الزيارة
5484
محدثة عن: 2009/10/21
خلاصة السؤال
هل حقیقة الامام علی (ع) أزلیة؟
السؤال
هل یصح بأن حقیقة الامام علی (ع) أزلیة؟
الجواب الإجمالي

ان معنى الأزلیة هی أن لا یکون الموجود مسبوق بعدم[1] بل کان موجوداً متى ما کان.

فاذا کان المقصود من حقیقة الامام علی (ع) وجوده المادی فمن الواضح أن وجوده لیس أزلی، و لکن لو کان المقصود منها وجوده النوری، أو بتعبیر آخر وجوده عند العلة، فیمکن القول بأنه أزلی، لکن بدیهی أن کل ما سوى الله تکون جمیع صفاته قهراً ـ و من جملتها الأزلیة ـ تبع و ظل لله (عز و جل)؛ لأن وجوده تبع و ظل له تعالى.

فحسب نظریة المعرفة التوحیدیة الذاتی و الأصیل هو وجود الله تعالى و صفاته، و أما الموجودات الأخرى فهی تفتقر فی وجودها و صفاتها إلى الله و تابعة لوجوده، فإذا کان موجوداً أزلیاً آخراً عدى الله فقهراً احتیاجه و افتقاره إلى الله أکثر من غیره و کان منذ الأزل محتاج إلى الله.

إن الانوار الأربعة عشر الطاهرة ـ أی النبی (ص) و اهل البیته (ع) ـ مظهرة لتمام صفات الله، و بمعرفتهم یحصل افضل مراتب المعرفة بالله تعالى. إن المعصومین (ع)، و ان کانوا من المخلوقات، و لکن بوجودهم النوری و تحققهم عند العلة، یمکن أن یکونوا حقائق أزلیة ربطیة و تابعة. فإذن الروایات التی تدل على أنهم کانوا النور الأول و قبل کل المخلوقات لا تنافی أزلیتهم و وجودهم النوری، کما فی هذه الروایة حیث یقول الامام الباقر(ع) لجابر بن عبدالله الانصاری[2]: .

عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِی‏.[3]

أو ما روی عن الإمام الرضا (ع) أنه قال[4]: أول ما خلق الله عز جل خلق أرواحنا.

و لمزید من الإطلاع راجع السؤال 2229 (الموقع: ) أو الموضوع العام: ( کیفیة ارتباط صفات الفعل مع الحادث الزمانی) و السؤال 2217 (الموقع: ) او الموضوع العام: (اثبات أزلیة الله تعالى و أبدیته).



[1]المصباح الیزدی، محمد تقی، الدروس فی العقیدة الاسلامیة، ج 1، ص60، شرکة الطباعة و التوزیع الدولیة التابعة لمنظمة الإعلام الاسلامی، الطبعة الاولى، 1378.

[2]المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 61، ص 142، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1404ق.

[3] بحارالأنوار، ج 54، ص 170.

[4]بحار الانوار، ج 57، ص 58.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279466 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257326 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128192 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113308 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89023 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49819 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...