بحث متقدم
الزيارة
6214
محدثة عن: 2009/02/18
خلاصة السؤال
لماذا توسط الامامان الحسن و الحسین (علیهما السلام) عند الامام علی (ع) للعفو عن مروان بن الحکم؟
السؤال
ورد فی الخطبة 72 من نهج البلاغة:"أُخِذَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَکَمِ أَسِیراً یَوْمَ الْجَمَلِ فَاسْتَشْفَعَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ (ع) إِلَى أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) فَکَلَّمَاهُ فِیهِ فَخَلَّى سَبِیلَهُ فَقَالا لَهُ یُبَایِعُکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ. قَالَ (ع): أَ وَ لَمْ یُبَایِعْنِی بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ! لا حَاجَةَ لِی فِی بَیْعَتِهِ، إِنَّهَا کَفٌّ یَهُودِیَّةٌ لَوْ بَایَعَنِی بِکَفِّهِ لَغَدَرَ بِسَبَّتِهِ، أَمَا إِنَّ لَهُ إِمْرَةً کَلَعْقَةِ الْکَلْبِ أَنْفَهُ وَ هُوَ أَبُو الأَکْبُشِ الأَرْبَعَةِ وَ سَتَلْقَى الأُمَّةُ مِنْهُ وَ مِنْ وَلَدِهِ یَوْماً أَحْمَر". فمع عدم رضا الامام أمیر المؤمنین (ع) کیف استشفع الحسن و الحسین إلى أمیر المؤمنین (ع) فی مثل هذا الرجل الحقیر؟
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

للاجابة عن بیان السبب الذی دعا الامامین علیهما السلام للشفاعة لمروان بن الحکم[1] نقول:

صحیح أن مروان بن الحکم کان من الشخصیات الفاعلة فی اثارة الفتنة یوم الجمل ضد الامام أمیر المؤمنین (ع) لکن بما ان هذه الحرب هی من الحروب الاولیة التی وقعت بین المسلمین فان هناک الکثیر من الناس وقعوا ضحیة الانخداع بشخصیات معروفة و غرتهم الاسماء و الالقاب من هنا کان من المناسب جدا أن یفسح المجال للامة لتعرف هؤلاء على حقیقتهم، و لعل هذا هو السبب الذی دعا الامام أمیر المؤمنین (ع) للعفو عنهم حیث انه (ع) بمجرد ان انتهت الحرب اعلن بلا ادنى فاصلة العفو عن الاسرى و اطلق سراحم و قد شمل هذا الحکم مروان بن الحکم أیضا، و ان وساطة الامام الحسن و الحسین (ع) و على روایة وساطة ابن عباس[2] کانت من اجل توفیر الارضیة للبیعة مجددا و اعادة الحالة الى ما قبل الحرب الا ان الامام أمیر المؤمنین (ع) قد بین حقیقة هذا الرجل بما قاله فی حقه من کلام. من هنا نرى أن شفاعة الامامین لم تکن على خلاف میل و رغبة أبیهما علیهم السلام، أضف الى ذلک ان الامام (ع) هو مظهر العفو و الصفح و ان شفاعتهم کانت ذریعة من الامام للعفو عنه.

الخلاصة: توجد هنا روایتان الاولى تشیر الى ان الشفاعة تمت من قبل الامامین (ع) و الثانیة تقول ان الشفیع کان ابن عباس. و لو سلمنا ان الامامین شفعا له هنا ینبغی الالتفات الى قضیة مهمة و هی ان هذه المسالة یعبر عنها العلماء قضیة فی واقعة، بمعنى انه موقف صدر لمعالجة قضیة خاصة و نحن لانعلم و لاندری بالضروف التی احاطت بالقضیة و لماذا شفع الامامان و ما هی الظروف الموضوعیة التی کانت حاکمة هناک.

وهناک احتمال انهما علیهما السلام استشفعا قبل ان یعلن الامام العفو.

و هناک احتمال ثالث انه هو ان الامامین ارادا ان یبینا ان هذا الرجل کان بدرجة من الخسة بحیث یحتاج العفو عنه الى وساطة خاصة و لایکفی العفو العام عنه کل ذلک من اجل بیان حقیقة هذا الامر للامة.

على کل حال هذه مجموعة من الاحتمال و تبقى القضیة هی قضیة فی واقعة لانعرف ما الذی کان یجری فی تلک الظروف الخاصة.



[1] بایع مروان بن الحکم أمیر المؤمنین(ع) بعد قتل عثمان إلا انه لما رأى ان هذه البیعة لا تدر علیه أی نفع مادی ولم تضمن له منصبا او جاها دنیویا نکث بیعته و اشترک فی حرب الجمل فی ضمن الجیش الذی حارب الامام (علیه السلام) الا انه اسر فی تلک الحرب.( انظر: الهاشمی الخویی، المیرزا حبیب الله، منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج 5، ص 220، مکتبة الاسلامیة، 1400 هـ ق).

[2] روی فی بحار الانوار عنْ رَجُلٍ مِنْ مُرَادٍ قَالَ: کُنْتُ وَاقِفاً عَلَى رَأْسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) یَوْمَ الْبَصْرَةِ إِذْ أَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بَعْدَ الْقِتَالِ فَقَالَ إِنَّ لِی إِلَیْکَ حَاجَةً. فَقَالَ (ع): مَا أَعْرَفَنِی بِالْحَاجَةِ الَّتِی جِئْتَ فِیهَا تَطْلُبُ الأَمَانَ لابْنِ الْحَکَمِ! قَالَ: نَعَمْ أُرِیدُ أَنْ تُؤْمِنَهُ. قَالَ آمَنْتُه‏ ... .(بحارالأنوار، ج 32، ص 229).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280270 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258846 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129641 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115675 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89568 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61060 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60378 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57381 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51647 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47721 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...