Please Wait
7269
1- یمکن الإجابة عن هذا السؤال من خلال أربعة أقسام:
أ- تعریف الکمال و اختلافه عن التمام.
ب- الکمال بالنسبة إلى الإنسان.
ج- کمال الإنسان بنظر الدین الإسلامی.
د – طریق الوصول إلى الکمال.
2- قد یأتی (الکمال) مرادفاً (للتمام) فی بعض الأحیان، و تارة یأتی کمفهوم مغایر للتمام، و الذی یقابل الکمال و التمام هو (النقص).
3- الکمال عبارة عن الفعلیة و الوجود المحض الخالی من القوة و الاستعداد، أو صفة أو أوصاف تقتضیها مرتبة الشیء الفعلیة الأخیرة.
4- الکمال درجة و مرحلة من مراحل الشیء و (التمام) تحقق وجود أجزاء الشیء، و لذلک من الممکن لشیء أن یکون تاماً و لکنه لیس بکامل، و (التقدم) کذلک فإنه یستعمل فی بعض استعمالاته کمفهوم مغایر للکمال.
5- إن موجودات عالم الوجود على کیفیتین: مادیة، و مجردة، فما کان منها له حرکة و تکامل و استکمال فهی موجودات مادیة، و إن کمال کل موجود یتناسب مع نفس وجوده و طبیعته، و أما الموجودات المجردة المحضة فإنها مستوفیة لتمام کمالاتها منذ بدایة خلقها.
6- من الصعب تشخیص کمال الإنسان الاختیاری عن سائر أنواع الکمال بالنسبة للموجودات الأخرى، ومعرفة کمال الانسان بمعنى المعرفة الذهنیة و العلم الحصولی بذلک الکمال، و لکن إدراک الکمال بالوجدان و الشهود أمر میسر للأفراد الذین بلغوا هذه الدرجة و نالوا هذه المرتبة.
7- و فی الإجابة عن السؤال القائل: فی أی شیء یکون تکامل الإنسان؟ فقد وقع الاختلاف بین الفلاسفة و العلماء و تعددت الآراء و تکاثرت، و مما قیل فی ذلک:
أ- نظریة استغلال الطبیعة وتسخیرها.
ب- نظریة القدرة.
ج- نظریة (العقل) للحکماء و الفلاسفة الإسلامیین.
د- نظریة العرفاء المتمثلة (بالعشق).
و إن شرح هذه النظریات و ما فیها من تفاصیل بحاجة إلى فرصة أخرى.
8- إن جمیع ذرات عالم الوجود فی حالة حرکة باتجاه الکمال و لقاء الحق. و هی مشمولة بقانون (الصیرورة) الکلی «ألا إلى الله تصیر الأمور» و لیس الإنسان بمستثنى من هذا القانون العام.
و إن التفاوت و الاختلاف بین (الصیرورة) بمعنى التحول و التکامل و (السیر) بمعنى الحرکة (فی الأجرام السماویة و الأرضیة) من المسائل التی تستفاد من آیات القرآن الکریم.
9- إن المقصد و الهدف النهائی لکل التحولات و التغیرات، و خاصة بالنسبة للإنسان هو لقاء الله و التقرب إلیه.
10- یحتاج الإنسان إلى الوسیلة حتى یصل إلى الکمال (الملاقاة و القرب الإلهی) و الوسیلة هی العبودیة و العبادة، فالعبودیة هی أعلى مقام و أجل مرتبة من مراتب السیر إلى الله و هی أشرف درجة یصلها الإنسان الکامل. فالعبودیة جوهرة باطنها (الربوبیة) و اسم (العبد) هو من أفضل الأسماء، و إن النبی الأکرم (ص) لیس (عبد الله) و حسب، و إنما هو (عبده) بمعنى أنه عبد للهویة الإلهیة المطلقة، و لذلک نقول فی الصلاة (اشهد أن محمداً عبده و رسوله).
فالعبد هو الذی یصل إلى مرتبة العلم و الیقین بالله سبحانه، و هو یطلب الابتعاد عن غیر الله، و لکنه یقترب من الله من دون أی حجاب و لا واسطة.
11- الطریق الوحید للعبودیة هو طریق الطاعة و العبادة الذی یجد العبد نفسه مکلفاً به بعد المعرفة و الشهود بالنسبة إلى الذات المقدسة الإلهیة، و رفع حجاب الانیة والأنانیة.
12- العبادة بمعناها الواسع، شاملة لجمیع الأعمال التی یؤدیها العبد من أجل کسب رضى الله و التقرب منه. و إن هدف الخلقة هو العبادة.
13- إن أهم العبادات کما ورد فی الکلام النورانی للمعصومین (ع)، و کبار أهل المعرفة، و الواصلین إلى القرب الإلهی هی القیام بالواجبات و ترک المحرمات و الذنوب.
14- من أهم الأعمال الموصلة إلى الکمال بحسب ما ورد فی الروایات و کلام العلماء الربانیین خمسة أعمال:
الصمت، و الجوع، و السهر، و العزلة، و الذکر على الدوام.
