بحث متقدم
الزيارة
5230
محدثة عن: 2010/07/17
خلاصة السؤال
کیفیة وجود الصور النوعیة؟ هل هی مادیة أو مجرّدة؟
السؤال
عند النظر الی حواشی الاستاذ المطهری فی کتاب أصول الفلسفة المجلّد الرابع "الصور النوعیّة هی جواهر تکون مسبّبة لتنوّع و اختلاف الأشیاء" فالصور النوعیة إما مجرّدة أو مادیّة أما کونها مجرّدة فلا یمکن ذلک بدون واسطة لأن المجرد لا یمکن أن یکون منشأ لآثار مختلفة و إذا کانت الصورة النوعیة مادیة فیجب أن تحمل الخصوصیات الأساسیة للمادة مثل "الامتداد – الطول- العرض- العمق" و إذا کانت کذلک فإنها –أی الصور النوعیة- تکون مثل الأجسام و حاملة للإشتراک الذی یکون فی الأجسام فکیف تکون منشأ لاختلاف الأشیاء؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
الجواب التفصيلي

کل جسم مادی فی حالة تغییر و تحوّل و أن التغییر و التحوّل یعنی: ان کل شیء لم یکن عنده وکان ممکن الحصول فانه سیحصل علیه فی ظروف وشروط خاصةمثلاً: النواة (البذرة) لیست بشجرة و لکن هی قادرة علی أن تکون شجرة فالبذرة عند توفر المقتضی (القابلیة) و عدم وجود المانع ، فیها استعداد علی أن تکون شجرة و الشجرة نفسها لها القابلیة علی أن تکون فحماً أو فحماً حجریاً؛ إذن کل جسم مادی یتکوّن من بعدین الأول حیثیة الوجدان و الفعلیة. و البعد الثانی فهو حیثیة القوة والاستعداد، فهناک  أشیاء لا یمتلکها و لکن له القدرة علی تحصیلها؛ فعندما ننظر لأی جسم سنجده یمتلک هذین البعدین فهو حامل للقوة و تسمّی المادة و البعد الآخر هو الفعلیة و تسمی الصورة. و المادة تنقسم الی صورة جسمیة و صورة نوعیّة.[1]

الصورة الجسمیة فعلیة عمومیة تکون فی جمیع الأجسام و الصورة النوعیة هی الشیء الذی یختص بشیء أو جسم خاص و شیئیّة هذا الشیء بصورته النوعیة. و قال الملا صدرا حول اصطلاح الصورة النوعیة: جمیع المعانی و الاطلاقات التی وضعت للصورة النوعیة تکون بهذا المعنی:

"ما به یکون الشیء هو بالفعل" و هذا المعنی یکون جامعاً لکل الأقوال و یقول أیضاً: "الصورة  هی جهة فعلیة الأشیاء و هی عند المعلم الأول و أتباعه هی الجوهر و عند الرواقیّین عرض و عندنا عین الوجود".

و الصورة النوعیة أیضاً یقال لها صورة نوعیة مادیة و طبیعیة فی قبال الصورة النوعیة المجردة.

و الصورة الجسمیة أیضاً هی المقدار و الهیئة الاتصالیة للأجسام یعنی: جوهر ممتد ذو أبعاد و هو مشترک فی تمام الأجسام.[2]

إذن بناء علی قول المرحوم صدر المتألّهین و هو مبنی العلامة الطباطبائی و الشهید المطهری أیضاً، أنه الصور النوعیة لیست بماهیات و لکنها نوع من الوجود المختص بالأجسام. والجدیر بالذکر ان هذا النوع من الموجودات من قبیل المفاهیم الثانیة الفلسفیة التی وان کان لها منشأ انتزاع فی الخارج الا انه لیس لها ما بازاء. و لتوضیح المطالب نستعین بقول الأستاذ المطهری حیث یقول: "المسألة الفلسفیة للصور النوعیة تستند علی رکیزتین أحدهما علمی و الآخر فلسفی فإن هذه المسألة فلسفیة أی هی نوع من الاستنباط الفلسفی. وقد بحثنا الملاک فی تشخیص المسائل الفلسفیة عن غیرها فی المجلد الاول من اصول الفلسفة فهذه المسألة فلسفیة لکنها قائمة علی رکیزتین الاولی علمیة والاخری  فلسفیة.

