بحث متقدم
الزيارة
6485
محدثة عن: 2012/02/14
خلاصة السؤال
ما المراد بمسجد ضرار؟ و ما هی قصته؟
السؤال
ما المراد بمسجد ضرار؟ و ما هی قصته؟
الجواب الإجمالي

"ضرار" مصدر مفاعلة تعنی انزال الضرر بالآخرین[1] و تعنی أیضا الإضرار العمدی.[2]

و قد تعرض القرآن الکریم فی سورة التوبة لقصة مسجد ضرار، مبینا ان العلة من وراء تسمیته بضرار لان مجموعة من المنافقین شیدوا مسجدا لا لاجل التبلیغ و خدمة الدین و الرسالة، بل لاجل التستر وراءه و لیکون منطلقا لضرب الدین من داخل الدین، و التآمر علیه من نفس المواقع التی یعتمدها.[3]

و خلاصة القضیة- کما تستفاد من التفاسیر و الأحادیث المختلفة- أنّ جماعة من المنافقین أتوا إلى النّبی (ص) و طلبوا منه أن یسمح لهم ببناء مسجد فی حی بنی سلیم- قرب مسجد قبا- حتى یصلی فیه العاجزون و المرضى و الشیوخ، و کذلک لیصلی فیه جماعة من الناس الذین لا یستطیعون أن یحضروا مسجد قبا فی الأیّام الممطرة، و یؤدوا فرائضهم الإسلامیة، و کان ذلک فی الوقت الذی کان فیه النّبی (ص) عازما على التوجه إلى تبوک.

فأذن لهم النّبی (ص)، إلّا أنّهم لم یکتفوا بذلک، بل طلبوا منه أن یصلی فیه، فأخبرهم بأنّه عازم على السفر الآن، و عند عودته بإذن اللّه فسوف یأتی مسجدهم و یصلی فیه.

فلمّا رجع النّبی (ص) من تبوک حضروا عنده و طلبوا منه الحضور فی مسجدهم و الصلاة فیه، و أن یدعوا اللّه لهم بالبرکة، و کان النّبی (ص) لم یدخل بعد أبواب المدینة، فنزل الوحی و تلا علیه هذه الآیات " وَ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَ کُفْراً وَ تَفْرِیقاً بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَیَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى‏ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَکاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِیهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِیهِ فِیهِ رِجالٌ یُحِبُّونَ أَنْ یَتَطَهَّرُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُطَّهِّرِین"[4]، و کشف الستار عن الأعمال هؤلاء، فأمر النّبی بحرق المسجد المذکور، و بهدم بقایاه، و أن یجعل مکانه محلا لرمی القاذورات و الأوساخ.[5]

و قد ذکر هذا الموضوع کل المفسّرین الإسلامیین، و کثیر من کتب التاریخ و الحدیث، مع وجود اختلافات فی جزئیاته.



[1] فرهنگ ابجدی عربی – فارسی، ص 564، ذیل مفردة «ضارّ».

[2]مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏6، ص: 218، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.

[3] القرشی، سید علی اکبر، قاموس القرآن، ج 3، ص 228، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة السادسة، 1371 ش.

[4]التوبة، 107-108.

[5] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏6، ص: 214.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...