بحث متقدم
الزيارة
6520
محدثة عن: 2015/06/21
خلاصة السؤال
النملة التی حذرت النمل من جنود سلیمان ذکراً کانت أم أنثی؟
السؤال
النملة التی حذرت النمل من جنود سلیمان ذکراً کانت أم أنثی؟
الجواب الإجمالي
أشار القرآن الکریم إلى تلک الواقعة و تحذیر نملةٍ لسائر النمل من تحطیم سلیمان وجنوده فی الآیة المبارکة «حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى‏ وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ یا أَیُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساکِنَکُمْ لا یَحْطِمَنَّکُمْ سُلَیْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا یَشْعُرُونَ».[1]
و قد تعرّض البعض من المفسرین و المحدثین لجنس تلک النملة و هل کانت ذکراً أم أنثى، نشیر إلیها:
1. قال الآلوسی: الظاهر أن تاء نَمْلَةٌ للوحدة فتأنیث الفعل لمراعاة ظاهر التأنیث فلا دلیل فی ذلک على أن النملة کانت أنثى قاله بعضهم.[2]
2. جاء فی بعض مصادر أهل السنة، عن قتادة أنه دخل الکوفة فالتف علیه الناس فقال: سلوا عما شئتم -و کان أبو حنیفة حاضراً و هو غلام حدث- فقال: سلوه عن نملة سلیمان أ کانت ذکر أم أنثى؟ فسألوه فأفحم فقال أبو حنیفة: کانت أنثى فقیل له: من أین عرفت؟ فقال من کتاب اللّه تعالى و هو قوله تعالى: «قالت نملة» و لو کان ذکرا لقال سبحانه قال نملة، و ذلک أن النملة مثل الحمامة و الشاة فی وقوعها على الذکر و الأنثى فیمیز بینهما بعلامة[3]، نحو قولهم: حمامة ذکر و حمامة أنثى.
وقد رفض الآلوسی – وغیره- هذه الروایة ناقلا اعتراض ابن المنیر بقوله: و تعقبه ابن المنیر فقال: لا أدری العجب منه أم من أبی حنیفة إن ثبت ذلک عنه، و ذلک أن النملة کالحمامة و الشاة تقع على الذکر و على الأنثى لأنّه اسم جنس فیقال: نملة ذکر و نملة أنثى کما یقولون: حمامة ذکر و حمامة أنثى و شاة ذکر و شاة أنثى فلفظها مؤنث و معناها محتمل فیمکن أن تؤنث لأجل لفظها و إن کانت واقعة على ذکر بل هذا هو الفصیح المستعمل، ألا ترى قوله (ص): «لا یضحى بعوراء و لا عمیاء و لا عجفاء» کیف أخرج (ص) هذه الصفات على اللفظ مؤنثة و لا یعنی (ص) الإناث من الأنعام خاصة فحینئذ قوله تعالى: قالت نملة روعی فیه تأنیث اللفظ، و أما المعنى فیحتمل التذکیر و التأنیث على حد سواء.[4]
و على کلّ حال لا نرى ضرورة للبحث عن هکذا أبحاث لأنّ المهم فی القصة روحها و مدى دلالتها و العبر و المواعظ المستوحاة منها، و من هنا لم یتعرّض القرآن الکریم لبیان جنسها لانتفاء الفائدة من ذکره فسواء کانت النملة ذکراً أم أنثى لا یتغیر المدلول الوعظی و الارشادی فی الآیة المبارکة.
 

[1]. النمل، 18.
[2]. الآلوسی، سید محمود، روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم، تحقیق، عطیة، علی عبدالباری، ج 10، ص 172، بیروت، دار الکتب العلمیة، الطبعة الأولى، 1415ق.
[3]. فخر الدین الرازی، محمد بن عمر، مفاتیح الغیب، ج 24، ص 548،‌ بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثالثة، 1420ق.
[4]. روح المعانی، ج10، ص173.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280294 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258891 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129695 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115818 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89597 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61136 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60415 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57400 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51750 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47747 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...