بحث متقدم
الزيارة
6631
محدثة عن: 2009/12/30
خلاصة السؤال
هل یصح ذکر الصلوات عند سماع سورة "یاسین" و هل یوجد دلیل علی ذلک؟
السؤال
إن أهالی منطقتنا حینما یقرأون سورة "یاسین" یقولون مع قراءتهم یاسین "صلی الله علیه و آله و سلّم". و کذلک یقولون بعد قراءة الآیة الثانیة عشر من سورة یس "صلی علی إمام مبین". فهل هذا العمل صحیح هل یوجد علیه دلیل أو لا؟
الجواب الإجمالي

ذکر فی الروایات أنه کلما ذکر رسول الله(ص) أو ورد اسمه فصلّوا علیه. و ورد فی روایة أن لرسول الله اثنی عشر اسماً ورد خمس منها فی القرآن، و من تلک الأسماء یاسین. و أهل البیت(ع) هم آل یاسین أیضاً. و علیه فذکر الصلوات بعد قراءة الآیة الاولی من سورة "یس" التی تبتدأ بـ "یس و القرآن الحکیم" هو أمر حسن و إن لم یرد فیه دلیل أو حدیث خاص.

و کذلک فقد ورد فی بعض الروایات تفسیر "الإمام المبین" الوارد فی الآیة الثانیة عشرة من سورة یس بالإمام أمیر المؤمنین علی(ع) و علیه فذکره (ع) و السلام علیه و ذکره أیضاً أمر حسن.

الجواب التفصيلي

أکد القرآن الکریم علی حفظ حرمة الرسول الأکرم (ص) کما فی قوله تعالی "إن الله و ملائکته یصلّون علی النبی یا أیها الذین آمنوا صلّوا علیه و سلّموا تسلیماً".[1]

و یشیر مضمون هذه الآیة الی المنزلة الرفیعة للرسول الأکرم (ص) عند الله حیث إن الله و ملائکته یصلّون علیه و الله تعالی أمر  الآخرین بأن یقوموا بهذا العمل و یصلّوا و یسلّموا علیه.

و قد ذکر فی الروایات آثار و برکات کثیرة لذکر الصلوات. یقول الإمام الباقر(ع) أو الإمام الصادق(ع): "مَا فِی الْمِیزَانِ شَیْ‏ءٌ أَثْقَلَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَتُوضَعُ أَعْمَالُهُ فِی الْمِیزَانِ فَتَمِیلُ بِهِ فَیُخْرِجُ (ص) الصَّلَاةَ عَلَیْهِ فَیَضَعُهَا فِی مِیزَانِهِ فَیَرْجَحُ بِه‏.[2]

و قد ورد فی أحادیث المعصومین(ع) الحث علی الصلاة علیه کلما ذکر إسمه  المبارک (ص)، حتی لو کان الشخص فی الصلاة و سمع الإسم المبارک للنبی یستحب له أن یصلی علیه.

و قد ورد فی حدیث عن الإمام الباقر(ع):" إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ خَمْسَةٌ مِنْهَا فِی الْقُرْآنِ وَ خَمْسَةٌ لَیْسَتْ فِی الْقُرْآنِ فَأَمَّا الَّتِی فِی الْقُرْآنِ فَمُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ یس وَ ن‏ و أما التی لیست فی القرآن فالفاتح و الخاتم و الکافی و المقفى و الحاشر".[3]

و من هنا فإن من الألقاب المستعملة فی أهل بیت النبی الأکرم "آل یاسین" و قد نقلت زیارة باسم "زیارة آل یاسین" فی کتب الأدعیة و هی من توقیعات الإمام المهدی(عج).[4]

و قد وردت احدی القراءات للآیة 130 من سورة الصافات بأنها تقرأ "آل یاسین" "سلام علی آل یاسین" و قد نقل الإمام الصادق(ع) فی ذیل هذه الآیة عن آبائه أن الإمام أمیر المؤمنین علی(ع) قال: "یس محمد(ص) و نحن آل یس".[5]

و یقول الإمام الرضا(ع):"إن الله عزوجل أعطی محمداً و آل محمد من ذلک فضلاً لا یبلغ أحد کنه وصفه الا من عقله و ذلک إن الله عزوجل لم یسلّم علی أحد الا علی الأنبیاء(ع) فقال تبارک و تعالی سلام علی نوح فی العالمین" و قال "سلام علی ابراهیم " و قال "سلام عل موسی و هارون" و لم یقل سلام علی آل ابراهیم و لا قال سلام علی آل موسی و هارون و قال عزوجل سلام علی آل یاسین؛ یعنی آل محمد".[6]

فبناء علی الشواهد و الأدلة المذکورة فإن "یاسین" من أسماء الرسول الأکرم(ص)، و یستحب ذکر الصلوات بعد سماع أی اسم من أسماء الرسول الأکرم(ص)، بالرغم من أنه لم یرد حدیث فی خصوص الآیة الاولی من سورة "یس" و لم یرد نص بالخصوص بأن یصلی علی النبی و آله بعد تلاوة هذه الآیة، و لکن طبقاً للأدلة العامة المذکورة فإنه یحسن ذکر الصلوات بعد قراءة هذه الآیة.

و قد ورد فی بعض الروایات تفسیر "الإمام المبین" الوارد فی الآیة 12 من سورة یس بأمیر المؤمنین علی(ع)، فقد نقل فی حدیث عن الإمام الباقر(ع) قوله: لما أنزلت هذه الآیة علی رسول الله(ص) "و کل شیء أحصیناه فی إمام مبین" قام أبوبکر و عمر من مجلسهما فقالا یا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجیل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا، قال فأقبل أمیر المؤمنین علی(ع) فقال رسول الله(ص) هو هذا، إنه الإمام الذی أحصی الله تبارک و تعالی فیه علم کل شیء".[7]

و طبقاً لهذه الروایات فإن ذکر أمیر المؤمنین(ع) بعد تلاوة هذه الآیة و الصلاة و السلام علیه أمر حسن و إن لم یرد فیه روایة أو حدیث یأمر بالصلاة علی أمیر المؤمنین(ع) بعد قراءة هذه الآیة .[8]



[1] الاحزاب، 56.

[2] الکلینی، الکافی، ج2، ص 494، باب الصلاة علی النبی و أهل بیته (ع) ح 15، دار الکتب الإسلامیة، طهران 1365 ش.

[3] الشیخ الصدوق،الخصال، ج 2، ص 426، مرکز النشر التابع لجامعة المدرسین، قم، 1403 هـ ق.

[4] الشیخ الطبرسی، الاحتجاج، ج2، ص316، دار النعمان، النجف الاشرف، 1386ق.

[5] الطباطبائی، محمد حسین، المیزان، ج17، ص165، الطبعة الخامسة، دار الکتب الإسلامیة، طهران 1375 ش.

[6] الصافات، 79.

[7] الشیخ الصدوق، عیون أخبار الرضا(ع)، ج1، ص236، مطبعة جهان 1378 ش.

[8] مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج18، ص335، دار الکتب الإسلامیة، طهران؛ و المیزان، ج17،ص72.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280322 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258935 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129725 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115895 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89620 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61168 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60446 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57414 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51821 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47768 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...