و الرکن العلمی  شهادة العلوم باختلاف الخواص و الآثار للموجودات فعلم الفیزیاء الذی یبحث فی القوی غیر العاقلة للطبیعة ، و کذلک علم الکیمیاء یشهد بلحاظ التفاعل الترکیبی للعناصر، و علوم الاحیاء تشهد بلحاظ الآثار الحیاتیة و خاصة من ناحیة القوة الحیاتیة "الطاقة الحیویة" و الحکومة و تصرفها بالمادة و بالأخص قانون التکامل فی الأحیاء بلحاظ انجذاب الکائن الحی و تقدمه علی نحو آخر فیکون شاهداً علی ذلک.

و نحن کلّما نطالع فی ذلک و نتوسّع فی المطالعة نستدل أکثر فی هذا الموارد.

 واما الرکن الفلسفی،فالتحقیق یکشف أن هذه الآثار و الخواص تحکی عن وجود طاقات مختلفة و هذه الطاقات و القوی لا تکون بصورة مستقلة و عنصر قبال المادة أو بشکل خارجی کلی عن الطبیعة.

و لا یمکن أن تکون بصورة عرضیة و خاصیة للمادة بل بصورة کمال جوهری و علی وجهٍ متعال لکونها وجه وجهةٍ للجسم و واجهته و بعدٌ و مقدار لذلک تکون جمیع هذه الأشیاء علی نمط واحد و طراز واحد و الواجهة الأخری لذلک لا یمکن تشخیصها الّا من خلال العقل و الاستدلال الفلسفی و بذلک نعلم أن جمیع هذه الأشیاء مختلفة الجوانب و لکن یجمعها جوهرٌ واحد.[3]

و بناء علی ذلک نفهم بأن هذه المفاهیم لها حقیقة واحدة تحتوی علی خصوصیات ینتزعها الذهن منها مفاهیم متعددة. و فی النتیجة إن هذه المفاهیم یکون وجودها فی الخارج منفصلاً و مستقلاً.



[1] الطباطبائی، محمد حسین، نهایة الحکمة، ص 99، الطبعة الثالثة عشر، مؤسسة النشر الإسلامی، قم 1416 ق.

[2] سجادی، جعفر، معجم المعارف الإسلامیة، ج 2، ص 1123، الطبعة الثالثة، منشورات جامعة طهران، طهران 1373 ش.

