بحث متقدم
الزيارة
6075
محدثة عن: 2012/01/01
خلاصة السؤال
و رد فی سورة یونس أن آخر کلام نطق به اصحاب الجنة الحمد، فکیف ینسجم ذلک مع الخلود فی الجنة؟
السؤال
و رد فی سورة یونس أن آخر کلام نطق به اصحاب الجنة الحمد لله "و آخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمین".، فکیف ینسجم ذلک مع الخلود فی الجنة؟
الجواب الإجمالي

عند الرجوع الى الروایات الواردة عن المعصومین (ع) نراها تبین لنا أن المراد من الآیة الشریفة هو أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام‏".

الجواب التفصيلي

جاء فی روایة طویلة عن الامام الباقر (ع) عن رسول الله (ص) فی وصف اصحاب اصحاب الجنة، یقول فیها بعد نقل الآیة المذکورة: قال (و آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) یعنی بذلک عند ما یقضون من لذَّاتهم من طَّعام و شراب یحمدون اللَّهَ عزَّ و جَلَّ عند فراغتهم.[1]

و فی روایة أخرى عن الامام الصادق (ع) ینقل فیها کلام أمیر المؤمنین (ع) بالنحو التالی:

" إِنَّ أَطیب شی‏ءٍ فی الجنة و أَلذه حبُّ اللَّه و الحبُّ فی اللَّهِ و الحمد للَّه قال اللَّه عزَّ و جلَّ (وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) و ذلک أَنَهم إِذا عاینوا ما فی الجنة من النعیمِ هاجت المحبَّة فی قلوبهم فینادون عند ذلک أَن الحمد للَّه ربِّ العالمین".[2]

و هاتان الروایتان تبینان بان المراد من الآیة الشریفة أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " وَ أُدْخِلَ الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْری مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام‏".[3]



[1] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی ج 8، ص 99-98، ح 69، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365 ش.

[2] الامام الصادق (ع)، مصباح الشریعة، ص 194، مؤسسة الأعلمی للمطبوعات، بیروت، 1400 ق.

[3]ابراهیم، 23، و الاحزاب، 44.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279360 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256925 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112893 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88920 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59630 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59357 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56813 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49394 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...