بحث متقدم
الزيارة
5936
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
متی یُمکن إنتهاک حرمة المؤمن و بأی ذنب و شرط یجوز ذلک، و کیف یمکن التوبة من هذا الذنب؟
السؤال
بأی ذنب و معصیة یمکن إنتهاک حرمة المؤمن؟ و هل من الصحیح هذا القول: أن إنتهاک حرمة المؤمن کإراقة دم الإنسان؟ و هل من یعمل هذا العمل بحجة إظهار بعض الحقائق للآخرین یعتبر مذنباً؟ و ما هو الطریق للتوبة و الخلاص من تأنیب الضمیر؟ یهمّنی کون الجواب مسنداً بآیة أو روایة أو أی مستمسک صحیح. شکراً
الجواب الإجمالي

جعل إحترام المؤمن فی الروایات عدلا لإحترام النبی (ص) و أهل البیت (ع) و القرآن و الکعبة، بحیث اعتبرت حرمة مال المؤمن کحرمة دمه، و إفشاء الحقائق و إظهارها لا یمکن أن یکون حجة مناسبة لوحدها لهتک حرمة المؤمن. و طریق التوبة من هذا الذنب الکبیر هو طلب إبراء الذمة منه إن امکن ذلک و جبران الخسارة المعنویة الواردة و عمل الخیر بنیته و الدعاء له.

الجواب التفصيلي

عن أبی جعفر (ع) قال: "لما أُسری بالنبی (ص) قال: یا ربِّ ما حال المؤمن عندک؟ قال: یا محمد من أهان لی ولیّاً فقد بارزنی بالمحاربة و أنا أسرع شیءٍ إلی نصرة أولیائی ...". [1]

یقول الإمام الصادق (ع) فی هذا المجال: "لله عزّ و جل فی بلاده خمس حُرُم، حرمة رسول الله (ص)، و حرمة آل رسول الله (ص)، و حرمة کتاب الله عزّ و جل، و حرمة کعبة الله، و حرمة المؤمن". [2]

و احترام المؤمن بحیث یکون حتی ماله محترما کدمه فعن رسول الله (ص): "سباب المؤمن فسوق و قتاله کفر و أکل لحمه معصیة و حرمة ماله کحرمة دمه". [3] فإذا کان ماله محترما، فحرمته التی هی أکثر أهمیة و قیمة من ماله یجب أن تکون محترمة أیضاً من باب أولی.

والروایات المتعلقة باحترام المؤمن کثیرة جداً بحیث لا یسعنا هنا ذکرها کلها و یمکن لمن أحب الاطلاع علیها مراجعة الکتب الروائیة. فقد أورد العلامة المجلسی فی صفحة 221 من المجلّد 71 من بحار الأنوار فصلاً کاملاً بإسم "أبواب حقوق المؤمن" فیه روایات کثیرة فی هذا المجال.

أما هل یمکن و بحجة إظهار بعض الحقائق أن تنتهک حرمة المؤمن؟ فیجب القول فی الجواب أن هذه الحجة لوحدها غیر کافیة لغیبة المؤمن، إلا إذا کان إفشاء هذه الحقائق مهما و ضروریّا جداً أو أن مستقبل و حرمة مؤمن آخر رهینة بهذا الأمر فعندئذٍ یمکن قول بعض الأمور التی لا یمکن قولها فی الأوقات العادیة إستثناءً و یجب أن یکون برعایة تمام جوانب الاحتیاط، و هذه الامور من الاستثناءات فی الغیبة التی بحث فیها فی محلها و من جملة أمثلتها المشورة فی أمر الزواج الخطیر.

أما طریق التوبة من ذنب انتهاک حرمة المؤمن الکبیر فهو فی المرحلة الأولی الاعتذار و طلب براءة الذمة إن امکن ذلک ولم تترتب علیه مفاسد اکبر، و السعی لأجل جبر کل خسارة معنویة وردت من هذا الطریق، و إذا لم یکن هذا الأمر بالإمکان أو أنه یجر إلی تعکر العلاقة و انقطاع الصلة فیما بینهم فیجب اللجوء إلی الله سبحانه من خلال الدعاء له و عمل الخیرات بنیته لجبر ما امکن من الذنب المرتکب.

الموضوع المرتبط:

حق الناس و طلب العفو، 13487 (الموقع: 13223).

غفران الذنب الکبیر، 7710 (الموقع: 8813).



[1]     الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج2، ص352، ح8، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 هـ.ش.

[2]    نفس المصدر، ج8، ص107، ح82.

