Please Wait
6680
لقد ذکر فی بعض الروایات أن عبارة یا هو، أو یا من لا هو إلا هو، هو اسم الله الأعظم. و واضح أن الفرق بین لا إله إلا هو، و لا إله إلا الله اللتین جاءا فی القرآن، یعود إلى الفرق بین "و" و "الله".
المقصود من "و" هو تلک الصفة الإلهیة التی تبقى غیبا (هو) و هی خارجة عن نطاق المعرفة و التوصیف، و لکن المقصود من لفظ الجلالة هو الذات الجامع لجمیع صفات الجلال و الکمال. فعندما یقال لا إله إلا الله؛ یعنی لا إله الله الذی جامع لجمیع الصفات، من دون نفی جمیع الصفات عن الذات. و عندما یقال أن "و" هو الله، کما جاء فی سورة التوحید، بمعنى أن صفات الله عین ذاته.
لقد جاءت فی القرآن آیة (هو الله الذی لا إله إلا هو) [1]
و بالإضافة إلا أن "و" فی القواعد العربیة ضمیر، یجب أن نعلم أن "و" أساسا اسم من أسماء الله. و لکن ما معناه؟
أی صفة کمالیة تنسب إلى الله تصبح اسما له. فعلى سبیل المثال، ننسب العلم للذات لیصیر عالما و بعد ذلک یصبح اسما؛ یعنی العلم صفة و العالم اسم. و کذا القدرة صفة و القادر اسم. و الرحمة صفة و الرحمن و الرحیم اسمان. فعلى هذا الأساس عندما نعتبر "و" اسما لله، ما هی الصفة و ما هو الاسم؟
الصفة هی الغیبة المطلقة. أما ما معنى الغیبة المطلقة؟ معناها هو الحقیقة التی لا یمکن الإحاطة بکنه ذاتها و لا یمکن التعرف على کنه ذاتها لأیّ أحد أبدا. طبعا، إمکان معرفة الله و أن المعرفة على درجات کثیرة، شیء، و معرفة کنه ذات الله بمعنى أن نعرفه بحیث لا تکون وراء هذه المعرفة معرفة أعلى، شیء آخر و إنها مختصة بذات الله سبحانه. حتى النبیّ الأعظم الذی هو العارف الأول فی العالم یقول: "ما عرفناک حق معرفتک"[2]
و هذه الجملة هی معنى الـ"و"؛ یعنی إنک فی درجة و رتبة مهما کنت "أنت" بالنسبة إلىّ، مع ذلک تبقى "و" من حیث بعض المراتب و الدرجات. یعنی لا یمکن لأی بشر أن یحیط بذات الله عز و جل. و لهذا یعبّر عنه بغیب الغیوب و هو إشارة إلى تلک الرتبة التی لا یمکن أن ینالها و یحیط بها إلا ذات الله؛ «لا أحصی ثناء علیک أنت کما أثنیت علی نفسک». هذا معنى اسمیة "و".[3]
ولکن عندما یقال "لا إله إلا الله" یعنی لا إله إلا الله الذی جامع لجمیع صفات الجلال و الجمال، من دون الإشارة إلى أن هذه الذات لا تزال خفیة عن العقول و الأوهام.