Please Wait
2787
لقد قدم المؤرخون نظريات مختلفة حول الأصل التاريخي للتشيع وظهوره.[1] أمّا الشیعة الإمامیة فإنهم يعتقدون أنّ البذرة الأولى للتشيع، قد بذرها الله تعالی في القرآن الكريم، وسقاها النبي الأکرم(ص) أثناء رسالته.[2] لذلك، فإنّ هذه الشجرة الطیبة قد أثمرت خلال عصر النبي(ص) ولهذا السبب، كان بعض الصحابة کسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ومقداد بن أسود، معروفين في عهد النبي(ص) بهذا الوصف.
إنّ جمعا من الصحابة في زمن النبي(ص) بعدما سمعوا الآيات والروايات التي کانت في شأن إمامة الإمام علي(ع) و خلافته بعد رسول الله(ص)، آمنوا بإمامته وقبلوا زعامته وقیادته وأصبحوا من محبيه. و منذ ذلک الوقت عرف هذا الجمع من الصحابة باسم "شيعة علي(ع)". قد كتب ابن خلدون في هذا الصدد: "إنّ جماعة من الصحابة كانوا يتشيّعون لعليّ ويرون استحقاقه على غيره".[3]
وقيل أيضا: "أن جماعة من كبار الصحابة عرفوا بموالاة علي في عصر رسول اللّه(ص) مثل سلمان الفارسي القائل: بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب و الموالاة له. ومثل أبي سعيد الخدري الذي یقول: أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة. قيل: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب قيل له: وإنها لمفروضة معهن؟ قال: نعم هي مفروضة معهن. وأمثال أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس ابن سعد بن عبادة وكثير مثالهم».[4]
وایضا طبقا للروايات، أنّ رسول الله(ص) قد اعطی لقب "الشيعة" لأتباع الأمير المؤمنين علي(ع) فی حیاته. کما انّه اشار(ص) إلی الإمام علي بن أبي طالب(ع) بقوله: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ لَهُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَة».[5]
[1]. للمزید من الاطلاع راجع: الرضوانى، على اصغر، شيعه شناسى و پاسخ به شبهات، ج 1، ص 39 – 41، طهران، نشر المشعر، الطبعة الثانیة، 1384ش؛ «الفرق الأصلیة للشیعه»، السؤال 922
[2]. الطباطبائى، سیدمحمد حسین، الشيعة في الإسلام، ص 21، بیروت، بيت الكاتب، الطبعة الأولی، 1999م؛ السبحانی، جعفر، الأضواء على عقائد الشيعة الإمامية، ص 17 – 18، قم، مؤسسه امام صادق(ع)؛ الحکیم، سيد محمد باقر، الإمامة و أهل البيت النظرية و الإستدلال، ص 267، قم، المركز الإسلامي المعاصر، الطبعة الأولی، 1424ق.
[3]. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر(تاریخ ابن خلدون)، تحقيق، شحادة، خليل، ج 3، ص 215، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثانیة، 1408ق.
[4]. كُرْد عَلي، محمد بن عبد الرزاق، خطط الشام، ج 6، ص 245، دمشق، مكتبة النوري، الطبعة الثالثة، 1403ق.
[5]. ابن عقدة الکوفي، احمد بن محمد، فضائل أمیر المؤمنین(ع)، المحقق، حرز الدین، عبد الرزاق محمد حسین، ص 219، قم، دلیل ما، الطبعة الأولی، 1424ق؛ الشیخ الطوسی، محمد بن الحسن، الأمالی، ص 251، قم، دار الثقافة، الطبعة الأولی، 1414ق؛ للمزید من المعلومات راجع: «حقانیة الشیعه»،السؤال 1523
.