Please Wait
5451
الکحول الأبیض الخالص المستعمل للأغراض الطبیة یکون طاهراً، إلا أن یکون مأخوذاً من الخمر و الفقاع، حیث یکون نجساً فی مثل هذه الحالة، و کذلک الحال بالنسبة للمواد المطهرة الأخرى المتخذة من الکحول و التی تستعمل للعلاج و الأغراض الطبیة الأخرى. و کذلک الکحول الصناعی، و هو الکحول الأبیض مضافاً إلیه بعض المواد السامة و التی تستعمل فی صناعة بعض المواد، کل هذه الأنواع طاهرة. کذلک الکولونیا و المواد الصناعیة الاخرى المشتملة على الکحول طاهرة.
و أما المشروبات المسکرة فإنها محرمة حتى على مستوى القطرة منها و التی لا تبلغ بالإنسان حد الإسکار. و ملاک الحرمة کون الشیء مائعاً و مسکراً.
فی البدایة نشرع ببیان حکم الکحول و بعد ذلک نعرج على حکم المشوربات الکحولیة.
و حکم الکحول یمکن أن یبحث فقهیاً من زاویتین:
1ـ من جهة الطهارة و النجاسة.
2ـ من جهة الحرمة و الحلیة بالنسبة للأکل و الشرب.
الکحول الأبیض الخالص المستعمل للأغراض الطبیة یکون طاهراً، إلا أن یکون مأخوذاً من الخمر و الفقاع، حیث یکون نجساً فی مثل هذه الحالة، و کذلک الحال بالنسبة للمواد المطهرة الأخرى المتخذة من الکحول و التی تستعمل للعلاج و الأغراض الطبیة الأخرى. و کذلک الکحول الصناعی، و هو الکحول الأبیض مضافاً إلیه بعض المواد السامة و التی تستعمل فی المجالات الصناعیة ، کل هذه الأنواع طاهرة.[1] کما أن تناول ذلک الکحول غیر محرم إلا أن یکون مسکراً، أی أن یحل بالماء فیتحول إلى مائع.
یقول آیة الله مکارم الشیرازی فی هذه المسألة: «الکحول غیر القابل للشرب ذاتاً، أو أنه سام لم یکن نجساً، و لکن عندما یحل بالماء لیکون مشروباً مسکراً، فإن شرابه حرام، و حکمه حکم النجس احتیاطاً»[2].
أما حکم المشروبات الکحولیة:
إن کل مشروب مسکر أو أی شیء مسکر یکون مائعاً بالاصل فإنه نجس[3] و یحرم شربه و تناوله فی نظر الفقه الشیعی.
و علیه فملاک الحرمة کون الشیء مائعاً و مسکراً، و کذلک فإن کل شیء یسبب الإکثار منه إسکار الإنسان و إنه مائع بذاته فإنه نجس و یحرم تناوله، حتى لو کان قلیلاً أو أن إسکاره خفیف[4]. وأما «البنج» و الحشیش «الجامدان» فمع أنهما ینحلان بالمائع إلا أنهما طاهران[5].
[1] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 80 و 81، مسألة 112.
[2] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 81، (مکارم(: مسألة 125.
[3] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص80 مسألة 111.
[4] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص:81. آیة الله الزنجانی: إذا کان المائع یسکر کثیره فإن القلیل منه نجسٌ أیضاً.. آیة الله بهجت(ره): المشروب و کل شیء یکون الإکثار منه مسکراً و إنه مائع بذاته فإنه نجس و إن شربه حرام، تى مع کونه قلیلاً و إسکاره خفیفاً.
[5] توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص: 80 مسألة 111.