بحث متقدم
الزيارة
6010
محدثة عن: 2011/09/22
خلاصة السؤال
ماذا کان إعجاز النبی یوسف؟ و هل یمکن عدّ تعبیر الأحلام من الإعجاز أو هو علم إلهی؟
السؤال
ماذا کان إعجاز النبی یوسف؟ و هل یمکن عدّ تعبیر الأحلام من الإعجاز أو هو علم إلهی؟
الجواب الإجمالي

قبل الجواب یجب أن نقدّم تعریفا عن المعجزة.

یقول علماء الاسلام فی تعریف المعجزة [1] : "المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدی و مطابق للدعوی".

و خوارق العادة هی الحوادث الواقعة علی خلاف طبع الاشیاء و المعهود من عمل القوانین الطبیعیة. و حین یقال انّ المعجزة خرق للعادة فلیس معناه انّ المعجزة استثناء من قانون العلّیة، فلیست المعجزة نفیاً للعلل لانّ قانون العل ّ یة مقبول من قبل البرهان و القرآن ایضاً. [2]

بعبارة أخرى مجرد کون الأمر خارقا للعادة لا یدخله فی الإعجاز ، بل یشترط فی ذلک أن یکون مع التحدی و مطابقا مع المدّعى.

فعلى أساس ما ذکر یمکن أن یکون تعبیر الأحلام إعجازا، و لکن لیس فی کل زمان و بالنسبة إلى أی نبیّ، بل إذا کان خاضعا للشروطه الخاصة التی ذکرت.

ومن جانب آخر إن کون تعبیر الأحلام معجزة لا ینافی أن یکون علما إلهیا بل یلزمه ذلک.

کما لا تعارض بین أن یکون تعبیر الأحلام معجزة و أن یحظى الآخرون بالدرجات النازلة منه؛ کما أنه إعجاز بلاغة القرآن و فصاحته لا یتعارض مع أن یحظى البعض بالدرجات الأنزل من الفصاحة و البلاغة.

الأمر المهم الآخر هو أن هناک علاقة وطیدة بین المعجزة و العلوم المتعارفة بین الناس. لابدّ أن تفوق معجزة کل نبیّ أعلى مراتب العلوم و الفنون فی زمانها، حتى عندما یعجز علماء ذلک العصر عن مواجهتها، یحصل الیقین على أن هذا العلم من قبل الله و لیس له مصدر بشری. فعلى سبیل المثال إن إعجاز تغیّر عصا موسى (ع) متناسب مع تطور السحر و کذلک إبراء الأمراض المستعصیة و إحیاء الأموات على ید النبیّ عیسى (ع) متناسب مع تطور علم الطب و کذلک فصاحة القرآن الفریدة متناسبة مع تلک الفترة التی بلغت فیها الفصاحة و البلاغة إلى ذروتها. من هذا المنطلق نقول إن تعبیر الأحلام کان معجزة النبی یوسف (ع).

إن الأحلام المتعددة التی أشیر إلیها فی سورة یوسف من منام یوسف إلى منام السجناء و منام فرعون مصر و مدى اهتمام الناس فی مصر بتعبیر الأحلام یدلّ على أن تعبیر الأحلام یعدّ من العلوم الراقیة و المتطورة فی ذلک العصر. و لعله لهذا الدلیل کان یحظى نبیّ ذلک العصر یوسف بأعلى درجات هذا العلم و فی الواقع کان یعتبر إعجازه آنذاک. [3]



[1]     لاحظ: کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد، العلامة الحلی. رهبران بزرگ و مسئولیتهای بزرگتر (القادة العظام و المسؤولیات الکبری) ص 119 – 103. مقدمة فی النظرة الکونیة الاسلامیة، الشهید المطهری، المیزان، ج 1: 58 – 90 انسان کامل از دیدگاه نهج البلاغه (الانسان الکامل فی نهج البلاغة) ص 8 – 21، ترجمة و شرح الاشارات لابن سینا، الشواهد الربوبیة، فصل فی اصول المعجزات و خوارق العادات. المبدأ و المعاد، الملاصدرا.

[3] . مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل فی کتاب الله المنزل ، ج7 ، ص227 ، مع تغییر یسیر ، نشر مدرسة الإمام علی بن أبی طالب ، 1421ق، الطبعة الاولى.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...