هذه الخمسة حولت ما لیس تاماً فی العالم إلى التمام.
یمکن أن یجاب عن السؤال بأربعة أقسام:
أ- تعریف (الکمال) و اختلافه عن (التمام) و (التقدم).
ب- کمال الإنسان.
ج – کمال الإنسان بنظر الدین الإسلامی.
د – طریق الوصول إلى الکمال.
أ- تعریف الکمال و اختلافه عن التمام و التقدم:
تارة یستعمل الکمال مرادفاً للتمام و تارة یستعمل کمفهوم مغایر للتمام، و فی کلا الحالین یکون استعماله فی مقابل النقص کما أن التمام یستعمل فی مقابل النقص.
الکمال هو الفعلیة و الوجود المحض و الخلو من القوة و الاستعداد، الکمال مرتبة یمتلک فیها الشیء کل ما هو ممکن و لائق به. و بعبارة أخرى: إن الکمال هو نقطة الختام و المرحلة النهائیة الأعلى بالنسبة للشیء، أو صفة أو أوصاف تقتضی فعلیة الشیء الأخیرة ایجادها، و أمور أخرى تکون مفیدة إلى حد ما بالنسبة إلى الوصول إلى الکمال الحقیقی (الکمال مقدمة) و إنها سوف تکون (مقدمة الکمال).[1]
قد یقال إن الکمال جاء فی الفلسفة بمعنى التمام دون تفاوت یذکر، و لکن فی النصوص الدینیة و المحاورات العرفیة یوجد فرق بین الکمال و التمام.
و قد عبر القرآن الکریم (بالإتمام و الإکمال) کمفهومین مختلفین، قال تعالى: « الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلامَ دِیناً»،[2] فللدین الإکمال و للنعمة الإتمام.
و من هنا یمکن إیضاح الفرق بین الکمال و التمام على الوجه التالی: الکمال فی درجات الشیء و مراحله و التمام هو تحقق و وجود أجزاء الشیء، أی أنه إذا تحققت جمیع الأجزاء اللازمة لوجود أصل الشیء فإن الشیء یکون تاماً. و إلاّ فهو ناقص فی أصل وجوده و ماهیته. فی حین أن الکمال یأتی بعد أن یصل الشیء إلى مرحلة التمام و الإتمام، فإنه من الممکن أن تکون له درجة و درجات بعد التمام و لذلک فمن الممکن أن یکون الشیء تاماً إلاّ أنه لیس بکامل.
و أما فرق الکمال عن التقدم هو أن مفهوم الکمال و التکامل - عندما یکون الشیء فی حالة حرکة و استکمال- یصاحبه ارتقاء و تعالٍ حقیقی. فالتکامل حرکة لکنها حرکة عمودیة ارتقائیة، فهی حرکة من سطح إلى سطح أعلى، من مرحلة و مرتبة إلى مرحلة و مرتبة أعلى. و لکن التقدم حرکة فی سطح أفقی، و مثال ذلک حرکة الجیش الذی یقاتل من أجل الاستیلاء على أرض العدو، فیقال فی حالة استیلائه على بعض الأجزاء التی کانت تحت سیطرة العدو أنه فی حالة (تقدم) و لا یقال أنه فی حالة تکامل.[3]
ب - کمال الإنسان:
إن موجودات عالم الوجود (الممکنات) إما على کیفیة تکون معها واجدةً لکل ما من شأنه لائقاً بوجودها منذ بدایة خلقتها، و لیس فیها حرکة للکمال و الاستکمال، و هذه الموجودات هی المجردات المحضة التی تسمى (الملائکة). و إما أن تکون بنحو و کیفیة فاقدة لکمالها النهائی المطلوب فهی بحاجة إلى الحرکة و الاستکمال من أجل بلوغه و الوصول إلیه، و مثالها الموجودات المادیة و کذلک الإنسان أیضاً.
و مع أخذ مفهوم و معنى الکمال و التکامل بنظر الاعتبار (الحرکة من القوة إلى الفعل) فإن کل موجود له کماله الذی یتناسب معه، فالشجرة تنشد کمالها، الذی یختلف عما یطلبه الحیوان من الکمال، و کذلک فإن الکمال المنشود بالنسبة للإنسان مختلف عن الکمال بالنسبة الى الموجودات الأخرى.
