بحث متقدم
الزيارة
6379
محدثة عن: 2011/07/30
خلاصة السؤال
هل بشّر الأنبیاء بمجیء الأئمة (ع)؟
السؤال
هل بشّر الأنبیاء بمجیء الأئمة (ع)؟
الجواب الإجمالي

نوجد أحادیث متعددة من نبی الإسلام الأکرم (ص) و الائمة (ع) تشهد بوجود أسماء النبی (ص) و الائمة (ع) فی الکتب المقدّسة نشیر الی بعضها فی المصادر الاسلامیة و مصادر اتباع الدیانات الاخرى:

1- ما ورد فی مصادرنا الدینیة:

نقل عن الإمام الحسن المجتبی (ع) أن شخصاً یهودیاً جاء للنبی محمد (ص) و قال له: أخبرنی عن الأمور الخمسة التی جاء ذکرها فی التوراة ..... فقال له (ص): أولاً عبارة محمد رسول الله (ص) و الذی إسمه فی العبرانیة (طاب) ثم تلا (ص) هذه الآیة " یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَد"

بعده إسم وصیی علی بن أبی طالب بإسم الیا بعده إسم سبطیّ الحسن و الحسین بإسم شبر و شبیر من بعدهم إسم امهم فاطمة سیدة نساء العالمین عندها قال الیهودی: صدقت یا محمد (ص).

و فی روایة اخری جاء شخص نصرانی للإمام علی (ع) عند رجوعه من صفین، و ذکر اسمه و اسم الإمام الحسن و الإمام الحسین علیهم السلام و أوصاف سائر الأئمة من ذریة الإمام الحسین (ع) و أن آخرهم یقتدی به النبی عیسی (ع).

2- البحث فی الکتب المقدسة (العهد القدیم، و العهد الجدید):

ورد فی التوراة الحالیة أن إبراهیم (ع) قال لربه: اتمنی أن یعیش إسماعیل فی حضورک. فقال له الله سبحانه: سیولد لک بالتحقیق ولد من زوجتک سارة إسمه اسحاق و سیستقیم عهدی به، لکی یستمر هذا العهد مع ذریته بعده، أما عن إسماعیل، فقد اجبت دعوتک، بارکت فیه و جعلته مثمراً و کثرته. یظهر منه اثنا عشر رئیساً و ستکون منه امه عظیمة.

الجواب التفصيلي

لابد من الالتفات الی عدة نکات قبل الجواب:

أولاً: مع أن من لوازم أنبیاء اولی العزم، هو کونه صاحب شریعة و کتاب من قبل الله سبحانه لأجل هدایة و ارشاد البشر. لکن من بین کتب اولی العزم لا یوجد عندنا أثر لکتابی نبی الله نوح (ع) و نبی الله إبراهیم (ع) و الکتب الوحیدة الموجودة بین أیدینا هی کتب موسی و عیسی و النبی محمد (ص).

ثانیاً: مع الالتفات الی النکتة الاولی و هی (لا یوجد بین أیدینا من بین الأنبیاء إلّا کتاب موسی و عیسی و النبی محمد (ص)) و هذه الکتب الثلاث لا یوجد کتاب سلیّم من التحریف مئة بالمئة غیر القرآن. أما التوراة و الانجیل الموجودة حاضراً فی أیدی الیهود و النصاری فهی لیست تلک الکتب التی نُزلت علی أنبیائهم، بل أن أکثر مطالبها و محتواها قد سُرقت و حُرّفت.[1]

ثالثاً: التفاتاً الی ما جاء فی النکتتین المتقدمتین، نقول أن المصدر المعتبر الوحید الذی یُمکن الاستناد إلیه فی جواب هذا السؤال هو القرآن الکریم و الأحادیث الواردة عن النبی (ص) و الائمة المعصومین (ع) فبها نجیب عن هذا السؤال بالاضافة الى الاستعانة بالکتب المقدسة مع تحریفها.

الف: دراسة التعالیم الدینیة:

یقع الجواب فی قسمین:

1- إسم الإمام علی (ع) بعنوانه وصیاً للنبی (ص) و إسم الإمام الحسن و الإمام الحسین (ع) و فاطمة‌(س) فی الکتب السماویة.

2- إسم باقی الأئمة (ع) فی الکتب السماویة.

القسم الأول:

عن الحسن بن علی علیه السلام قال: جاء نفر من الیهود الی رسول الله (ص) و ساق الحدیث الطویل الی أن قال الیهودی: فأخبرنی عن خمسة أشیاء مکتوبات فی التوراة. و ساقه الی أن قال فقال النبی (ص): فَقَالَ النَّبِیُّ (ص): أَوَّلُ مَا فِی التَّوْرَاةِ مَکْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَ هِیَ بِالْعِبْرَانِیَّةِ طاب ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ (ص)"الْآیَةَ یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ" وَ فِی السَّطْرِ الثَّانِی اسْمُ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الثَّالِثِ وَ الرَّابِعِ سِبْطَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فِی السَّطْرِ الْخَامِسِ أُمِّهِمَا فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ فِی التَّوْرَاةِ اسْمُ وَصِیِّی إِلْیَا وَ اسْمُ السِّبْطَیْنِ شَبَّرَ وَ شَبِیرٍ وَ هُمَا نُورَا فَاطِمَةَ (ع). قَالَ الْیَهُودِیُّ" صَدَقْتَ یَا مُحَمَّد.[2]

القسم الثانی:

فی روایة طویلةذُکر فیها أن شخصاً نصرانیاً خاطب أمیر المؤمنین (ع) فی رجوعه من صفین فذکر إسمه المبارک و إسم الإمام الحسن و الإمام الحسین و صفات سائر الائمة (ع) من ذریة الإمام الحسین (ع) و أن آخرهم یقتدی به النبی عیسی (ع). [3]

ب: البحث فی الکتب المقدسة (العهد القدیم و العهد الجدید):

ورد فی التوراة الحالیة أن إبراهیم (ع) قال لربه: اتمنی أن یعیش إسماعیل فی حضورک. فقال له الله سبحانه: سیولد لک بالتحقیق ولد من زوجتک سارة إسمه اسحاق و سیستقیم عهدی به، لکی یستمر هذا العهد مع ذریته بعده، أما عن إسماعیل، فقد اجبت دعوتک، بارکت فیه و جعلته مثمراً و کثرته. یظهر منه اثنا عشر رئیساً و ستکون منه امه عظیمة. [4]

و من الواضح أن التعبیر باثنی عشر رئیساً من ذریة إبراهیم (ع) و الذی یأتی منهم ذریة عظیمة لا یُمکن أن یدل إلّا علی الأئمة الاثنی عشر و ذریتهم، أی السادة ذریة الإمام علی (ع) و السیدة فاطمة (س).



[1]  لمزید من الاطلاع حول تحریف الکتب السماویة راجعوا موضوع «قصص التوراة» رقم 5837 (الموقع: 8925) الموجود فی نفس هذا الموقع.

[2]  المجلسی، الشیخ محمد باقر، بحار الانوار، ج13، ص331 و332، 11، مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان 1404 هـ .ق.

[3]  المجلسی، الشیخ محمد باقر، بحار الانوار، ج15، ص236-239، ح57.

[4]  الکتاب المقدس، العهد القدیم (التوراة)، سفر الظهور، باب 17 (عهد الختان)، جملة 18 – 20 ص17 (المعروف بالترجمة القدیمة).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...