بحث متقدم
الزيارة
4788
محدثة عن: 2009/02/03
خلاصة السؤال
فی أحد مساجد أمریکا یتعاون إمام المسجد و المشرفون على المسجد مع المسئولین الأمریکیین (وزارة الدفاع و FBI) فهل یجوز التعاون مع هذا المسجد؟
السؤال
تقطن أسرتی فی أمریکا، و یوجد فی الحی الذی نسکن فیه مسجد جید و إمام هذا المسجد شخص معروف بین الناس بالخیر و الصلاح. و أنا منذ عرفته ما رأیت منه إلا خیرا. مع أنه یرتدی ربطة العنق فی اجتماعات المسجد. لکن إمام هذا المسجد و اللجنة المشرفة علیه لهم علاقات قویة مع مسئولی و رؤساء (وزارة الدفاع و FBI). و أقامت لجنة أمناء المسجد برنامجا هو عبارة عن "مشروع العمل خلال الدراسة" للطلبة الجامعیین المسلمین یدفع من خلاله مبلغ ألف دولار لکل شخص مقابل أن یجمعوا معلومات حول المؤمنین الذین لا یستطیعون الحضور للمسجد، فی سبیل القیام بإرسال الکتب إلیهم، و تعطى هذه المعلومات إلى لجنة إدارة المسجد. و بملاحظة العلاقة الوثیقة لمسؤلی المسجد مع المسؤلین الأمریکیین فأنا أخشى أن تقع هذه المعلومات بأیدی الأمریکیین مما یؤدی إلى تعرض المؤمنین للأذى، (خصوصا بملاحظة قوانین مکافحة الإرهاب التی شرعتها حکومة بوش، فحتى المعتدلین لیسوا فی مأمن، مع العلم أن أکثر المؤمنین هم من المعتدلین) فهل قبول هذا العمل أمر صحیح؟
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

یحتاج الإنسان أن یتواصل و یتعامل مع غیره من البشر فی جمیع المجتمعات بقطع النظر عن المعتقدات التی یحملها الآخرون، و الاتجاه الذی یتبنونه، و قد أجاز الإسلام مثل هذه العلاقات بالمستوى الطبیعی[1]، فیحق للمسلمین أن یقیموا علاقات صداقة مع أتباع سائر الأدیان، شریطة أن لا تسخر هذه العلاقات لخدمة بعض الجهات المعادیة للإسلام و المسلمین، و على هذا یجب على کل مسلم أن یتوخى الحذر و یستشیر من أجل تشخیص أن علاقته مع الکفار و الأجانب هل تؤدی للإضرار بالإسلام و المسلمین فیجب الاجتناب عنها حینذاک أو لا.

و عند حدوث تناف بین أمرین فالعقل یحکم بتقدیم الأمر التی یحظى بأهمیة أکبر (الأهم) على الأمر الذی له نصیب أقل من الأهمیة (المهم)، فإذا توقف دفع ضرر کبیر عن الإسلام أو المسلمین، أو جلب نفع و مصلحة کبیرة لهم على القیام بتصرف فیه ضرر أقل کإقامة هذه العلاقات المضرة یجب القیام بذی الضرر الأقل.

و أما فیما یتعلق بسؤالکم فکما تفضلتم فإن هذا الاحتمال موجود فلعل هدفهم من التعاون معکم هو من أجل الحصول على المعلومات، و قد یؤدی ذلک إلى الإضرار بالمسلمین، و توجیه ضربة للإسلام، فلا ینبغی أن یسعى الإنسان من أجل الوصول هدف صغیر مثل تحصیل إجازة لإقامة مراسم إسلامیة، أن یخاطر بشؤون بقیة المسلمین، و عکس هذا صحیح أیضا، فإذا کان قطع العلاقة معهم یؤدی إلى الوقوع فی مشاکل لا تحتمل لبقیة المسلمین فلا ینبغی قطع هذه العلاقة. و الحاصل أنه من أجل التشخیص الدقیق لهذا الموضوع و معرفة الأهم من المهم ینبغی التشاور مع أشخاص لدیهم معلومات أدق و أشمل فی هذا المجال، و على کل حال إذا قررتم الاتصال بالمسئولین الحکومیین، ینبغی التصرف بحذر فی هذه العلاقة.

النقطة الأخرى هی: إذا کنت مطمئنا من إمام جماعتک من کل الجهات، فلا یکون مجرد ارتداء ربطة العنق فی مثل المجتمع الأمریکی علامة على التناغم و التعاون مع العدو، و لا تؤدی إنشاء علاقات محدودة مع المسئولین الحکومیین لأجل القیام بنشاطات المسجد إلى إساءة الظن به، إلا إذا حصل عندک اطمئنان أنه یقوم بنشاطات ضد مصالح الإسلام و المسلمین.



[1] - الممتحنة، 8 و 9. "لا یَنْهاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطین‏ [8] إِنَّما یَنْهاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذینَ قاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ أَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَ ظاهَرُوا عَلى‏ إِخْراجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ [9]".

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...