و من هنا فبالإمکان تقسیم الموجودات المادیة بحسب کمالاتها الوجودیة، و مما یعرف من الموجودات فی هذا الإطار، أن الجمادات تحتل المرتبة الأدنى، و المرتبة الوسطیة للنباتات و الحیوانات، بینما یتبوأ الإنسان الدرجة الأعلى. و من البدیهی أن الملاحظ فی هذا التقسیم هو نوع الکمال و قیمته دون حجمه و مقداره.[4]
إن تشخیص کمال الإنسان عن غیره من أنواع الکمال بالنسبة للموجودات الأخرى أمر صعب. و هذه المسألة تعد من جملة مجهولات الإنسان بالنسبة إلى الإنسان، و کنه المشکلة یکمن فی السؤال القائل: بأی شیء یکون کمال الإنسان؟
و الکمال بالنسبة لأکثر الأشیاء فی العالم یمکن أن یشخص بسهولة، و لکن الأمر مختلف بالنسبة إلى الإنسان، فهو لیس بهذه السهولة.[5]
و من البدیهی أن معرفة کمال الإنسان الحقیقی، بمعنى الإدراک الوجدانی و العلم الشهودی لا یکون میسراً إلاّ لمن بلغ هذا المقام. و حیث أن الوصول إلى الکمالات الاختیاریة (مقابل الکمالات الاضطراریة و غیر الاختیاریة) متوقف على العلم و الاطلاع. فمن اللازم أن تکون مثل هذه الکمالات معلومة بنحو من الأنحاء، حتى تقع مورداً للإرادة و التعلق و الاختیار، فإذا کان طریق معرفتها منحصراً بحصولها و تحققها، فهذه المعرفة لا یمکن أن تتحقق. فالمعرفة المقصودة قبل الحصول و اللازمة لیست من قبیل المعرفة الشهودیة، و إنما المراد هو المعرفة الذهنیة و العلم الحصولی.[6]
و بالنظر إلى ما تقدم فإن ما وقع من الاختلاف بین الفلاسفة و العلماء بخصوص هذه المسألة ( تشخیص الکمال الحقیقی للانسان) لیس بالأمر المستبعد و غیر المنتظر.
کما أن بیان الآراء و النظریات المختلفة بخصوص کمال الإنسان (و الإنسان الکامل) و دراستها و نقدها ینتهی بنا إلى إطالة البحث و تشعبه، کما أنها لیست داخلة فی هدف السائل المحترم. و لذلک نکتفی ببعض النظریات المطروحة بخصوص تکامل الإنسان، تارکین الأمر لمن یرغب فی الاستزادة إلى مراجعة الکتب و المصادر الخاصة بهذا الموضوع.
1- نظریة استغلال من الطبیعة:
و هذه النظریة تقسم إلى قسمین:
أ - استفادة الفرد من الطبیعة.
ب- استفادة المجتمع من الطبیعة.
و نظریة استفادة الفرد من الطبیعة تبتنی على القول بأصالة الفرد، و ملخصها أن کمال الفرد یعتمد على حجم استفادته من الطبیعة و لذائذها المادیة و الحیاة الملیئة بالرفاه المثیرة للتلذذ و رغد العیش.
و ذلک ما یتحقق بواسطة العلوم التجریبیة و الإمکانات و التقنیات المعاصرة التی تساهم فی استخراج الثروات من منابعها الطبیعیة.[7]
و أما على القول بالاستفادة الاجتماعیة من الطبیعة الناشئ من رؤیة أصالة المجتمع، فالهدف هو الاستفادة من الثروات و النعم الدنیویة لتأمین الرفاهیة لجمیع طبقات المجتمع.[8]
2- نظریة القوة:
و کمال الإنسان على أساس هذه النظریة کامن فی قوته و اقتداره، و الإنسان الکامل هو الإنسان القوی المقتدر، فکلما کان الإنسان أکثر قوة و تسلطاً على المحیط من حوله سواء کان المحیط مادیاً أم بشریاً فإنه یکون أقرب إلى الکمال، و هذا هو أساس التکامل لدى (داروین)، فمقیاس الکمال بحسب النظریة الداروینیة هو القوة، و الموجود الأکثر کمالاً هو الأقوى، الموجود القادر على الدفاع عن نفسه و الحفاظ علیها، و القادر على أن یکون نداً فی میدان الصراع من أجل البقاء. و لذلک سجل على داروین اعتراض مؤداه أن القول (بالتنازع من أجل البقاء) ینحی الأخلاق و یلغی دورها فی الحیاة بشکل کامل. لأن هذه النظریة تزلزل قواعد الأخلاق و تهدم أسسها.[9]
3- نظریة الحکماء و الفلاسفة المسلمین (العقل و الحکمة):
یرى الحکماء و الفلاسفة المسلمون أن کمال الإنسان رهین بشیئین، أحدهما إدراک حقائق الحکمة، و الآخر العدالة، و بعبارة أخرى: فإن کمال الإنسان یعتمد على الحکمة النظریة و الحکمة العملیة.[10]
فالإنسان الکامل بنظر الحکماء من یکون عقله حکیماً فی المسائل النظریة (الحکمة) و هو إنسان معتدل (بنظر الأخلاق) و هو ما یعنی (العدالة).
