Please Wait
6062
التربیة لغة بمعنى الرشد و النمو، و فی الاصطلاح هی: تنمیة الاستعدادات الباطنیة. و قد اهتم الاسلام بالتربیة على المستویین البدنی و الروحی (المعنوی) معاً؛ لکنه أولى الامور التی تتعلق بروح الانسان و هویته الحقیقیة اهتماماً خاصاً و من هنا رکز الاهتمام على التربیة الروحیة کثیراً.
و لاریب أن التربیة الجنسیة للطفل تمثل احدى الابعاد التربویة المهمة و الاکثر حساسیة لما تقوم به من دور فی سعادة الانسان و شقعائه المستقبلیین. و یمکن تصنیف التعلیمات الاسلامیة فی هذا المجال الى ثلاثة اصناف تمثل ثلاث مراحل من عمر الانسان:
الف: ما قبل سن التمییز: فقد حث الاسلام الآباء على إخفاء عملیة المقاربة الجنسیة و الجماع عن مرأى الاطفال.
ب : مرحلة سن التمییز: أکد الاسلام فی هذه المرحلة على الامور التالیة:
1. فصل فراش الاطفال عن فراش الوالدین.
2. أمر الاطفال بالاستئذان فی الدخول على الوالدین فی أوقات معینة.
3. الفصل بین فراش الاطفال أو ما یعبر عنه بالتفریق فی المضاجع.
4. حث الوالدین على الاحتشام فی اللباس.
ج: مرحلة البلوغ: فقد أکد الاسلام بشدة على توفیر الارضیة المناسبة للزواج و حث الوالدین على السعی فی تحقیق هذا الامر لأجل اشباع الغریزة المتأججة لدى الشباب.
إهتم الاسلام بتربیة الأطفال إهتماماً کبیراً. و من هنا نراه قد تابع القضیة من قبل أن تنعقد نطفة الطفل مروراً بسائر مراحل العمر الأخرى و وضع المعالجات لکل مرحلة و رسم الخطط لها، فاذا ما التزم الانسان بها و طبق تلک التوصیات فلاریب سوف یحصل على درجة عالیة من التربیة الروحیة و البدنیة.
و من الامور المهمة فی هذا المجال قضیة التربیة الجنسیة و تربیة الطفل على أساس الحیاء و العفة إنطلاقاً من التوصیات القیّمة التی وصى بها الاسلام.
و یمکن تصنیف التعلیمات الاسلامیة فی هذا المجال الى ثلاثة أصناف تمثل ثلاث مراحل من عمر الانسان:
الف: مرحلة ما بعد الولادة و قبل بلوغ سن التمییز (أی قبل أن یصل الانسان الى مرحلة یمیّز فیها بین الحسن و القبیح و الجید و السیئ)، فمن أهم التوصیات فی هذه المرحلة هی حث الوالدین على إخفاء عملیة المقاربة الجنسیة عن أعین الاطفال، و هذا ما اشار الیه الحدیث المروی عن النبی الاکرم (ص) و الذی قال فیه: " و الَّذی نفسی بِیَدِهِ لو أَنَّ رجُلًا غَشِیَ امْرَأَتَهُ وَ فِی الْبَیْتِ صَبِیٌّ مُسْتَیْقِظٌ یَرَاهُمَا وَ یَسْمَعُ کَلَامَهُمَا وَ نَفَسَهُمَا مَا أَفْلَحَ أَبَداً إِذَا کَانَ غُلَاماً کَانَ زَانِیاً أَوْ جَارِیَةً کَانَتْ".[1]
ب: مرحلة التمییز و قبل الوصول الى سن البلوغ: إن أکثر التوصیات الأسلامیة ناظرة الى هذه المرحلة من مراحل العمر لما تمتاز به من حساسیة مفرطة و دور فاعل فی مصیر الإنسان، من هنا نرى الاسلام ذکر مجموعة من الارشادات للاطفال و الآباء معا، منها:
1. تعلیم الأطفال الممیزین الآداب الشرعیة؛ کآداب المعاشرة مع الجنس المخالف، آداب الطهارة و الستر؛ و من الافضل هنا أن تتولى الأم تربیة البنت و یتولى الأب تربیة الولد.
2. أمر الأطفال بالاستئذان فی الدخول على الوالدین فی أوقات معینة. فقد أکد الإسلام على ذلک و حثّ على تعلیم الاطفال هذه الاصول الاخلاقیة لأجل تجنیب الاطفال مشاهدة المظاهر الجنسیة التی تحصل بین الوالدین، و قد أشار القرآن الکریم الى هذه القضیة فی قوله تعالى: "یا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لِیَسْتَأْذِنْکُمُ الَّذینَ مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ وَ الَّذینَ لَمْ یَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْکُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حینَ تَضَعُونَ ثِیابَکُمْ مِنَ الظَّهیرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَکُمْ لَیْسَ عَلَیْکُمْ وَ لا عَلَیْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَیْکُمْ بَعْضُکُمْ عَلى بَعْضٍ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمُ الْآیاتِ وَ اللَّهُ عَلیمٌ حَکیمٌ * وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْکُمُ الْحُلُمَ فَلْیَسْتَأْذِنُوا کَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذینَ مِنْ قَبْلِهِمْ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمْ آیاتِهِ وَ اللَّهُ عَلیمٌ حَکیم".[2]
3. حث الوالدین على الاحتشام فی اللباس أمام الاطفال. و قد عللت الآیة المبارکة عدم السماح فی الدخول على الآباء فی تلک الفترة لأنهم لا یرتدون عادة الملابس المحتشمة الامر الذی یکشف عن ضرورة ارتداء الملابس المحتشمة فی غیر تلک الفترات.
4. الفصل بین فراش الاطفال أو ما یعبّر عنه بالتفریق فی المضاجع؛ روی عن النبی الأکرم (ص) أنه قال: "الصَّبِیُّ وَ الصَّبِیُّ وَ الصَّبِیُّ وَ الصَّبِیَّةُ وَ الصَّبِیَّةُ وَ الصَّبِیَّةُ یُفَرَّقُ بَیْنَهُمْ فِی الْمَضَاجِعِ لِعَشْرِ سِنِینَ".[3] و عن الإمام الصادق (ع): "یُفَرَّقُ بَیْنَ الْغِلْمَانِ وَ النِّسَاءِ فِی الْمَضَاجِعِ إِذَا بَلَغُوا عَشْرَ سِنِینَ".[4]
5. إبعاد الاطفال عن المهیّجات الجنسیة؛ کاجلاس الطفلة على فخذ الاجانب، ابتعاد الاباء عن الحرکات المهیجة أمام اطفالهم، الاجتناب عن تقبیل الأطفال من الجنس المخالف و الممیز؛ التفریق بین الاطفال فی المضاجع.
ج: مرحلة البلوغ و ما بعدها: فقد أکد الاسلام بشدة على توفیر الأرضیة المناسبة للزواج و حث الوالدین على السعی فی تحقیق هذا الأمر لأجل إشباع الغریزة المتأججة لدى الشباب.