بحث متقدم
الزيارة
7803
محدثة عن: 2008/12/20
خلاصة السؤال
هل یجوز لنا أن نقول: (یاعلي مدد= طلب الاعانة من علي) بقصد أن الله قد وهب له هذه القدرة و الموهبة فیقوم (ع) بمساعدتنا انطلاقا من تلك القدرة الالهية؟ و هل یمکن الحصول علی هذه المساعدة حتی بعد وفاته و استشهاده؟
السؤال
ورد في کتاب تفسیر الأمثل لآیة الله مکارم الشیرازي في تفسیر الآیة 35من سورة المائدة حول التوسل قوله: لا یجوز طلب الحاجات بشکل مباشر من أهل البیت (ع)، بل ینبغي اعتبارهم وسیلة، و الإ فانه سیکون شرکاً. إلا ان آیة الله الشهید دستغیب (شهید المحراب) أورد في کتبه: "حوادث و عبر"، و "الذنوب الکبیرة"، و " القلب السلیم" في معرض حديثه عن جواز طلب العون من أمیر المؤمنین علي (ع) و باقي الأئمة في أثناء حیاتهم و ما بعد مماتهم، و کذلک نقل الکثیر من الحوادث كشواهد على ما ذهب اليه، في حیاة آیة الله الگلبایگاني و آیة الله النراقي و بنت آیة الله الاراکي (فاطمة) و آیة الله الطباطبائي و...و كيف أن الائمة قد أعانوهم في کل نواحي حیاتهم. 1- هل یجوز لنا أن نقول: (یاعلي مدد= طلب الاعانة من علي) بقصد أن الله قد وهب له هذه القدرة و الموهبة فیقوم (ع) بمساعدتنا إنطلاقا من تلك القدرة الالهية؟ و هل یمکن الحصول علی هذه المساعدة حتی بعد وفاته و استشهاده؟ 2- هل یجوز أن نقول: إن أهل البیت (ع) یرزقون (و المقصود هو الجانب الروحي و المعنوي و الامور المعیشیة التي وهبها الله لهم لکي یعینوننا). 3- هل یمکن لأهل البیت (ع) أن یساعدوننا في حیاتنا الیومیة؟ 4- یقول آیة الله دستغیب شهید المحراب في کتاب (القلب السلیم) بشکل واضح بانه یجوز لنا أن نطلب من أهل البیت (ع) و نقول إنهم یرزقون (من الناحیة المعیشیة و المعنویة نظراً الی عنایة الله و لطفه بهم).
الجواب الإجمالي

إن التوسل بغیر الله سبحانه و طلب العون من الانبیاء و الاولیاء و هو ما کان متداولاً و متعارفاً عند المسلمین في مختلف الاعصار، لیس معناه جعلهم شرکاء لله تعالى في فعله، بل المقصود أن الله یستجیب للناس طلباتهم و حاجاتهم ببرکة وجود هؤلاء. و في الحقیقة فان هؤلاء إنما یتوسلون بالله نفسه بواسطة الاولیاء و هم یدعون الله لکي یقضي حوائجهم، و یدعون أولیاء الله لکي یطلبوا لهم حوائجهم من الله.

و قد طلب هذا المعنی من المؤمنین في القرآن الکریم في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسيلَةَ وَ جاهِدُوا في‏ سَبيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[1].

و من هنا نقول على نحو الاختصار: إن التوسل باولیاء الله أمر یرتضیه العقل و الشرع، و سیرة النبي الاکرم (ص) و أئمة أهل البیت (ع) و جمیع المسلمین قدیماً و حدیثاً قائمة علی جواز التوسل باولیاء الله، و کان النبي الاکرم (ص) و الأئمة (ع) یحثون الناس على التوسل بالقرآن و بأولیاء الله.[2]

و بناءً علی هذا فان الانبیاء و الاولیاء یمکنهم بأمر الله و إذنه أن یتصرفوا عند اللزوم في عالم التکوین و الخلقة و أن یوجدوا بعض الحوادث علی خلاف العادة و السیر الطبیعي. و أن جملة (إن الحکم لله) التي ظاهرها نفي الحکم التکویني و التشریعي) عن غیر الله، تشير الى معنی واضح و هو أن کل أمر في عالم التکوین و الخلق و في عالم التشریع و الاحکام الدینیة هو بید الله، و اذا طلبنا من أولیاء الله و الائمة أمراً أو حاجة مع الالتفات الی كونهم لا یفعلون شیئاً الا بإذن الله، فان ذلک لا یتنافی مع التوحید قطعاً، فیجوز لنا أن نقول: ( یاعلي مدد).

و الملاحظ من خلال مراجعة الآیات و الروایات أن الأئمة یمکنهم أن یعینونا مطلقا في زمان حیاتهم و بعد رحيلهم عن هذا العالم، و أنه لا اشكال في طلب الرزق منهم بلحاظ کونهم واسطة في الفیض.[3] وانهم وجهاء عند الله.

ولمزيد الاطلاع يمكن مراجعة المواضيع التالية:

  1.  موضوع: التوسل في القرآن و السنة، السؤال رقم 2032 (الموقع 2265).
  2.  موضوع: فلسفة التوسل بأهل البیت، السؤال رقم 1321 (الموقع1316).
  3.  موضوع: التوسل و الارتباط المباشر مع الله، السؤال رقم11274 (الموقع11096).
  4.  موضوع: نفي مالکیة النفع و الضرر عن النبي و طلب الشفاعة منه، السؤال رقم618 (الموقع676).
  5.  موضوع: دور الوسائط في التقرب الی الله، السؤال رقم 1269 (الموقع2577).
  6.  تفسیر الامثل، ج5، ص265وج3ص83 وج2ص557-559.


[1] المائدة: 35.

[2] اقتباس من موضوع: التوسل فی القرآن والسنة، السؤال رقم: 2032( الموقع: 2265).

[3] وللاطلاع أکثر، لاحظ: موضوع: المبانی الفلسفیة للمهدویة، السؤال: 1106 ( الموقع: 1901).

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280273 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258850 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129648 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115694 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89575 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61076 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60380 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57382 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51659 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47724 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...