4- نظریة العرفاء (نظریة العشق):
یعتقد العرفاء أن الحقیقة واحدة لا غیر، و هذه الحقیقیة هی الله وحده، و ما سوى الله لا یعدو کونه الاّ ظلاً و مظهراً لهذه الحقیقة، فالإنسان یکون کاملاً متى ما أدرک الحقیقة و توصل إلیها. الوصول إلى الحق و القرب إلى الله و ... هو کمال و غایة الغایات و الأمل الوحید للمشتاقین و العارفین. و معنى الوصول (الفناء فیه) و معنى الفناء هو (عدم البقاء) لأی لون من ألوان (أنا) و (نحن). و کل من لا یسیر فی هذا الطریق، و لا یصل إلى الحقیقة، فإنه متخلف عن اللحاق بالرکب. و الوسیلة و السلم فی هذا السیر هو (العشق) و (المحبة) و (الأنس).[11]
و مرکز هذا العشق هو (القلب) و العشق الذی یقول به العرفاء یختلف عن أنواع العشق المتعارف، فعشق العارف عشق حقیقی یسمو بالإنسان إلى الأعلى لیوصله إلى الله، و هو منحصر بالعشق الإلهی (لا العشق الجنسی و غیره) و فی هذه النظریة، فإن وسیلة الإنسان و طریقه للوصول إلى مرتبة الإنسان الکامل هو (تهذیب النفس).
و فی مذهب أهل العرفان نلتقی بعدة موارد و مطالب هامة من أمثال تحقیر العقل، و المیل الداخلی المطلق، و تذلیل النفس و توهینها.[12]
و هناک نظریات أخرى فیما یخص کمال الإنسان نعرض عن ذکرها. و أما بالنسبة إلى النظریات الأربع المتقدمة فقد وردت انتقادات و إصلاحات متعددة بشأنها فی النصوص الدینیة و الإسلامیة و علوم أهل البیت (ع) و معارفهم تجنبنا ذکرها و نحیل القارئ إلى مراجعة الکتب و المنشورات التی تهتم بمعالجة هذا الموضوع بشکل موسع.[13]
ج – الکمال فی نظر الدین الإسلامی:
لم یکن نظر الإسلام بالنسبة إلى النظریات المتقدمة الأربع من قبیل القبول المطلق، الذی لم یسجل علیها نقداً أو اعتراضاً، و لا هو من قبیل الرفض القاطع الذی لا یقبل ما فیها جملة و تفصیلاً، و إنما کان موقفاً وسطاً حیث ذهب إلى قبول النقاط الصحیحة فی کل نظریة، کما أشار إلى کل ما لا ینسجم مع الرؤیة الإسلامیة ولا یتفق مع تعالیم القرآن، هکذا تعامل الاسلام مع ما جاء فی النظریات الأربع.[14]
إن الله سبحانه هو الکمال المحض، و هو خالق و موجد الکمال، و کل ما یظهر عنه کامل، و العالم و الإنسان ظهرا منه، و کلیهما مظهر من مظاهر کمال الحق، و کل ذرات الکون فی حرکة مستمرة باتجاه الکمال و لقاء الحق، و هی تطوی مسیر الأمر الإلهی، و لیس الإنسان بشیء خارج عن عالم الخلق فهو لحمة من هذا النسیج، و لذلک فهو یسعى للوصول إلى کماله المطلوب انسجاماً مع سائر المخلوقات.[15]
و قد أشار القرآن الکریم فی العدید من آیاته من خلال رؤیة کونیة صحیحة إلى الطریق القویم و رسم معالمه للسالکین السائرین بهدف الوصول إلى الکمال. و ذلک أنه أکد على القول أوّلاً: (أن الله هو الآخر)[16] أی أن الله سبحانه هو أبعد المقاصد و هو آخرها. و ثانیاً: إن رکب الوجود فی حالة (الصیرورة) باتجاه لقاء الحق تعالى. «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِیرُ الأُمُورُ»[17] و قد ذکر القرآن أن سیر الإنسان هو (صیرورة) و التفاوت بین الصیرورة و السیر هو أن السیر یمثل الحرکة الموجودة فی جمیع الأجرام السماویة و الأرضیة. أما الصیرورة فمعناها التحول و الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى و من نوع إلى نوع آخر فی طریق التکامل. و إن أفراد الإنسان - بلا استثناء - فی حال حرکة و سیر، و صیرورة و تحول و تقدم إلى وجهة نهایتها لقاء الحق تعالى.[18]
و مع أن کل الوجود و من جملته الإنسان فی حالة صیرورة باتجاه الحق تعالى، و لکن لکل فرد هدفه و وجهته فی هذا المسیر، فعدة تکون صیرورتهم باتجاه (الاسم العظیم) و عدة باتجاه (الاسم الأعظم) و مجموعة أخرى باتجاه ....[19].
و على أی حال فالجامع المشترک لکل هذه الصیرورات، و خصوصاً صیرورة الإنسان هی (ملاقاة الله)[20] و (القرب الإلهی) و (مقام العندیة) و ....
