بحث متقدم
الزيارة
6453
محدثة عن: 2012/02/14
خلاصة السؤال
ما ذا یعنی الامام الصادق (ع) بقوله: "العلمُ سبعةٌ و عشرون حرفاً فإِذا قام قائمنا أَخرج الخمسةَ و العشرین حرفاً فبثَّها فی النَّاس و ضمَّ إِلیها الحرفین حتَّى یبثَّها سبعةً و عشرین حرفاً"؟
السؤال
هل یمکن تزویدنا بتوضیح معقول و مجرب لمضمون الحدیث المروی عن الامام الصادق( ع): "العلم سبعةٌ و عشرون حرفاً فجمیعُ ما جاءت به الرُّسل حرفان فلم یعرف النَّاسُ حتَّى الیوم غیر الحرفین فإِذا قام قائمنا أَخرج الخمسةَ و العشرینَ حرفاً فبثها فی النَّاس و ضمَّ إِلیها الحرفین حتَّى یبُثَّهَا سبعةً و عشرین حرفاً"؟
الجواب الإجمالي

من الامور المهمة فی عصر ظهور الامام المهدی (عج) التطور العلمی و الارتقاء التقنی و نمو العلوم المادیة و المعنویة، حیث یصل العلم فی تلک البرهة الى ارفع مستویاته؛ کما ورد فی الروایات التی من ضمنها الحدیث المروی فی متن السؤال.

و من المناسب هنا الالتفات الى قضیة مهمة و هی أن الروایة المذکورة و غیرها من الروایات لم تقل بان الناس یصلون الى هذه المرحلة العلمیة المتطورة مرحلة 27 حرفا، بصورة دفعیة و بقفزة مفاجئة و إن لم یکن ذلک بالامر المحال، بل الوارد فی تعبیر الامام الصادق (ع): "اخرج"[1]؛ بمعنى أن الامام الحجة (عج) یخرج بقیة مراتب العلم و یضعها تحت متناول الناس و یفرش بساط العلم لمن رام التعلم و المعرفة و الارتقاء العلمی و التطور التقنی، و هذا لا یعنی ان کل الناس سیتوفرون على تلک المراتب العلمیة السامیة، و انما القضیة تظل تابعة لمدى همة الانسان نفسه و مثابرته و مدى استعداده للتعلم و طلب المعرفة، و مما لاریب فیه أن هناک طائفة من الناس یصلون الى تلک المرتبة من خلال ما توفره لهم حکومة الامام (عج) من سبل العلم و التعلم حیث یتلقفون تلک المعارف و یستغلون الفرصة على أکمل وجه، فقد روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " کَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَى شِیعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْکُوفَةِ وَ قَدْ ضَرَبُوا الْفَسَاطِیطَ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ کَمَا أُنْزِل‏‏».[2]

النتیجة: صحیح أن الامام الحجة (عج) عند ظهوره یوفر الارضیة المناسبة لتلقی أرقى المعارف و الوصول الى المرتبة السابعة و العشرین من مراتب العلم حسب الروایات، إلا ان هذا لا یعنی أن جمیع الناس یصلون الى هذه المرتبة العلمیة حتى مع الایمان بامکانیة التطور و الارتقاء الدفعی للعلم، بل القضیة تبقى متوقفة على مدى استعداد الاشخاص و مقدار الجهد الذی یبذلونه فی هذا المجال، فکما ان مراتب التقوى و الرقی المعنوی تتوقف الى حد کبیر على جهود الشخص نفسه، کذلک التطور التقنی و المعرفی یتوقفان على بذل المزید من الجهد و الاستعداد التام للاستفادة من الفرصة التی وفرها الامام (عج) لهم.



[1]المجلسی، محمد باقر، بحارالأنوار، ج 52، ص 336، مؤسسة الوفاء، بیروت، سال 1404ق.

[2] نفس المصدر، ص364.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...