Please Wait
6410
زیارة الائمة (ع) لها حکم و فلسفات عدیدة. و الذی یوفق للزیارة باخلاص و بقصد التقرب الی الله فان زیارته تکون متقبلة عند الله و ان لم تجر دموعه. و للحصول علی الفائدة التامة لزیارة الائمة(ع) من الضروری مراعاة الامور التالیة:
1-معرفة الامام (ع) 2- الطهارة الروحیة 3- الطهارة الجسمیة 4-الاستعداد الروحی و العاطفی .5- الزیارة و اعلان السلام و المودة 6- الصلاة 7- الدعاء و المناجاة مع الله 8- میثاق الصدق و العبودیة لله.
ان من یقف امام قبر الامام المعصوم مراعیاً لهذه الآداب، و یری نفسه بحاجة الی رعایة الامام المعصوم و عنایته، فان دموعه ستنحدر قطعاً، علماً ان عدم جریان الدموع لا یدل علی عدم قبول الزیارة.
ان للبرامج العبادیة اثاراً وفوائد کثیرة، یستفید کل شخص من برکاتها بحسب استعداده و قابلیته، و لاجل الاستفادة الکاملة من البرامج العبادیة ینبغی التعرف علی آدابها و مراعاتها.
و لزیارة الائمة (ع) حکم و فلسفات عدیدة منها:
تجدید البیعة مع الامام، و جعله شفیعاً عند الله، و التوسلبه الى الله، و ان الذی یوفق للزیارة باخلاص و بقصد التقرب الی الله، فان زیارته تکون متقبلة عند الله و ان لم تجر دموعه. و للحصول علی الفائدة التامة لزیارة الائمة(ع) من الضروری مراعاة الامور التالیة:
1-معرفة الامام (ع): ان من یرد علی عین ماء فانه سیستفید منها بقدر الاناء الذی یحمله معه، و الزائر الذی یأتی لزیارة الامام فانه سینتفع منها بقدر وعیه و معرفته. فعلینا قبل کل شئ ان نرفع مستوی معرفتنا بالامام، و قبل ان نذهب الی الضیافة نتعرف علی المضیّف و خصوصیاته الاخلاقیة و السلوکیة، وکذلک نتعرف علی رغباته و تطلعاته.
2.الطهارة الروحیة: ان من اهم خصائص أهم البیت (ع) هو طهارتهم و عصمتهم من کل ذنب و نقص، و هم یحبون ان یکون ضیوفهم أیضاً متنزهین عن الذنوب. فلذلک یلیق بزائر الامام –و قبل دخوله الحرم- ان یبذل غایة مجهوده للحصول علی الطهارة و النقاء الروحی، ان بعض القذارة تنشأ من التماهل فی أداء الواجبات، و الاهمال فی اداء الصلاة و الصوم و ارتکاب بعض المحرمات، فیجب علیه ان یتوب الی الله، و ان یعزم علی تلافی ما سلف منه، و ان لا یقترب من المعاصی و الموبقات فی المستقبل.
و البعض الآخر من القذارة تنشأ من إهمال حقوق الآخرین، و عدم احترام الوالدین و التفریط بحق الاخوة و الاخوات و قطع العلاقة مع الاقارب، و التصرف فی أموال الایتام و القاصرین ظلما، و اهمال حق الزوج و الابناء.
و التوبة من مثل هذه الذنوب – بالاضافة الی الندم القلبی و الباطنی –ان یؤدی الحقوق المهدورة، و ان یعزم علی ارضاء ذوی الحقوق.
3- الطهارة الجسمیة: ان طهارة الثیاب و البدن هی من آداب الاعمال العبادیة، و حیث ان حرم الائمة هو من الامکنة المعدة لعبادة الله و ان محضر الامام هو محضر و لی الله فیجب مراعاة غایة الطهارة و النظافة عنده، والاتیان بغسل الزیارة و الوضوء قبل الدخول الی الحرم. و یکون الغسل بنیة الطهارة من جمیع القذارات التی تحتاج الی غسل و التی ربما تکون قد نسیت، و کذلک بنیة التهیؤ لزیارة الامام و المناجاة مع الله.
