بحث متقدم
الزيارة
7397
محدثة عن: 2013/12/03
خلاصة السؤال
ما تفسیر الآیة "إنّ السّاعة آتیة أکاد أخفیها لتجزى کلّ نفس بما تسعى"؟
السؤال
ما تفسیر الآیة "إنّ السّاعة آتیة أکاد أخفیها لتجزى کلّ نفس بما تسعى"؟
الجواب الإجمالي
"الساعة" هو أحد أسماء یوم القیامة و قد عبّر القرآن عن یوم القیامة بالساعة فی 43 مرة.[1] منها، الآیة المبارکة " إنّ السّاعة آتیة أکاد أخفیها لتجزى کلّ نفس بما تسعى"[2] و المراد من الساعة فیها هو یوم القیامة.
یعتقد کثیر من العلماء ـ و على أساس روایة عن الإمام الصادق (ع)[3] ـ: أن جملة "أکاد أخفیها" نوع مبالغة و مفهومها هو: "أن تاریخ مجیئها خفیّ جدّاً، إلى حد أکاد أخفیها حتى عن نفسی و عندما سأل السائل کیف یخفیها عن نفسه قال: "جعلها من غیر وقت".[4]
إذن، فمعنى الآیة هو: یا موسى! إن یوم القیامة آتٍ لا محالة، لکنی أخفیت وقت مجیئه حتى على الأنبیاء، لأرى من سیؤمن بها و یستعدّ لها، على خفائها و غیابها، و من الذی لا یؤمن بهاو لا یستعدّ لها، و کلّ سأوصله إلى ما یستحقه.[5]
بعبارة أخرى، إن سبب خفاء یوم القیامة، هو، إن الله أراد أن یمیّز المخلصین عن غیرهم، لیصلّ کلٌ إلى جزاء سعیه و عمله.[6]
و من جهة أخرى: فإن کون الساعة مخفیة سیوجد نوعاً من حریة العمل للجمیع. فإن وقتها لما لم یکن معلوماً بدقة، و یحتمل أن یکون فی أی وقت و ساعة، فإن نتیجة هذا الخفاء هی حالة الإستعداد الدائم و التقبل السریع للبرامج التربویة.[7]
 

[1]  صادقی الطهرانی، محمد، الفرقان فی تفسیر القرآن بالقرآن، ج 12، ص 75، انتشارات منهج الإسلامی، قم، الطبعة الثانیة، 1365 ش.
[2]  طه، 15.
[3]  المجلسی،  محمد باقر، بحار الأنوار، ج 13، ص 89، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.
[4]  القمی، علی بن ابراهیم، تفسیر القمی، تحقیق: الموسوی الجزایری، سید طیب، ج 2، ص 60، دار الکتاب، قم، الطبعة الرابعة، 1367 ش، الطبرسی فضل بن حسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، مقدمة: البلاغی، محمد جواد، ج 7، ص 11، انتشارات ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372 ش، مکارم شیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 9، ص 533، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1374، ش، السیدة إصفهانی، سیدة نصرت أمین، مخزن العرفان فی تفسیر القرآن، ج 8، ص 162 ـ 163، نهضة النساء المسلمة، طهران، 1361 ش.
[5]  نجفی خمینی، محمد جواد، تفسیر السهل، ج 11، ص 283، انتشارات المکتبة الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1398 ق.
[6]  الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 14، ص 142، مکتب النشر الإسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق.
[7]  تفسیر الأمثل، ج 9، ص 534.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...