Please Wait
8216
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الله تعالی غنی و لیس فیه أی نقص و ضعف و حاجة و کل الموجودات محتاجة إلیه. و من ناحیة اخری فإن الله رؤوف و رحیم و یحبّ جمیع عباده و قد خلق الکون و جمیع النعم و الخیرات من أجلهم.
و علی هذا الأساس فکل أفعاله هی علی أساس الحکمة، فإذا أصدر أمراً بأداء الصلاة أو أی عمل آخر فإنما ذلک قائم علی أساس الحکمة و المصالح و المنافع المترتبة علی هذه الأعمال للعباد.
و تلک الحکم هی مثل: الوصول الی الکمال، و الإبتعاد عن القبائح و الرذائل و التقرّب الی الذات القدسیة الإلهیة و... [1]
و کذلک إذا نهی عن شیء و حذّر عباده منه فإنما هو بسبب الأضرار و المفاسد المترتبة علی ذلک للعباد، و ربما لا یعلم بتلک الأضرار أحد سوی الله.
و کذلک العذاب و العقوبات المتوعّدة هی فی الحقیقة نتیجة و أثر لنفس ذلک العمل المحرم أو ترک ذلک العمل الواجب، حیث انه یصیب الإنسان بسبب فعل العمل المحرم أو ترک الواجب و ذلک مثل تناول الطعام المسموم و المضّر الذی نهانا الطبیب المشفق الحریص علینا عن تناوله، فان تناول مثل هذا الطعام بنفسه یؤدی الی الإبتلاء بآثاره و عوارضه السیئة.
و کم هو جمیل ما تحدّث به القرآن عن العقوبات الاخرویة و أوضح السبب فی جمیع العقوبات بجملة واحدة و هی:"ذلک بما قدّمت أیدیکم و ان الله لیس بظلّام للعبید" [2]
و بناء علی هذا فإن حقیقة العذاب الإلهی هی نفس الأعمال القبیحة الصادرة من الإنسان، و لکی یکون العباد علی اطلاع بعقوبات أعمالهم، و من أجل أن تتأکّد هذه الأهداف فقد بیّن الله تعالی ذلک بهذه الطریقة، حیث إن کثیر من الناس لا یندفعون نحو الصلاح بدافع الحصول علی الثواب و لکنهم – خوفاً من العذاب- یندفعون نحو طریق الصلاح، أو لا یتقدّمون نحو الفساد.
افترضوا ان مریضاً وصف له دواء مفید لدائه،و لکن المریض استنکف عن تناول الدواء، و لکن هذا المریض تناول هذا الدواء تلبیة لطلب أبیه و احتراماً له فحصل علی آثاره المفیدة، و کذلک إذا تناوله بدافع الحصول علی جزاء و عطاء من قبل الأب أو بدافع التخلّص من عقوبته.
إذن فهدف الله سبحانه من الأعمال العبادیة هو ارادة الخیر للعباد لا أن یصل الی الله نفع منها و خصوصاً مع ملاحظة کونه الغنی المطلق.
و من جانب آخر فإن الله تعالی قد وهبنا نعماً لا تحصی، و العقل السلیم یحکم بوجوب شکر المنعم و الثناء علیه، و الصلاة هی شکر لله، فمن یترک الصلاة هو فی الحقیقة قد تخلّف عن واجبه الوجدانی الکبیر و یعتبره العقل مقصّراً و مذنباً و یستحق العقاب.
فلو ان شخصاً دعاک الی مأدبة و قدّم لک الطعام و الشراب، فهل هو بحاجة الی أن تشکره أم أن الشکر هو واجبک الأخلاقی و الوجدانی؟ و إذا علم الآخرون بأنک لم تقدّم أی شکر و تقدیر لصاحب الدار، فهل یبقی لک احترام و قیمة عندهم؟ أ لیست هذه المذلّة و الاحتقار من قبل الآخرین هی أکبر عذاب؟