و بالاضافة الی الطهارة الجسمیة و المعنویة، فان بعض الاعمال تهییء الجو الروحی للزائر لاجل الزیارة، و من جملة تلک الاعمال مساعدة المحتاجین و اعانة الزائرین، فأن من وسائل ایجاد الاستعداد الروحی و المعنوی للذین یذهبون للزیارة بصورة جماعیة و علی شکل قوافل هو اعانة الرفقاء و توفیر اجواء الراحة و الزیارة لهم. و قد نقل فی احوال الامام الخمینی (ره) انه حینما کان یذهب مع اصدقائه لزیارة الامام الرضا (ع) فی ایام الشباب، حینما کان الجمیع یخرجون معاً للزیارة، فان الامام کان یعود الی غرفة السکن قبل الآخرین فکان یقوم بتنظیف الغرفة و یهیء و سائل الاستقبال و الراحة و الماکل و المشرب. ان خدمة زوار الامام الرضا (ع) و محبیه هی خدمة للامام نفسه و تعد وسیلة جیدة لکسب رضا الامام و عنایته.
5- الزیارة و اداء السلام و التحیة: و هذه هی اهم مراحل الزیارة، حیث ان الزائر بعد مراعاته لآداب الزیارة و حصوله علی الطهارة الظاهریة و الباطنیة، یقوم بابراز مودته و حبه لاهل البیت بنیة خالصة و بقصد طاعة الله. و هو واقف او عاکف امام ضریح الامام بکل أدب و احترام.
علما انه یجوز ان یکون الدعاء باللغة الفارسیة او العربیة، و افضل الادعیة هو ماروی عن الائمة المعصومین (ع) و الاولیاء مثل زیارة (امین الله ) او زیارة (الجامعة الکبیرة) او (الزیارة الخاصة للامام الرضا(ع).
6- الصلاة و عبادة الله: و بعد قراءة الدعاء و زیارة الامام (ع) فقد ورد اداء صلاة رکعتین مثل صلاة الصبح. و الصلاة هی عبادة الله و تقرب الیه. و لکن ثوابها یهدی الی مقام الامام (ع).
7- الدعاء و مناجاة الله: ورد فی الروایات ان الدعاء و مناجاة الله و طلب الحاجات منه هو لب العبادات و روحها. و بعد الزیارة و الصلاة یکون الجو النفسی للزائر مهیئاً تماماً لطلب حاجاته من الله و فی حضرة الامام و الجو المعنوی للحرم و بعد التهیؤ الروحی و المعنوی ینبغی رفع الایدی الی السماء –و هی محل نزول الرحمة الالهیة –و طلب الحاجات و رفعها الی الساحة الالهیة و الامام المعصوم(ع)، فان اجواء نزول اللطف و الرحمة الالهیة تکون مهیئة فی مثل هذه الاجواء الملکوتیة.
8- میثاق الصدق و العبودیة امام الله.و من جملة العوامل التی تساهم فی التأثیر فی استجابة ادعیة الزائر هی ان یعاهد الله فی محضر الامام (ع) علی اداء واجباته و تجنب معاصیه، و اداء حقوق الآخرین، و ان یدعو للفرج و ظهور الامام المهدی (عج) و کذلک لأنتصار المسلمین فی مختلف بقاع العالم. ان کل زائر هو اعرف بنقاط ضعفه فی الامور الدینیة، فهناک من قصر فی اداء الصلاة، و آخر فی اداء الصوم و ثالث فی مجال الحجاب و العفاف، و رابع بحق الاب و الام او الزوج او الولد[1].
ان من یقف امام قبر الامام المعصوم مراعیاً لهذه الآداب، و یری نفسه بحاجة الی لطف الامام المعصوم و عنایاته، فان دموعه ستنحدر قطعاً. و الدموع و البکاء اثناء الزیارة هی احد علامات التوجه التام لمقام الامام، و ان لم یکن عدم البکاء دلیلاً علی عدم قبول الزیارة.