ثالثاً: یقول تعالى: «وَ ابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ»،[21] فالله سبحانه هو الهدف و کل ما دونه و کل عمل فیه القربى إنما هو وسیلة.[22]
و هناک الکثیر من الآیات و الروایات والأدعیة التی تعتبر المقصد و الهدف النهائی لسیر الإنسان هو لقاء الله.[23] و قد دون العظماء من أهل المعرفة الکثیر من الکتب و المؤلفات التی تبحث فی هذا الموضوع.[24]
و قد ترک أنبیاء الله و أولیاؤه آثاراً مفعمة بالتضرع و الوله و الشوق و الهجران و الفراق و الحاجة إلى الله، یستلزم الخوض فیها إلى تدوین العدید من الکتب و الأسفار، و ما کتب الأدعیة و المجموعات الروائیة و ... إلاّ اختیارات و مقتطفات من هذا التراث النورانی.
و کما بینا سابقاً فإن التعابیر التی وردت فی الخطاب الدینی بخصوص کمال الإنسان مختلفة و متنوعة، و ذلک من أمثال: القرب إلى الله، لقاء الله، مقام العندیة، الوصول إلى الله، الصیرورة، الولایة، التوحید، الخلافة، صبغة الله، رؤیة الله، النظر إلى وجه الله، ابتغاء وجه الله، التخلق بأخلاق الله ، الفناء و الأنس بالله، المجالسة مع الله، کمال الانقطاع، التعلق بعز قدرة الله، جوار الله، الدنو من الله، الفتح، اسم الله، قاب قوسین أو أدنى، العبودیة... و لیس الغرض شرح هذه التعابیر و الدخول فی تفاصیلها، و لکن ما نرمی إلیه و نعتنی به هو طریق الوصول إلى الکمال (بأی تعبیر کان) و الذی سوف نتناوله فی القسم الآتی.[25]
د - طریق الوصول إلى الکمال (القرب الإلهی):
بعد أن اتضح مفهوم الکمال و کمال الإنسان بنظر الإسلام بالمقدار اللازم من الإیضاح، ننقل البحث الی طرق الوصول الی الکمال فإنها من المسائل التی حظیت بأهمیة خاصة فی مباحث السیر و السلوک. و کمال الإنسان المتمثل بلقاء الله و القرب منه و الوصول إلى الله و ... بحاجة إلى وسیلة، قال تعالى: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ وَ جَاهِدُوا فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ»،[26] و لیس هناک من وسیلة إلاّ العبودیة.
العبدویة مفتاح الولایة[27]، و إن اسم (العبد) هو أفضل الأسماء. و من هنا فإن الرسول الأکرم (ص) و باعتباره إنساناً کاملاً هو (عبد الله) و قد طلب فی لیلة المعراج هذه العبودیة فخاطب ربه قائلاً «أضفنی بالعبودیة إلیک یا رب»[28] و العبد مدیون لربه فی تمام وجوده و کمالاته و ... و إنه فناء محض فی حضرة مولاه.
و العبد الحقیقی و هو العارف الحقیقی لیس له أی لون سوى اللون الإلهی المعبر عنه (بصبغة الله) و هو خاضع و مطیع و مستسلم استسلاماً محضاً لمولاه، و إذا کان کذلک صار قلبه محلاً للذات المقدسة الإلهیة، کما قال تعالى فی الحدیث القدسی: «لا تسعنی أرضی و لا سمائی، بل یسعنی قلب عبدی المؤمن».[29]
فإذا تحرر الإنسان من أسر النفس و قیودها، و استسلم بالکامل و أذعن لعبودیة الله، و وحد قلبه، و صقل روحه و أزال کل رین و صدأ عنها و حصر توجهه القلبی باتجاه النقطة المرکزیة للکمال المطلق، فسوف یحصل فی قلبه مثل هذا التوسع، الذی یجعل منه محلاً مناسباً لتجلی السلطنة الإلهیة التامة، و یظهر علیه مثل هذا الغنى المعنوی الذی یجعله لا یعبأ بشیء من ممالک الظاهر و الباطن. و ذلک ما یجعل إرادته قویة إلى حد لا یتعلق معه بملک و لا ملکوت، و لا یرى من هذین العالمین شیئاً یلیق به.
هل رأیت الطیر و هو یحلق فی الأجواء
فحطم قیود الشهوات لترى کیف یطیر الإنسان[30]
فالعبودیة جوهرة کنهها الربوبیة.[31]و من آثار العبودیة أنها تصقل نفس العبد و روحه، لتجعل منها محلاً لانعکاس الأنوار الإلهیة و الصفات و الأسماء الربانیة، لتحول إلى مرآة صافیة ینعکس علیها جمال الحق و جلاله.
و کلمة العبد تتکون من ثلاثة حروف: (ع - ب - د) (العین) کنایة عن علم العبد و یقینه بالنسبة إلى الله تعالى، و (الباء) إشارة إلى بینونة العبد و انفصاله و ابتعاده عن کل ما سوى الله، و حرف (الدال) دلالة على الدنو و قرب العبد من الخالق جل و علا، من دون أی حجاب، و بلا واسطة.[32]
و إن معراج الرسول الأکرم (ص) و بلوغه إلى مقام (قاب قوسین أو أدنى) إنما کان ببرکة وصول هذا الإنسان الکامل إلى مرتبة العبودیة المطلقة: «سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَیْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى»[33].
