بحث متقدم
الزيارة
5679
محدثة عن: 2011/11/12
خلاصة السؤال
ما هی فلسفة الانتقام من المحرم الذی یصید الحیوانات؟
السؤال
ما سبب و فلسفة الانتقام فی قوله تعالی (وَمَنْ عَادَ فَیَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقَامٍ)؟
الجواب الإجمالي

تعرضنا للاجابة عن السؤال فی البحث عن تفسیر قوله تعالى"(فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِکَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمٌ)" ونضیف هنا:

إن الصید فی الحرم، أو فی حال الإحرام هتک لحرمات اللّه فعوقب الصائد علیه بالکفارة المذکورة، و معنى و بال أمره عاقبة فعله السی‏ء (عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ) من الصید قبل التحریم (وَ مَنْ عادَ) إلى الصید (فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ) لإصراره على الذنب.[1]

فمن لم یعتن بهذه التحذیرات المتکررة و لم یلتفت إلى أحکام الکفارة و کرر مخالفاته لحکم الصید و هو محرم فإنّ اللّه سوف ینتقم منه فی الوقت المناسب: (وَ مَنْ عادَ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَ اللَّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ).[2]

وقال صاحب تفسیر من وحی القرآن:(لِیَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عادَ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَ اللَّهُ عَزِیزٌ ذُو انْتِقامٍ)، لتثیر فی نفوس المؤمنین الشعور العمیق بالهول العظیم من انتقام اللّه من المتمرّدین، و ذلک من أجل أن یذوق عاقبة أمره فیرتدع عن التعدی على حدود اللّه، و ذلک هو التشریع الجدید الّذی یحاسب النّاس على أساسه فی ما یستقبلونه من التعدی على حرمات الحرم، أو الإحرام. أمّا الأفعال المماثلة الّتی مارسها النّاس فیها قبل هذا التشریع، فلیس للّه على النّاس فیها شی‏ء، إذ لم یسبق فیها تحریم من اللّه لیؤاخذهم به. و لیس للتشریع فی الإسلام مفعول رجعیّ، لأنّ اللّه لا یعاقب النّاس فی الدنیا و الآخرة إلّا فی ما أقام علیه الحجّة بالأمر و النهی. و الظاهر أنّ التعبیر بکلمة العفو فی قوله تعالى: عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ لا یراد بها العفو عن الذنب، بل یراد بها عدم العقوبة، و ربّما کانت مناسبة التعبیر مرتکزة على أساس ما فی هذا الفعل من مفسدة و حزازة لما یوحی به من عدم احترام حرمة الحرم، مما یجعله شبیها بالذنب فی طبیعته، و إن لم یکن ذنبا فی حقیقته، و أمّا کلمة وَ مَنْ عادَ فَیَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ فیبدو أنّها تأکید لحکم وجوب الکفّارة باعتبارها لونا من ألوان الانتقام العملی فی الدنیا، بالإضافة إلى عذاب اللّه، و ذلک من أجل المقابلة بین حالة العفو و حالة الانتقام فی تلخیص سریع للموضوع.[3]



[1] مغنیة، محمد جواد، تفسیر الکاشف، ج ‏3، ص 128، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1424ق.

[2] مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏4، ص: 152، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421ق.

[3] فضل الله، محمد حسین، تفسیر من وحی القرآن، ج‏8، ص: 347، دار الملاک، بیروت، الطبعة الثانیة، 1419ق.

الجواب التفصيلي

لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280270 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258846 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129641 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115675 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89568 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61060 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60378 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57381 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51647 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47721 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...