Please Wait
6223
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
للاجابة عن بیان السبب الذی دعا الامامین علیهما السلام للشفاعة لمروان بن الحکم[1] نقول:
صحیح أن مروان بن الحکم کان من الشخصیات الفاعلة فی اثارة الفتنة یوم الجمل ضد الامام أمیر المؤمنین (ع) لکن بما ان هذه الحرب هی من الحروب الاولیة التی وقعت بین المسلمین فان هناک الکثیر من الناس وقعوا ضحیة الانخداع بشخصیات معروفة و غرتهم الاسماء و الالقاب من هنا کان من المناسب جدا أن یفسح المجال للامة لتعرف هؤلاء على حقیقتهم، و لعل هذا هو السبب الذی دعا الامام أمیر المؤمنین (ع) للعفو عنهم حیث انه (ع) بمجرد ان انتهت الحرب اعلن بلا ادنى فاصلة العفو عن الاسرى و اطلق سراحم و قد شمل هذا الحکم مروان بن الحکم أیضا، و ان وساطة الامام الحسن و الحسین (ع) و على روایة وساطة ابن عباس[2] کانت من اجل توفیر الارضیة للبیعة مجددا و اعادة الحالة الى ما قبل الحرب الا ان الامام أمیر المؤمنین (ع) قد بین حقیقة هذا الرجل بما قاله فی حقه من کلام. من هنا نرى أن شفاعة الامامین لم تکن على خلاف میل و رغبة أبیهما علیهم السلام، أضف الى ذلک ان الامام (ع) هو مظهر العفو و الصفح و ان شفاعتهم کانت ذریعة من الامام للعفو عنه.
الخلاصة: توجد هنا روایتان الاولى تشیر الى ان الشفاعة تمت من قبل الامامین (ع) و الثانیة تقول ان الشفیع کان ابن عباس. و لو سلمنا ان الامامین شفعا له هنا ینبغی الالتفات الى قضیة مهمة و هی ان هذه المسالة یعبر عنها العلماء قضیة فی واقعة، بمعنى انه موقف صدر لمعالجة قضیة خاصة و نحن لانعلم و لاندری بالضروف التی احاطت بالقضیة و لماذا شفع الامامان و ما هی الظروف الموضوعیة التی کانت حاکمة هناک.
وهناک احتمال انهما علیهما السلام استشفعا قبل ان یعلن الامام العفو.
و هناک احتمال ثالث انه هو ان الامامین ارادا ان یبینا ان هذا الرجل کان بدرجة من الخسة بحیث یحتاج العفو عنه الى وساطة خاصة و لایکفی العفو العام عنه کل ذلک من اجل بیان حقیقة هذا الامر للامة.
على کل حال هذه مجموعة من الاحتمال و تبقى القضیة هی قضیة فی واقعة لانعرف ما الذی کان یجری فی تلک الظروف الخاصة.
[1] بایع مروان بن الحکم أمیر المؤمنین(ع) بعد قتل عثمان إلا انه لما رأى ان هذه البیعة لا تدر علیه أی نفع مادی ولم تضمن له منصبا او جاها دنیویا نکث بیعته و اشترک فی حرب الجمل فی ضمن الجیش الذی حارب الامام (علیه السلام) الا انه اسر فی تلک الحرب.( انظر: الهاشمی الخویی، المیرزا حبیب الله، منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج 5، ص 220، مکتبة الاسلامیة، 1400 هـ ق).
[2] روی فی بحار الانوار عنْ رَجُلٍ مِنْ مُرَادٍ قَالَ: کُنْتُ وَاقِفاً عَلَى رَأْسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) یَوْمَ الْبَصْرَةِ إِذْ أَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بَعْدَ الْقِتَالِ فَقَالَ إِنَّ لِی إِلَیْکَ حَاجَةً. فَقَالَ (ع): مَا أَعْرَفَنِی بِالْحَاجَةِ الَّتِی جِئْتَ فِیهَا تَطْلُبُ الأَمَانَ لابْنِ الْحَکَمِ! قَالَ: نَعَمْ أُرِیدُ أَنْ تُؤْمِنَهُ. قَالَ آمَنْتُه ... .(بحارالأنوار، ج 32، ص 229).