بحث متقدم
الزيارة
5163
محدثة عن: 2010/04/20
خلاصة السؤال
ما هی المضاربة؟
السؤال
ما هی المضاربة؟
الجواب الإجمالي
لا یوجد جواب الا جمالی لهذا السوال النقر الجواب الاجمالی
الجواب التفصيلي

و تسمى قراضا، و هی عقد واقع بین شخصین على أن یکون رأس المال فی التجارة من أحدهما و العمل من الآخر، و لو حصل ربح یکون بینهما، و لو جعل تمام الربح للمالک یقال له: البضاعة، و حیث أنها عقد تحتاج إلى الإیجاب من المالک و القبول من العامل، و یکفی فی الإیجاب کل لفظ یفید هذا المعنى بالظهور العرفی کقوله: ضاربتک أو قارضتک أو عاملتک على کذا، و فی القبول «قبلت» و شبهه.[1]. و بعبارة أوضح؛ المضاربة عبارة عن العقد الذی یکون بین شخصین بأن یعطی أحدهما للآخر مالاً لکی یتاجر به و یقسّم الربح الحاصل من ذلک بینهما علی حسب الاتّفاق.

و یسمی الذی یعطی المال بالمالک، و یسمی الشخص الآخر الذی یقوم بالتجارة و البیع و الشراء بالعامل. و ینبغی التذکیر بأن الدین الإسلامی المقدّس کما یهتم بالعبادات و مسائلها فإنه یهتم کذلک بالاقتصاد و معاش العباد أیضاً.

و بدیهی أن أساس سعادة الفرد و المجتمع هی العبادة المقترنة بالکسب و العمل و الاقتصاد، و أن أساس عزّة المسلمین و عظمتهم هو الارتباط بالخالق و الی جنب ذلک بل و بمعیّته: التجارة و العمل و الاقتصاد العقلانی السلیم حیث یقول تعالی: "رجال لا تلهیهم تجارة و لا بیع عن ذکر الله و إقام الصلاة ِ وَ إیتاءِ الزَّکاة یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصار"[2] و یقول: "فإذا قضیت الصلاة فانتشروا فی الأرض و ابتغوا من فضل الله وَ اذْکُرُوا اللَّهَ کَثیراً لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون‏ "[3]، ورد فی حدیث: من طلب الحلال فهو من الله عزوجل صدقة علیه"[4] ... و واضح أن الهدف من المضاربة هو تقویة الاقتصاد و تداول الثروات و المنع من رکود الأعمال و أسواق المسلمین.

و هدف المضاربة هو استخدام القوی الفعالة و الحیلولة من بطالة ذوی الاستعداد و المسلمین.

و الهدف من المضاربة هو الحصول علی الربح المشروع و الحلال و المنع من الربا و أکل المال بالباطل.

العامل أمین فلا ضمان علیه لو تلف المال أو تعیب تحت یده إلا مع التعدی‏

أو التفریط، کما أنه لا ضمان علیه من جهة الخسارة فی التجارة، بل هی واردة على صاحب المال، و لو اشترط المالک على‏ العامل أن یکون شریکا معه فی الخسارة کما هو شریک فی الربح ففی صحته وجهان، أقواهما العدم، نعم لو کان مرجعه إلى اشتراط أنه على تقدیر وقوع الخسارة على المالک خسر العامل نصفه مثلا من کیسه لا بأس به، و لزم العمل به لو وقع فی ضمن عقد لازم، بل لا یبعد لزوم الوفاء به و لو کان فی ضمن عقد جائز ما دام باقیا، نعم لو فسخه و رفع موضوعه، کما أنه لا بأس بالشرط على وجه غیر بعید لو کان مرجعه إلى انتقال الخسارة إلى عهدته بعد حصولها فی ملکه بنحو شرط النتیجة.[5].[6]

و المضاربة هی من العقود الجائزة و لها شروط منها:

1- صیغة المضاربة (الایجاب و القبول).

2- توفر شروط التکلیف کالعقل و البلوغ و الاختیار فی کل من المالک و العامل.

3- تعیین حصة الربح لکل من المالک و العامل  علی أساس توافق الطرفین.

4- أن یستخدم رأس المال فی طریق مشروع.

5- أن یکون رأس المال فی المضاربة نقداً و یکون مقداره معیّناً.

6- أن یکون العامل قادراً علی انجاز العمل.

و المضاربة تجارة طیّبة و مبارکة و قد ورد الحثّ علیها فی الإسلام.



[1] الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج1،ص608 کتاب المضاربة.

[2] النور، 37.

[3] الجمعة، 10.

[4] الکلینی، الکافی، ج 4، ص 12، الطبعة الرابعة، دار الکتب الإسلامیة، طهران، ‏1365 هـ ش.

[5] تحریر الوسیلة، ج‏1، ص: 611-612>

[6] توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج 2، ص 303.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257232 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128138 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113237 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88993 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59834 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59548 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49726 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47163 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...