بحث متقدم
الزيارة
7382
محدثة عن: 2011/12/18
خلاصة السؤال
ما الفرق بین الاخلاق و بین علم الاخلاق؟
السؤال
ما الفرق بین الاخلاق و بین علم الاخلاق؟ و أیهما هو الجامع؟ و أی تعریف لعلم الاخلاق یعد اجمع تعریف؟
الجواب الإجمالي

الاخلاق لغة جمع " خُلْق" الطبع، السجیة و العادة. أعم من کونها عادة و سجیة حسنة أو قبیحة.

اما الاخلاق فی الاصطلاح فقد ذکر علماء الاخلاق لها عدة معان، لا یمکن الجمع بینها بدقة تامة، لکن یمکن استنباط معنى للاخلاق عند العلماء المسلمین بنحو نستطیع وصفه بالتعریف الجامع، و هو: الاخلاق کیفیة نفسانیة لدى الکائن البشری تصدر منه افعالا مناسبة لها.

و أما علم الاخلاق فهو الآخر ذکرت له تعریفات متعددة و مختلفة أیضا، لعل من اکملها ما ذکره العلامة النراقی فی جامع السعادات: بانه: علم الصفات (الملکات) المهلکة و المنجیة و کیفیة التخلق و الاتصاف بالصفات المنجیة و التخلص من المهلکات.

و الفارق بین الاخلاق و بین علم الاخلاق فی البعد التنظیری و العملی لکل منهما فلا معنى للتفاضل بینهما و البحث عن أی منهما هو الاجمع و الافضل من غیره.

الجواب التفصيلي

الاخلاق لغة جمع " خُلْق" الطبع، السجیة و العادة.[i] أعم من کونها عادة و سجیة حسنة أو قبیحة.

اما الاخلاق فی الاصطلاح فقد ذکر علماء الاخلاق لها عدة معان منها:

الف: ذهب البعض الى تعریفها بانها ملکة نفسانیة تقتضی صدور الفعل من الانسان بلا تأمل او رویة.

ب: و هنا من حصر مفردة الاخلاق فی الفضائل الاخلاقیة فی مقابل ضد الاخلاق.

ج: و تارة اطلقت الاخلاق على منظومة السلوکیات الحیاتیة.[ii]

اتضح ان للاخلاق معانی متعددة و متفاوتة لا یمکن الجمع بینها بدقة تامة، لکن یمکن  استنباط معنى للاخلاق عند العلماء المسلمین بنحو یمکن وصفه بالتعریف الجامع، و هو: الاخلاق کیفیة نفسانیة لدى الکائن البشری تصدر منه افعالا مناسبة لها؛ بمعنى انه لو کانت تلک الکیفیة النفسانیة حسنة کان الاعمال الصادرة من الانسان مناسبة لها، و العکس صحیح؛ فالاخلاق تقسم الى الاخلاق الحسنة و الاخلاق الرذیلة. و قد تکون هذه الملکة راسخة و قد تکون عابرة قابلة للزوال.

علم الاخلاق:

ذکرت لعلم الاخلاق تعریفات متعددة و مختلفة أیضا.

فهناک تعاریف ذکرها العلماء و المفکرون المسلمون و هناک تعاریف صدرت من المدرسة الغربیة، نشیر الى نماذج منها:

الف: علم الاخلاق هو العلم الذی تکتسب به الصفات الحسنة و الذی تتحول من خلاله حیاة الانسان و سلوکیاته الى حیاة صالحة وسلوکیات حسنة.[iii]

ب: و منهم من معرفه بانه علم کیفی تحیا.[iv]

ج: و منهم من عرف علم الاخلاق بنفس التعریف اللغوی حیث عرف علم الاخلاق بانه: العلم بالعادات و الآداب و السلوکیات و السجایا البشریة.[v]

د: و عرفه العلامة النراقی فی کتاب جامع السعادات بانه: علم الصفات (الملکات) المهلکة و المنجیة و کیفیة التخلق و الاتصاف بالصفات المنجیة و التخلص من المهلکات.[vi]

و مع الاخذ بنظر الاعتبار الکتب الاخلاقیة کجامع السعادت و معراج السعادة و...[vii] یمکن القول: علم الاخلاق فی الفکر الاسلامی: هو العلم الباحث عن جمیع الخصال الحسنة و السیئة، رصدا و تعریفا و توضیحا، بالاضافة الى بیان السبل المساعدة فی تحصیل الخصال و السجایا الفاضلة و التحرز عن الصفات القبیحة و التنزه عنها.

انطلاقا من هذا تکون القضایا التی یبحثها علم الاخلاق متعلقة بالافعال الاختیاریة للانسان، و ان غایة علم الاخلاق ایصال الانسان الى حد الکمال و السعادة الابدیة و الاخذ بیده لساحل الامن و الاستقرار و المنزل الذی خلق لاجله. علما ان علم الاخلاق فرع من فروع الفلسفة بمعناها العام.

اجمع التعاریف واکملها

الاخلاق عبارة عن : الاسلوب و السلوک حسنا کان أو قبیحا؛ و علم الاخلاق یعنی العلم الباحث عن تلک الاسالیب و السلوکیات و أیهما یستحق القیام به او ترکه و التنزه عنه. و بعبارة اخرى الفارق بین الاخلاق و بین علم الاخلاق فی البعد التنظیری و العملی لکل منهما فلا معنى للتفاضل بینهما، و البحث عن أی منهما هو الاجمع و الافضل من غیره.



[i] القرشی، سید علی اکبر، قاموس القرآن، ج ‏2، ص 293، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة السادسة، 1371 ش‏‏؛ الطریحی، فخر الدین، مجمع البحرین، ج ‏5، ص 156، مکتبة مرتضوی‏، طهران، الطبعة الثالثة‏، 1375 ش.‏

[iii] الطوسی، الخواجة نصیرالدین، اخلاق ناصری، ص 14، المکتبة الاسلامیة، طهران.

[iv] المطهری، مرتضی، آشنایی با علوم اسلامی، ج 2، ص 190، صدرا، طهران، الطبعة السادسة، 1368ش.

[v] ژانه، پیر، اخلاق، ص53، ترجمة بدرالدین کتابی، اصفهان، انتشارات آموزش و پرورش، 1373ش.

[vi] النراقی، محمد مهدی، جامع السعادات، ج1، ص 34، النجف، مطبعه الزهراء، 1368ق.

[vii]انظر: النراقی، ملامهدی، جامع السعادات، مؤسسه الاعلمی، بیروت، الطبعة السادسة، 1408 هـ ق؛ النراقی، ملااحمد، معراج السعادة، طهران، انتشارات رشیدی، طهران، بلا تاریخ.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279429 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257214 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128130 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113225 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88984 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59826 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59539 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56849 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49717 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47157 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...