و نبی الإسلام (ص) لم یکن (عبد الله) و حسب و إنما بلغ مرتبة کونه (عبده) إنه عبد الهویة المطلقة التی هی منشأ کل الأسماء الحسنى إلهیة. و من هنا فنحن نؤدی الشهادة فی الصلاة و نقول: (و أشهد أن محمداً عبده و رسوله) و بحسب قول بعض العظماء فإن کل تعبیر ورد فی القرآن بلفظ (عبد) بشکل مطلق و دون ذکر اسم معه فإنه یسیر إلى الرسول الکرم (ص).[34]
و الطاعة و العبادة هی الطریق الوحید لبلوغ مقام (القرب إلى الله) و الذی یستفاد من الکثیر من الآیات و الروایات التی تتحدث عن العبودیة، أن أرکان و أجزاء و حقیقة العبودیة یمکن الحصول علیها. و لکن بعد النظر فیها و دراستها یمکن القول بأن حقیقة العبودیة بعد معرفة العبد و شهوده للذات المقدسة الإلهیة ترتکز على (الطاعة و العبادة) و العبد الحقیقی هو من أزال حجاب الأنانیة و عبادة الذات من خلال المعرفة و الشهود بالنسبة إلى مولاه، و هو الذی ینال ذل العبودیة بالنسبة إلى عز ربوبیة المولى، و إن حجاب (الإنیة و الأنانیة) هو من أقوى الحجب التی یراد اختراقها، و هو مقدمة لخرق جمیع الحجب الأخرى، بل هو مفتاح مفاتیح الغیب و الشهادة، و باب أبواب العروج إلى الکمال الروحانی المعنوی.
و علیه فإن طریق السیر للوصول إلى حقائق الربوبیة هو سیر فی مدارج العبودیة، فإذا وصل السالک إلى مقام ذله و جعله ذلته و عزة مولاه نصب عینه، فکلما قوی هذا النظر تکون عبادته أکثر روحانیة و روحه أکثر عبادة.[35]
و بعبارة أخرى: إن الخطوة الأولى فی طریق الکمال و التقرب إلى الله هو الوصول إلى مقام الفناء الذاتی، و التحرر من کل إنیة و أنانیة، قال تعالى: «وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَ کَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً».[36]
و ما دامت النفس متعلقة بذاتها و متوجهة إلى أنانیتها، فلیست هی فی سفر (إلى الله) و هی فی حکم الحاضر لا المسافر المهاجر.[37]
إن صنم النفس هو الصنم الأکبر.............[38]
الخطوة الثانیة، (الطاعة و العبادة) لله تعالى، إن الله سبحانه جعل العبادة هی الهدف لخلق الجن و الإنس، قال تعالى: «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الإِنْسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ»[39] کما جعل عبادته المصداق للطریق المستقیم فی قوله: «وَ أَنِ اعْبُدُونِی هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِیمٌ».[40]
و لذلک قال الإمام الباقر (ع): «الصلاة قربان کل تقی»[41] و« ما یتقرب إلیّ عبد من عبادی بشیء أحب إلیّ مما افترضت علیه..».[42]
و العبادة تارة تأتی بالمعنى الخاص المستعمل فی الشرع الإسلامی المعروف کالصلاة و الصیام و الحج و الجهاد... و تارة تکون شاملة بمعناها الواسع المستوعب لکل عمل یأتی به الإنسان و یقصد به التقرب إلى الله تعالى و نیل رضاه، حتى و إن کان من المباحات. و على هذا الأساس یکون مفهوم الآیة الشریفة «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الإِنْسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ» أکثر وضوحاً و أقرب للفهم؛ لأن مدلول الآیة أن هدف الخلق منحصر بالعبادة، و بالمعنى الثانی للعبادة الذی یمکن أن تکون فیه أعمال الإنسان کلها عبادة، و لو أن المراد بالعبادة المعنى الخاص الاصطلاحی، فمن المتیقن أن الکثیر من أعمال الإنسان لا یصدق علیها مفهوم العبادة، لأنها تقع خارج مفهوم المصطلح و یکون الإنسان حین ادائها خارجاً عن امتثال الإرادة الإلهیة ولم یلتفت الیها.
أوّل مرحلة من مراحل العبادة فی طریق کسب الکمال و القرب الإلهی هو أداء الواجبات (الفرائض) و ترک المحرمات.
و قد وصلتنا الکثیر من الأحادیث عن أولیاء الله و الأئمة المعصومین (ع) تؤکد على هذین الأمرین، نشیر إلى بعضها.
