Please Wait
6373
المراد بأبناء الأئمة (ع) أبناؤهم أو أسباطهم، و لکن العرف یطلق ذلک على قبور هؤلاء الأبناء، و قد وردت الروایات الکثیرة عن النبی (ص) و أهل بیته (ع) فیما یخص إکرام أولاد النبی (ص) و أن إکرامهم یترتب علیه ثوابٌ جزیل. إن الأمر باحترام أبناء الرسول (ص) یستوعب و یشمل فترة ما بعد حیاتهم من قبیل احترام مزاراتهم و قبورهم و زیارتها و اعمارها و الحفاظ على نظافتها و تعطیرها و لابد لنا أن نتوجه إلى نقطتین هامتین فی هذا الصعید:
1ـ إن التوصیات التی تؤکد على احترام و إکرام ذریة الرسول الأکرم (ص) تشمل أولاده الواقعین فقط و ذلک فی حالة کونهم یسیرون على خطى جدهم و یتمسکون بنهجه.
2ـ نرى فی هذه الأیام بعض أصحاب المنافع و الأطماع یدعون کذباً وجود ضریح لاحد أبناء الأئمة فی مناطقهم لیکون ذلک وسیلة لجلب المال او الشهرة او ما شابه ذلک، و إذا لم یضرب على أیدی هؤلاء فسوف یتعرض الدین إلى ضربة قاصمة على أیدیهم.
یقول المرحوم المحدث القمی (ره): من أجل أن یکون مرقد أبناء الأئمة ذا اعتبار و اعتماد لابد من توفر شرطین:
1ـ الانتساب إلى أحد الأئمة (ع).
2ـ بالإضافة إلى النسب لابد من ثبوت الإیمان و جلالة القدر و التقرب إلى الله سبحانه، و فی غیر ذلک فلا شیء غیر قراءة الفاتحة کما تقرئ لعامة أموات المسلمین، و على کل حال فإن إظهار عدم الاحترام بالنسبة إلى مراقد أبناء الأئمة المعروفة أمر غیر صحیح.
المراد من هذا المصطلح الابن أو السبط بالنسبة إلى الأئمة الأطهار (ع) و هم أبناء النبی (ص) بالواسطة، و لکن العرف یطلق لفظ (أبناء الأئمة) على مراقدهم (و هو من باب تسمیة المحل باسم الحال).
و قد وردت روایات کثیرة عن النبی (ص) و الأئمة الأطهار (ع) تؤکد على احترام أبناء رسول الله (ص) [1] . قال رسول الله (ص): «من أکرم أولادی فقد أکرمنی». [2]
و قال الإمام الرضا (ع): "النظر إلى ذریتنا عبادة". قال الراوی قلت: النظر إلى الأئمة منکم، أو النظر إلى ذریة النبی (ص)؟ فقال: "بل النظر إلى جمیع ذریة النبی (ص) عبادة، ما لم یفارقوا منهاجه، و لم یتلوثوا بالمعاصی". [3]
و أن احترام ذریة النبی (ص) و إکرامهم یشمل زمان حیاتهم و ما بعد وفاتهم، و أنه من تعالیم الإسلام حیث یقول: «زوروا قبور موتاکم و سلموا علیهم». [4] و من وجوه الاحترام لهؤلاء الأکابر بعد رحلتهم من الدنیا إظهار الاهتمام و الاحترام اللائق بمحل دفنهم و مزاراتهم. و علیه فبناء هذه المزارات من أنواع الإکرام و الاحتفاء، لأن ذلک یرفع من شأن أصحابها من جهة، و یساعد على جلب الزوار و الرواد لهذه الأماکن من جهة أخرى. [5]
و لابد من الالتفات إلى أمر مهم بخصوص التأکید الوارد فی الروایات على احترام أبناء النبی (ص) و هو أن الروایات ناظرة إلى أبناء النبی الواقعیین، و هم أبناؤه من صلبه سواء کانوا کذلک من دون واسطة أم بالواسطة، إضافة إلى استقامتهم على خط جدهم و السیر على نهجه و التمسک بسیرته.
و الأمر المهم الآخر هو وجود بعض الأشخاص من منتهزی الفرص و طلاب المطامع ممن یدعون وجود مراقد لأبناء الأئمة زوراً و کذباً حتى مع عدم وجود أی قبر یذکر فی بعض الأحیان، و إذا کان هناک قبر فلیس له علاقة بأبناء النبی (ص)، و علیه فالدقة أمر لازم فی مثل هذه الموارد من أجل الوقوف بوجه هذه الفئة الانتهازیة.
و من خلال التوجه إلى النقطتین المتقدمتین یبدو موقفنا واضحاً بالنسبة لمراقد أبناء الأئمة، لابد من تصحیح نسب صاحب القبر و ارتباطه برسول الله (ص) عن طریق الکتب المعتبرة، التی یدونها أهل الفن أولاً، و ثانیاً یضاف إلى صحة النسب إثبات الجلالة و الاستقامة و جلالة القدر و التقرب إلى الله و ذلک من خلال علم الرجال و فی نظر التاریخ. و فی حالة توفر هذین الشرطین کما هو الحال بالنسبة إلى الشاه عبد العظیم (فی مدینة ری) و السیدة معصومة فی قم و السید محمد فی طریق سامراء و احمد بن موسی (المعروف بشاه جراغ) فی شیراز و... فعند ذلک یکون الاحترام و التبجیل لازماً و أن الثواب یترتب على زیارتهم، و أما فی حالة عدم توفر هذین الشرطین فالواجب على الإنسان فعله هو قراءة الفاتحة و تلاوة القرآن على قبورهم کما هو المعروف بالنسبة إلى قبور المسلمین.
و لکن على کل حال فإن إظهار عدم الاحترام بالنسبة لمراقد أبناء الأئمة المعروفین أمر غیر صحیح، إلا أن یثبت أن المدعى لا أساس له، کما أنه لا یکفی أن یقال للناس أن فی هذه البقعة مرقداً لأحد أبناء الأئمة.