بحث متقدم
الزيارة
6373
محدثة عن: 2008/06/18
خلاصة السؤال
ما هو الدلیل على احقیة أبناء الأئمة و الاعتقاد بهم؟
السؤال
أرید أن أسال عن أبناء الأئمة فیما یتعلق بالاعتقاد بهم.
الجواب الإجمالي

المراد بأبناء الأئمة (ع) أبناؤهم أو أسباطهم، و لکن العرف یطلق ذلک على قبور هؤلاء الأبناء، و قد وردت الروایات الکثیرة عن النبی (ص) و أهل بیته (ع) فیما یخص إکرام أولاد النبی (ص) و أن إکرامهم یترتب علیه ثوابٌ جزیل. إن الأمر باحترام أبناء الرسول (ص) یستوعب و یشمل فترة ما بعد حیاتهم من قبیل احترام مزاراتهم و قبورهم و زیارتها و اعمارها و الحفاظ على نظافتها و تعطیرها و لابد لنا أن نتوجه إلى نقطتین هامتین فی هذا الصعید:

1ـ إن التوصیات التی تؤکد على احترام و إکرام ذریة الرسول الأکرم (ص) تشمل أولاده الواقعین فقط و ذلک فی حالة کونهم یسیرون على خطى جدهم و یتمسکون بنهجه.

2ـ نرى فی هذه الأیام بعض أصحاب المنافع و الأطماع یدعون کذباً وجود ضریح لاحد أبناء الأئمة فی مناطقهم لیکون ذلک وسیلة لجلب المال او الشهرة او ما شابه ذلک، و إذا لم یضرب على أیدی هؤلاء فسوف یتعرض الدین إلى ضربة قاصمة على أیدیهم.

یقول المرحوم المحدث القمی (ره): من أجل أن یکون مرقد أبناء الأئمة ذا اعتبار و اعتماد لابد من توفر شرطین:

1ـ الانتساب إلى أحد الأئمة (ع).

2ـ بالإضافة إلى النسب لابد من ثبوت الإیمان و جلالة القدر و التقرب إلى الله سبحانه، و فی غیر ذلک فلا شیء غیر قراءة الفاتحة کما تقرئ لعامة أموات المسلمین، و على کل حال فإن إظهار عدم الاحترام بالنسبة إلى مراقد أبناء الأئمة المعروفة أمر غیر صحیح.

الجواب التفصيلي

المراد من هذا المصطلح الابن أو السبط بالنسبة إلى الأئمة الأطهار (ع) و هم أبناء النبی (ص) بالواسطة، و لکن العرف یطلق لفظ (أبناء الأئمة) على مراقدهم (و هو من باب تسمیة المحل باسم الحال).

و قد وردت روایات کثیرة عن النبی (ص) و الأئمة الأطهار (ع) تؤکد على احترام أبناء رسول الله (ص) [1] . قال رسول الله (ص): «من أکرم أولادی فقد أکرمنی». [2]

و قال الإمام الرضا (ع): "النظر إلى ذریتنا عبادة". قال الراوی قلت: النظر إلى الأئمة منکم، أو النظر إلى ذریة النبی (ص)؟ فقال: "بل النظر إلى جمیع ذریة النبی (ص) عبادة، ما لم یفارقوا منهاجه، و لم یتلوثوا بالمعاصی". [3]

و أن احترام ذریة النبی (ص) و إکرامهم یشمل زمان حیاتهم و ما بعد وفاتهم، و أنه من تعالیم الإسلام حیث یقول: «زوروا قبور موتاکم و سلموا علیهم». [4] و من وجوه الاحترام لهؤلاء الأکابر بعد رحلتهم من الدنیا إظهار الاهتمام و الاحترام اللائق بمحل دفنهم و مزاراتهم. و علیه فبناء هذه المزارات من أنواع الإکرام و الاحتفاء، لأن ذلک یرفع من شأن أصحابها من جهة، و یساعد على جلب الزوار و الرواد لهذه الأماکن من جهة أخرى. [5]

و لابد من الالتفات إلى أمر مهم بخصوص التأکید الوارد فی الروایات على احترام أبناء النبی (ص) و هو أن الروایات ناظرة إلى أبناء النبی الواقعیین، و هم أبناؤه من صلبه سواء کانوا کذلک من دون واسطة أم بالواسطة، إضافة إلى استقامتهم على خط جدهم و السیر على نهجه و التمسک بسیرته.

و الأمر المهم الآخر هو وجود بعض الأشخاص من منتهزی الفرص و طلاب المطامع ممن یدعون وجود مراقد لأبناء الأئمة زوراً و کذباً حتى مع عدم وجود أی قبر یذکر فی بعض الأحیان، و إذا کان هناک قبر فلیس له علاقة بأبناء النبی (ص)، و علیه فالدقة أمر لازم فی مثل هذه الموارد من أجل الوقوف بوجه هذه الفئة الانتهازیة.

و من خلال التوجه إلى النقطتین المتقدمتین یبدو موقفنا واضحاً بالنسبة لمراقد أبناء الأئمة، لابد من تصحیح نسب صاحب القبر و ارتباطه برسول الله (ص) عن طریق الکتب المعتبرة، التی یدونها أهل الفن أولاً، و ثانیاً یضاف إلى صحة النسب إثبات الجلالة و الاستقامة و جلالة القدر و التقرب إلى الله و ذلک من خلال علم الرجال و فی نظر التاریخ. و فی حالة توفر هذین الشرطین کما هو الحال بالنسبة إلى الشاه عبد العظیم (فی مدینة ری) و السیدة معصومة فی قم و السید محمد فی طریق سامراء و احمد بن موسی (المعروف بشاه جراغ) فی شیراز و... فعند ذلک یکون الاحترام و التبجیل لازماً و أن الثواب یترتب على زیارتهم، و أما فی حالة عدم توفر هذین الشرطین فالواجب على الإنسان فعله هو قراءة الفاتحة و تلاوة القرآن على قبورهم کما هو المعروف بالنسبة إلى قبور المسلمین.

و لکن على کل حال فإن إظهار عدم الاحترام بالنسبة لمراقد أبناء الأئمة المعروفین أمر غیر صحیح، إلا أن یثبت أن المدعى لا أساس له، کما أنه لا یکفی أن یقال للناس أن فی هذه البقعة مرقداً لأحد أبناء الأئمة.



[1] مستدرک الوسائل، ج12، ص 376.

[2] المصدر نفسه.

[3] وسائل الشیعة، ج12، ص 311.

[4] بحار الأنوار، ج 79، ص 64.

[5] التعرض لذکر الفؤائد المترتبة على هذه الزیارات یحتاج الى بحث مستقل، یمکن ملاحظة، ثمرات زیارة البقیع، السؤال رقم 895 (الموقع: 1303).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...