعتبار للمکاتبات التی تحصل بدون انعقاد عقد و معاملة شرعیة، و توضع فیها شروط لم تکن برضا الطرفین، حتی لو ذُکرت بالمکاتبة. مع هذا استفتینا هذا السؤال من مکاتب المراجع العظام و حصلنا علی هذه الأجوبة:

-مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):

1- إذا کانت المعاملة حائزة علی الشروط الموجودة فی الرسائل العملیة، فالعمل بها واجب.

2- إذا لم یرض الطرف المقابل لا یُمکن مطالبته بأی شیء.

-مکتب آیة الله العظمی السید السیستانی (مد ظله العالی):

1- للمعاملة اعتبار شرعی إذا کانت بقصد انشاء البیع.

2- إذا کان بعنوان الغرامة لا یجوز، و إذا کان بعنوان شرط الخیار فلا إشکال فیه.

-مکتب آیة الله العظمی الشیخ المکارم الشیرازی (مد ظله العالی):

تکون وثیقة المکاتبة سنداً معتبراً عرفاً و شرعاً، متی ما کانت بصورة البیع القطعی و قد وقع علیها الطرفان، و عندئذٍ یجب العمل بکل شرط مکتوب فیها و قد قبل به الطرفان.

-مکتب آیة الله العظمی الشیخ صافی الگلپایگانی (مد ظله العالی):

1- وثیقة المکاتبة (القولنامة) معتبرة شرعاً بشرائطها. 2- إذا کانت المکاتبة علی طریقة حق النکول فالشرط الموجود فی السؤال لیس صحیحاً، و أخذ المال المشترک کحق للنکول لیس له أی وجه شرعی. نعم إذا اُشترط ضمن المعاملة أن یکون لأیّ من الطرفین حق فسخ المعاملة لمدة شهر واحد مثلاً بعد انعقادها إذا اعطی مبلغاً معیّناً، فیکون عندئذٍ کخیار ردّ الثمن و یحق لکل من الطرفین (البائع و المشتری) فسخ المعاملة إذا اعطی هذا المبلغ و إلّا فلا.

جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی (دامت برکاته) کالآتی:

1- إذا کانت المکاتبة متضمنة لتعهدات من الطرفین –و ظاهراً هی هکذا- یجب علیهما الالتزام بها. الّا إذا کان بعضها مخالف للشرع فیکون العمل بها عندئذٍ غیر جائز.

2- الشرط المذکور فی السؤال و هو: (إذا لم یلتزم أحد الطرفین بالمعاملة و نکل عنها، یکون ملزماً بدفع مبلغ معیّن للطرف الآخر) و الذی یسمی فی الروایات بـ «العربون»، لیس له أی مشروعیة و لا یحق للطرف الآخر أخذه.

3- قبول الشخص بمعاملة مشتملة علی عدة شروط، یعنی قبول کل شروطها، إلّا إذا ذکر ضمن العقد أن هذا المورد لا یقبل به أو یُقبل به مشروطاً. طبعاً إذا لم یقبل به أصلاً یُعتبر العقد غیر منعقد بالنسبة لهذا الشرط. أما إذا لم یستطع إثبات ذلک و قد کتبت المعاملة علی أساس التفاهم، یُحکم بقبولها.

 



[1]  توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج2، ص811، سؤال 74.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280455 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259110 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129804 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116173 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89692 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61302 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57467 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52073 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48112 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...