أ- یقول أمیر المؤمنین (ع): «لا عبادة کأداء الفرائض».[43]
ب- یقول الإمام السجاد (ع): «من عمل بما افترض الله علیه فهو خیر الناس».[44]
جـ - ینقل الإمام الصادق (ع) عن رسول الله (ص)، إن الله سبحانه و تعالى یقول: «ما تحبب إلیّ عبدی بأحب مما افترضت علیه...».[45]
د - نقل عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «فیما ناجى الله عز و جل به موسى (ع): یا موسی ما تقرب المتقربون بمثل الورع عن محارمی».[46]
هـ - فی الأمالی للشیخ الصدوق (ره) نقل عن النبی (ص) أنه قال: «أعبد الناس من أقام الفرائض، و أشد الناس اجتهاداً من ترک الذنوب».[47]
و ینقل عن موسى بن جعفر (ع) عن آبائه العظام أن النبی (ص) قال: «ما من شیء أحب إلى الله تعالى من الإیمان به، و العمل الصالح، و ترک ما أمر به أن یترکه».[48]
و بحسب تعبیر بعض الأکابر، إن أداء الواجبات هو توجه العبد باتجاه المحبوب، و اجتناب المحرمات توجه العبد باتجاه حریمه و مقام عبودیته.[49]
و من الجدیر بالذکر إن فی الروایات و الأدعیة المنقولة عن الأئمة المعصومین (ع)، هناک طرق کثیرة أخرى للتقرب إلى الله، لا یتسع المجال لذکرها الآن، و یمکننا الإشارة إلى مورد واحد منها:
قال الإمام الباقر (ع): مما خاطب الله به موسى (ع) فی طور سیناء، و ناجاه به: «.. ما یتقرب إلی المتقربون بمثل البکاء من خشیتی».[50]
و فی الختام نرى من الضروری بیان نقاط ثلاث:
1- إن ما ذکر جزء یسیر مما هو موجود فی موضوع (طریق الوصول إلى الکمال) ما یمکن إیراده فی الموضوع.
2- إن الوصول إلى الکمال و عبادة الله له شروط و أسباب، و موانع، و .. یمکن الرجوع فیه إلى ما کتبه الأکابر من أهل المعرفة فی هذا المیدان.[51]
3- بین أهل السیر و السلوک عدة مراحل و منازل فی طریق الوصول إلى الله فبعضهم ذکر منزلین و بعضهم ثلاثة منازل، و عدة سبعة منازل، و ذهب البعض إلى أربعین مرتبة، و بلغ آخرون مائة منزل و مقام، و بلغ بعض الأکابر الألف.
و لکن ما ورد بعنوان طریق السلوک و دستور العمل فی الروایات و ما کتبه العرفاء و الأصول الموجودة التی أوصوا بها فإنها تشتمل على خمسة أعمال مهمة هی کالآتی:
الصمت، و الجوع، و السهر، و العزلة، و الذکر على الدوام.
فما لم یکن تاماً فی هذا العالم تجعله هذه الخمسة إلى تمام
فالصمت موجب لمعرفة الله.
و فی السهر تکون معرفة النفس
و الجوع وسیلة لمعرفة الشیطان
و المعارف الدینیة لا تتم إلا بالاعتزال.[52]
و شرح هذه المطالب و إیضاحها موجود فی کتب العرفان و السیر و السلوک یمکن لطالبها مراجعتها فی مظانها.[53]
[1] انظر: مصباح الیزدی، محمد تقی، خودشناسى براى خود سازى" معرفة النفس لبنائها"، ص12.
[2] المائدة ، 3.
[3] انظر: المطهری، مرتضى، تکامل اجتماعى انسان "تکامل الإنسان الاجتماعی"، ص12 – 14؛ الإنسان الکامل، ص17.
[4] انظر: مصباح الیزدی، محمد تقی، خودشناسى براى خود سازى" معرفة النفس لبنائها" ص12 - 13.
[5] انظر: المطهری، مرتضى، تکامل الإنسان الاجتماعی، ص129.
[6] انظر: مصباح، محمد تقی، خودشناسى براى خود سازى" معرفة النفس لأجل بنائها"، ص19.
[7] المطهری، مرتضى،انسان کامل" الإنسان الکامل"، ص140؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص130؛ مصباح الیزدی، محمد تقی، خودشناسى براى خود سازى" معرفة النفس لأجل بنائها" ص23.
[8] مصباح، محمد تقی، خودشناسى براى خود سازى" معرفة النفس لأجل بنائها" ص23.
[9] المطهری، مرتضى، الإنسان الکامل، ص126؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص142.
[10] الإنسان الکامل، ص121؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص139؛ معرفة النفس لبنائها، ص23.
[11] انظر: الإنسان الکامل، ص124، 170؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص135.
[12] انظر: الإنسان الکامل، ص121-126، 170-190؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص135-138، ص152-154.
[13] انظر: المطهری، مرتضى، الإنسان الکامل، ص140 – 244؛ التکامل الاجتماعی للإنسان، ص152 - 154.
[14] نفس المصدر.