[3]    نفس المصدر، ج2، ص359، ح2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • کیف یمکن لنبی عارف باسرار العالم کلها و هو أمّی؟
    5840 الکلام القدیم 2009/02/15
    الأمی هو الشخص الذی لم یتعلم القراءة و من هذه الناحیة یطلق علی الرسول الاکرم (ص) انه أمّی ایضاً لانه لم یکن یعرف القراءة و الکتابة ولم یتعلمها علی ید أحد و هذه القضیة من القضایا الیقینیة تاریخیا. و یعدّ هذا کمالاً و مدحاً و ثناءاً للنبی (ص) ...
  • إذا کانت نفقة الأم واجبة على الولد و لم یمکنه إلا النفقة على شخص واحد، فهل یجب علیه النفقة على أمه أم على زوجته؟
    4619 گوناگون 2013/06/22
    نفقة الزوجة من الناحیة الفقهیة مقدمة على غیرها، فی حال عدم إمکانه الإنفاق على الإثنین، و إن کانت نفقة الإثنین واجبة علیه. تلزم الإشارة هنا إلى أنه، لربما أمکن للفرد فی هذه الموارد تأمین نفقة الإثنین بالتدبیر الإقتصادی و البرمجة الدقیقة فی المصاریف، لذا فمن المناسب أن یسعى ...
  • لماذا ینتقل اهل الجنة من لذة الى اخرى مع عدم فناء الاولى؟
    7159 الکلام القدیم 2008/12/10
    یبدو من السؤال أنه فیه نوع مقارنة للخصائص و القوانین الجاریة فی الحیاة الدنیا بما یجری فی الآخرة، فالنقص و العیب و المرض و الضعف و الموت و الحاجة کلها من خصائص الحیاة الدنیا، لکن الآخرة وفقا لما ورد فی الآیات و الروایات لا تشابه فی خصائصها و قوانینها ما ...
  • ما هو معنى مکر الله فی القرآن الکریم؟
    6649 التفسیر 2007/10/04
    (المکر) بمعنى التدبیر و التماس الحلول فی أعمال الخیر و أعمال الشر، و لذلک استعملت فی القرآن الکریم مقرونة بوصف (السیئ).المکر الإلهی: هناک آیات متعددة تنسب المکر إلى الله سبحانه و هی ناظرة إلى التدبیر الشامل لله تعالى، لأنه مالک التدبیر و لا ...
  • ما المراد من قوله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلاً ثَقِیلاً }؟
    7145 التفسیر 2012/01/05
    المراد من القول الثقیل فی الآیة المبارکة هو القرآن الکریم، و قد وجهه المفسرون بتوجیهات متعددة، من قبیل أن: القرآن قول إلهی ثقیل من حیث تلقی معناه فإنه کلام إلهی مأخوذ من ساحة العظمة و الکبریاء لا تتلقاه إلا نفس ...
  • ما هی آفات الدین؟
    9111 الفلسفة الدین 2008/11/15
    الدین أمر قدسی و الهی و لا مجال فیه للخطأ و الاشتباه و العیب و الآفة. و التخطئة و الاشتباه انما یتعلق بالامور البشریة، و ان العیب و الآفة فی دراسة مشاکل الدین و التدین لا یرجع الی حقیقة الدین، بل الی طریقة تعامل الناس مع الدین و إلی فهم ...
  • اذا لم یکن أهل الجنة مادیین، فهل یکون تکلمهم باللغة العربیة ممکناً؟
    5266 الکلام القدیم 2012/05/05
    هناک العدید من آیات القرآن التي تتعرض للحدیث عن تکلم أهل الجنة، و سلام بعضهم علی بعض، و تحیاتهم و تبادلهم الاحادیث، و فيما یلی نماذج من تلک الآیات: "دَعْواهُمْ فيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ...
  • ما هو حکم حمل القرآن طوال الیوم أو فی المرافق الصحیة؟
    5355 الحقوق والاحکام 2009/07/13
    لا إشکال فی حمل القرآن بشکل دائم، و لکن لا بد من الالتفات إلى عددٍ من الأحکام الجانبیة:1ـ حمل القرآن فی حالتی الجنابة[1] و الحیض[2] مکروه.2ـ مس القرآن بالید أو أی عضو آخر لابد أن یکون مصحوباً بالطهارة.
  • لماذا یجب اعطاء سهم الامام للمجتهد الجامع للشرائط؟
    5146 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    یحق للفقیه الجامع للشرائط استلام سهم الامام من الخمس فی عصر الغیبة و صرفه فی مجالاته الصحیحة شرعا، باعتبار ان الفقهاء نواب الامام (عج) بالنیابة العامة فی زمن الغیبة، فمن هنا یحق لهم استلام سهم الامام (ع) و صرفه فی المجالات التی یعلمون رضاه فی صرفه فیها؛ ...
  • ما هو رأی اکثر العلماء حول ولایة الفقیه بعد الغیبة الکبری؟
    6234 الحقوق والاحکام 2007/09/02
    یتناول علماء الشیعة مسألة ولایة الفقیه، و حدودها و صلاحیاتها منذ ألف عام، فأفرد بعضهم لها فصلاً خاصاً کأبوصلاح الحلبی و ابن ادریس الحلی فشرحوا شروط نائب الإمام المعصوم (علیه السلام)،‌ بینما أشار بعضهم الی وظائفه ضمن بحوث اخری. ذکر البعض کصاحب مفتاح الکرامة أدلة ولایة الفقیه، بینما قام ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279467 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257331 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128195 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113311 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89023 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56881 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49820 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...