بحث متقدم
الزيارة
9217
محدثة عن: 2012/01/16
خلاصة السؤال
ما هی الغایة و الهدف من الرؤیا فی المنام؟ لماذا اوجد الله الرؤیا؟
السؤال
ما هی الغایة و الهدف من الرؤیا فی المنام؟ لماذا اوجد الله الرؤیا؟
الجواب الإجمالي

ان الرؤیا فی المنام هی احدی الآیات الالهیة و هی نافذة نحو عالم الغیب خلقت من روح الانسان و جسمه و اعتبرت من صفاته و خصائصه الطبیعیة.

الجواب التفصيلي

ان الرؤیا فی المنام هی احدی الآیات الالهیة[1] و هی نافذة نحو عالم الغیب. و من خلال و جهة نظر معینة فان الرؤیا عبارة عن حالة انتقال الانسان من العالم الخارجی الی عالمه الداخلی، و هی من أهم العوامل المساعدة علی تعرف الانسان علی نفسه.

ان الاحلام التی یراها الانسان غالباً ما تکشف عن عالمه الداخلی. و بناء علی هذا فان الذین یعانون من الکوابیس دوماً فان ذلک یعد دلیلاً علی انهم لم یکونوا فی وضع معنوی جید و أنه یجب علیهم احداث تغییر فی حیاتهم، و کذلک فان الرؤی الجِیدة و المبشرة تخبر عن الصفاء الداخلی للشخص.

وبناء علی هذا فان من الحکم المهمة التی تتضمنها الرؤی و المنامات للانسان هی معرفة النفس و التأمل فی عالم الضمیر اللاشعوری. و لیس علم تفسیر الاحلام فی الحقیقة سوی تأمل الشخص فی عالمه الباطنی وسعیه لفهم المعانی المثالیة لعالم الرؤیا. و یری الحکماء ان الرؤیا موهبة الهیة یستطیع عن طریقها الانسان اختلاس النظر الی عالم الباطن و باطن العالم.

ولو لم تکن الرؤی موجودة کظاهرة فطریة لکان من الصعب علی الناس العادیین فهم کلام الاولیاء و الانبیاء حول عالم الآخرة و العوالم الغیبیة. و الحال انه یمکن عن طریق تجربة الرؤیا التی تشتمل علی مراتب و درجات کثیرة، تجربة و ادراک الکثیر من الحقائق التوحیدیة و المعارف الغیبیة و ان کان ذلک علی مستوی بسیط. و من ذلک ما یمکن الاشارة الیه من الشبه بین الرؤیا و تجربة الموت. فانه طبقاً لآیة من القرآن فان (المنام) تجربة قصیرة المدة عن الموت و السیر الاخروی: "اللَّهُ یَتَوَفىَّ الْأَنفُسَ حِینَ مَوْتِهَا وَ الَّتىِ لَمْ تَمُتْ فىِ مَنَامِهَا فَیُمْسِکُ الَّتىِ قَضىَ‏ عَلَیهَْا الْمَوْتَ وَ یُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلىَ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فىِ ذَالِکَ لاََیَتٍ لِّقَوْمٍ یَتَفَکَّرُون"[2].

فانه طبقاً لهذه الآیة الکریمة فان الله - سواء فی حال النوم أم فی واقعة الموت- یقبض( یتوفی) الروح (النفس) و الفرق بینهما فقط فی الاجل الذی عین للموت- و فی حال النوم تعاد الروح (النفس) الی الجسم مرة اخری. و کذلک فان هذه الآیة تشیر الی ان اصحاب التفکر و التأمل حول واقعة النوم و الرؤیا سیتوصلون الی حقائق غیبیة و حکم الهیة کثیرة.

وبناء علی هذا فان الرؤیا- کما هو الموت- خاصیة وصفة طبیعیة جعلت فی خلقة روح و جسم الانسان و من هنا فان النوم و کذلک الموت تجربة لحیاة افضل، و لا یعنیان ابداً الاقتراب من العدم و الفناء رغم ان النوم و الموت کلیهما یقترنان مع ارتخاء الحواس الظاهریة و الجسمانیة (و بالطبع فان فی تجربة الموت تقطع الروح علاقتها بشکل تام مع البدن العنصری و المادی) و لکن ذلک یعنی الدخول الی مستوی اعلی من الوعی.

الرؤیا الصادقة: من الحکم الالهیة للرؤیا المنامیة هو ما یتعلق بالهدایة الباطنیة للناس. و من هنا فان الرؤیا تعد ارضیة لاستلام الهدایات الالهیة

ونحن نعلم ان الرؤیا مراتب و انواع مختلفة، و بعضها- و هو ما یعبر عنه بالرؤیا الصادقة و الصالحة، له جنبة الهیة، و ورد فی القرآن و الروایات ایضاً تأییدها و التأکید علیها. فقد نقل ابن عباس عن النبی (ص) قوله: "أَلَا إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْیَا الصَّالِحَةُ یَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" [3] و یقول (ص) فی روایة آخری: " إِنَّ الرُّؤْیَا الصَّادِقَةَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِینَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ"[4].

وکذلک نقل عن النبی (ص) فی تفسیر آیة (لهم البشری فی الحیاة االدنیا)[5] انه قال: الرُّؤْیَا الصَّالِحَةُ یُبَشَّرُ بِهَا الْمُؤْمِنُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَ أَرْبَعِینَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ فَمَنْ رَأَى ذَلِکَ فَلْیُخْبِرْ بِهَا وَادّاً وَ مَنْ رَأَى سِوَى ذَلِکَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّیْطَانِ لِیَحْزُنَهُ فَلْیَنْفِثْ عَنْ یَسَارِهِ ثَلَاثاً وَ لَا یُخْبِرْ بِهَا أَحَداً[6].



[1]وَ مِنْ ءَایَاتِهِ مَنَامُکمُ بِالَّیْلِ وَ النهََّارِ وَ ابْتِغَاؤُکُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فىِ ذَالِکَ لاََیَاتٍ لِّقَوْمٍ یَسْمَعُون‏) الروم: 23.

[2]الزمر: 42.

[3]المجلسی، بحار الانوار،ج58، ص192،مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[4]الشیخ الصدوق، الفقه، ج2، ص585، منشورات جامعة المدرسین، قم، 1413ق.

[5]یونس: 64.

[6]المجلسی، بحار الانوار، ج58، ص191، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279463 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257324 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128190 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113306 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89021 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59876 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59586 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49816 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47188 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...