[15] انظر: جوادی آملی، عبد الله، مبادى اخلاق در قرآن" مبادئ الأخلاق فی القرآن"، ص51.
[16] الحدید، 3.
[17] الشورى، 53.
[18] انظر: جوادی آملی، عبد الله، صورت و سیرت انسان در قرآن" صورة و سیرة الإنسان فی القرآن"، ص99.
[19] نفس المصدر، ص107 – 108؛ جوای آملی، عبد الله، تفسیر التسنیم، ج2، ص594.
[20] «یَا أَیُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّکَ کَادِحٌ إِلَى رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ»، الانشقاق، 6.
[21] المائدة، 35.
[22] انظر: مبادئ الأخلاق فی القرآن، ص283.
[23] الأنعام، 31، 154؛ یونس، 7 ، 45؛ الرعد، 2؛ الکهف، 110؛ الروم، 8 و ...؛ حدیث قرب الفرائض و النوافل، دعاء کمیل، دعاء عرفة، المناجاة الخمسة عشر، مناجاة الزاهدین، الخائفین، الراغبین، المریدین، المحبین، المتوسلین، المفتقرین، العارفین، الذاکرین.
[24] الملکی التبریزی، المیرزا جواد، رسالة لقاء الله؛ الإمام الخمینی، روح الله، شرح چهل حدیث "شرح الأربعین حدیثا"ً، لقاء الله، الحدیث، 28، ص451؛ حسن زاده، حسن، لقاء الله.
[25] مواضیع ذات صلة: کمال الإنسان و سعادته، رقم السؤال 704، القرب الإلهی و أقسامه، رقم السؤال 625. العبد و العبودیة، رقم السؤال 561.
[26] المائدة، 35.
[27] الطباطبائی، محمد حسین، تفسیر المیزان، ج1، ص277.
[28] الکافی، ج1، 32.
[29] الکافی، ج2، کتاب الإیمان و الکفر، ص250، ح2.
[30] انظر: الإمام الخمینی، روح الله، شرح الأربعین حدیثاً، ص82.
[31] مصباح الشریعة، الباب الثانی، فی حقیقة العبودیة، ص7، طبعة مؤسسة الأعلمی بیروت.
[32] المقدادی الأصفهانی، علی، نشان از بى نشانها، ص317؛ مصباح الشریعة، ص7.
[33] الإسراء، 1.
[34] صدر المتألهین، تفسیر القرآن الکریم، ص124.
[35] انظر: الإمام الخمینی، روح الله، آداب الصلاة، ص 7 - 9.
[36] النساء، 100.
[37] انظر: الإمام الخمینی، آداب نماز" آداب الصلاة"، ص 8.
[38] المولوی، المثنوی المعنوی.
[39] الذاریات، 56.
[40] یس، 61.
[41] الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج1، ص210؛ ج7، ص63.
[42] الکلینی، الکافی، ج2، ص82، 352.
[43] نهج البلاغة، الحکمة، 113؛ بحار الأنوار، ج71، ص208.
[44] بحار الأنوار، ج71، ص195.
[45] الکلینی، الکافی، ج2، ص82؛ بحار الأنوار، ج71، ص196، ح5.
[46] بحار الأنوار، ج71، ص204.
[47] نفس المصدر، ص206 ، 207.
[48] نفس المصدر، ص208.
[49] حسینی الطهرانی، محمد حسین، رسالهى لب اللباب در سیر و سلوک" رسالة لب اللباب فی السیر و السلوک"؛ ذکرى الشهید المطهری، ص236.
[50] بحار الأنوار، ج7، ص313.
[51] انظر: ملکی التبریزی، المیرزا جواد، رسالة لقاء الله؛ الطباطبائی النجفی، السید مهدی، رسالة السیر و السلوک؛ الحسینی الطهرانی، محمد حسین، رسالة لب اللباب؛ الفیض الکاشانی، الملا محسن، الأخلاق الحسنة؛ طریق النجاة؛ المحجة البیضاء؛ البهاری الهمدانی، محمد، تذکرة المتقین؛ دستور العمل العرفانی فی الآیات الإلهیة، المرحوم حسن علی النخودکی الأصفهانی (نشان از بى نشانها)؛ السید أحمد الکربلائی، الملا حسین قلی الهمدانی، السید أحمد الکربلائی، المیرزا علی القاضی الطباطبائی و ....؛ شرح الأربعین حدیثاً، و شرح جنود العقل، و الأربعون حدیثاً، الإمام الخمینی؛ الخواجة نصیر الدین الطوسی، أوصاف الأشراف و شروحه؛ جوادی الآملی، عبد الله، مراحل الأخلاق؛ المحجة البیضاء. الفیض الکاشانی، الملا محسن، ج5، ص128 و ...
[52] نشان از بى نشانها، ص283.
[53] الحسینی الطهرانی، محمد حسین، رسالة لب اللباب؛ المحجة البیضاء، ج5، ص128، و ما بعدها، نشان از بی نشانها، ص، 30، 303، 313.