[3] المطهری، مرتضی، أصول الفلسفة، ج 4، ص 140.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما هو رأی الإسلام بخصوص مسألة التناسخ؟
    6696 الکلام القدیم 2008/04/12
    قبل عدة قرون ظهرت فی الهند نظریة بعنوان التناسخ حیث تتحدث هذه النظریة عن تکرر رجوع الأرواح الى الدنیا، و بمرور الزمن أصبحت هذه النظریة مورداً لإهتمام کثیر من الناس فی العالم لدرجةٍ ان البعض اتخذ هذه النظریة کعقیدة و مذهب له، خلال هذه الفترة الطویلة قام العلماء الکبار ببحث ...
  • ما هی أهم خصائص المواطن فی المجتمع الاسلامی؟
    11074 العملیة 2008/04/23
    ان الدین الاسلامی باعتباره آخر شریعة إلهیة هو دین جامع و کامل و علی هذا فقد اهتم الاسلام بالاحکام و القوانین الاجتماعیة کاهتمامه بالاحکام الفردیة، فمن وجهة نظر الاسلام فان الحیاة الاجتماعیة و علاقات الافراد فی المجتمع و مسؤولیات المواطن فی قبال الناس و المجتمع الذی یعیش فیه، لها اصول ...
  • ما المراد من برهانی التمانع و الفرجة؟
    5596 الکلام القدیم 2011/09/21
    یعد برهان التمانع أحد البراهین القرآنیة المتقنة و المحکمة لاثبات توحید الله تعالى و مدبریته و هو البرهان المشار الیه فی قوله تعالى " لو کان فیهما آلهة الا لله".و اما برهان الفرجه فهو البرهان المستل من روایة هشام بن الحکم عن الامام الصادق (ع) ...
  • ما هی رؤیة الاسلام لمسالة التله باتی؟
    5640 الحقوق والاحکام 2009/02/18
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما هی آخر آیة من القرآن و هل کان من الممکن زیادة الوحی؟
    7872 التفسیر 2009/01/24
    هناک روایات متعددة و مختلفة حول آخر الآیات و السور النازلة علی النبی (ص)، و یمکن القول فی الجمع بین الروایات ان آخر سورة کاملة نزلت علی النبی (ص) هی سورة (النصر) التی نزلت قبل فتح مکة او فی نفس سنة الفتح، و ان آخر سورة نزلت بلحاظ نزول آیاتها ...
  • توجد رواية مبتنية على أن المحسنين من الجن لا يدخلون الجنة بل يبقون في مكان بين الجنة و النار مع الشيعة المذنبين. ما هو رأيكم في هذا الأمر؟
    6330 درایة الحدیث 2012/04/17
    هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تبيّن أن الجن مكلّفون كالإنسان و مسؤولون عن أعمالهم و يحاسبون عليها.[1] فالله سبحانه و تعالى يصرّح في سورة الرحمن التي يخاطب بها الجنّ و الإنس "وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان"[2] و ...
  • اذکروا لنا نبذة عن حیاة (الامام) البخاری
    6988 تاريخ بزرگان 2008/02/13
    ابو عبدالله محمد بن اسماعیل بن ابراهیم بن المغیرة بن بردزیه الجعفی البخاری، من اشهر محدثی اهل السنة.ولد فی سنة 194 هجریة فی قریة (خرتنک) من قری بخاری و فی طفولته فقد أباه، و کان له حافظة قویة جداً و اهتم منذ طفولته بحفظ و جمع الاحادیث.و ...
  • نسبة أحد أحفاد الزهراء(ع) إلى بنی أمیة
    6508 تاريخ بزرگان 2009/07/15
    فی روایاتنا أن فاطمة بنت الحسین(ع) تزوجت بابن عمها الحسن بن الحسن(ع) المعروف بالحسن المثنى، کما أنه من الممکن وجود أفراد ملعونین فی ذریة فاطمة بسبب عدم رعایة الحدود الإلهیة و القوانین الإسلامیة، إضافة إلى ذلک فإننا نعتقد أن الفئة أو القوم الذین یکونون مورداً ـ للعن ـ کبنی إسرائیل ...
  • هل یحرم استعمال آلة الویولون و البربط (العود) و باقي الآلات الموسیقیة؟ و هل یطلق البربط علی کل آلة موسیقیة لها أسلاک؟
    5486 الحقوق والاحکام 2012/03/12
    لیس من وظیفة الفقهاء تعیین المصداق لکل حکم، بل إنهم یُبیّنون الحکم الکلّي و یترکون تحدید المصداق للعرف. و من هنا لا یحرم استعمال هذه الآلات لو لم یعزف بها عزفاً حراماً، و استعمال هذه الآلات منوط باستعمالها الحلال و العزف بها عزفاً حلالاً. بعبارة أخری، یجب ...
  • کیف تکون الغفلة عن ذکر الله بمعنى مصاحبة الشیطان و مقارنته؟
    5835 التفسیر 2012/01/12
    لیس المراد من الآیة الکریمة أن الله تعالى و بمجرد غفلة الانسان عن ذکر الله تعالى غفلة بسیطة لانشغاله بالاعمال الخاصة او ما شابه ذلک، او لمجرد أن تزل قدم الانسان زلة واحدة، یقرن به شیطان الى یوم القیامة، بل الآیة بصدد بیان معنى اعمق من ذلک کما یقول أمیر ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257334 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128197 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113312 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89026 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59879 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59590 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56882 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49822 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47191 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...